" يروى أن بعض الملوك عزم على غزو عدو له ، فأرسل قبل ذلك جاسوساً ليتعرف على أحوال هذا العدو وعلى مدى استعداده للحرب ، فتنبه العدو للجاسوس وقبضوا عليه وأرغموه على كتابة رسالة لمن أرسله يقول له فيها : " إن العدو ضعيف فأقدم لغزوه " .
فكتب إليه ما يلي : " أما بعد فقد أحطت علماً بالقوم ، ( وأصبحت مستريحاً من السعي )) والسلام .
فلما انتهى الكتاب إلى الملك قراه على رجاله فقويت عزيمتهم على الخروج ، ثم إن الملك خلا بخاصته من الكبراء وأهل الرأي وقال : أريد أن تتأملوا هذه الرسالة فإني شعرت منها بأمر وإني غير سائر حتى أنظر في أمره .
فقال بعضهم : ما الذي لحظ الملك من الرسالة ؟ قال : إن فلاناً من الرجال ذوي الحصافة والرأي ، وقد أنكرت ظاهر لفظه فتأملت فحواه فوجدت في باطنه خلاف ما يوهم الظاهر من ذلك في قوله :
" أصبحت مستريحاً من السعي " فيريد أنه محبوس .
وقوله : " استضعفتهم بالنسبة إليكم " يريد أنهم ضعفنا لكثرتهم .
وقوله : " إنكم الفئة الغالبة بإذن الله " .
************************************************** **
حكى الأصمعي : ضلّت إبلي فخرجت في طلبها في يومِ بردٍ قارسٍ. فالتجأتُ إلى حيٍّ وإذا بجماعةٍ يصلون، وبقربهم شيخ ملتفٍّ بكساء، يقول وهو يرتعد من البرد:
أيـا ربُّ إنّ البردَ أصبحَ كالحًا
وأنتَ بحالي يا إلـهي أعلـمُ
فإنْ كنت يومًا في جهنّمَ مُدخِلي
ففي مثلِ هذا اليومِ طابتْ جهنّمُ
****************************************
لعن الله من اكل ثنتين ثنتين
جلس اعمى وبصير معا ياكلان تمرا في ليلة مظلمة فقال الاعمى : انا لاارى ولكن لعن الله من ياكل ثنتين ثنتين وعندما انتهى التمر صار نوى الاعمى اكثر من نوى البصير فقال البصير : كيف يكون نواك اكثر من نواي فقال الاعمى لاني اكل ثلاثا ! فقال البصير اما قلت : لعن الله من ياكل ثنتين ثنتين ؟ قال : بلى ولكني لم اقل ثلاثا
حكمة بدوية
قال الاصمعي : رأيت بدوية من أحسن الناس وجها ولها زوج قبيح فقلت لها ياهذه أترضين ان تكوني تحت هذا ؟ فقالت : ياهذا لعله احسن فيما بينه وبين ربه فجعلني ثوابه وأسات فيما بيني وبين ربي فجعله عذابي افلا ارضى بما رضي الله به
********************************
سرقَ أعرابيّ صرّةً فيها دراهم ، ثم دخلَ المسجدَ يصلّي ، و كان اسمُهُ موسى ، فقرأ الإمام :﴿ و ما تلكَ بيمينِكَ يا موسى ﴾. فقالَ الأعرابي : و اللهِ إنّكَ لَساحر ، ثم رمى الصّرّةَ و خرج " .
" سرقَ أعرابيٌّ غاشية من سرجٍ ثم دخل المسجدَ يصلّي ، فقرأ الإمامُ : ﴿هل أتاكَ حديثُ الغاشية ﴾، فقال : يا فقيه لا تدخل في الفضول . فلمّا قرأ :﴿ وجوهٌ يومئذٍ خاشِعة ﴾، قال : خذوا غاشيتَكم و لا يخشعُ وجهي ، لا بارَكَ اللهُ لكم فيها .ثم رماها من يده و خرج " .
" صلّى أعرابي مع قومٍ فقرأ الإمام : ﴿ قلْ أرأيتُم إن أهلكني اللهُ و من معي أو رحمنا ﴾ فقال الأعرابي : أهلكك اللهُ وحدَكَ إيش كان ذنب الذين معك ، فقطعَ القومُ الصلاةَ من شدّة الضحك " . ( إيش : نحتٌ من أيّ شيء ، و الهمزة جاءت من أسفل لتخفيف اللفظ توافقاً مع الياء ) -
" دخلَت أعرابيّة على قومٍ يُصلّون فقرأ الإمامُ :﴿ فانكحوا ما طابَ لكم من النساء ﴾. و جعلَ يردّدها ، فجعلت الأعرابيّةُ تعدو و هي هاربة حتى جاءت لأختها فقالت : يا أختاهُ مازالَ الإمامُ يأمرُهم أن ينكحونا حتى خشيتُ أن يقعوا عليّ " .
" و صلى أعرابي خلفَ إمامٍ فقرأ الإمام : ﴿ألم نهلك الأولين ﴾. و كان في الصفّ الأوّل فتأخّرَ إلى الصفِّ الآخَر ، فقرأ : ﴿ثم نُتبِعُهم الآخرين ﴾. فتأخّر . فقرأ : ﴿كذلك نفعلُ بالمجرمين ﴾. و كانَ اسمُ البدويّ مجرماً ، فتركَ الصلاةَ و خرجَ هارباً و هو يقول : و اللهِ ما المطلوب غيري ، فوجده بعضُ الأعراب ، فقال له : ما لكَ يا مجرم ؟ فقال : إنّ الإمام أهلكَ الأولين ، و الآخرين ، و أرادَ أن يهلكَني في الجملةِ و اللهِ لا رأيته بعد اليوم " .
************************************
مرض أعرابي مرة واشتد عليه عليه المرض ،فأمر بجمع العيدان والطنابير والمزامير
الى بيته، فأنكرو عليه ذلك، فقال :إنما فعلت ذلك لأني سمعت الملائكة لاتدخل بيتاً فيه شيء من الآت
اللهو والفجور، فإن كان ملك الموت من الملائكة، دفعته بهذه الاشياء .
..............................
صلى أعرابي مع قوم، فقرأ الأمام آيه من سورة الملك {قل أرأيتم إن اهلكني الله ومن معي أو رحمنا}
فقال الأعرابي: اهلكك الله وحدك ، ايش كان ذنب الذين معك، فقطع القوم صلاتهم من شدة الضحك.
...............................
وقف اعرابي يسأل ،فقال له رجل :يا أعرابي هل لك في خير مما تطلب؟
قال ماهو؟ فقال:اعلمك سورة من القرآن ،فقال :لا والله إني لأحسن ما إن علمت لكفاني،أحسن منه خمس سور،
فاستقرأه فقرأ:الحمد،والكوثر. وسكت فقال الإمام: هذه اثنتان اين الثلاثة سور؟
قال: أني وهبتها لابن عمي وعلمته إياها،ولا والله لا ارجع في شيء وهبته ابدا .
.........................................
قال الهيثم بن عدي: سمعت اعرابيا يقول: دخلت حضرتكم بعد عيد الاضحى فإذا انا بجمع عظيم عليهم أنواع من الثياب من بيض وحمر وصفر
فكأنها زهر بستان،فقلت في نفسي : هذا العيد الذي يذكره أصحابي لي، إن الحضر يتزينون فيه
ثم رجعت الى عقلي فقلت: وأي عيد هو ؟ وقد خرجت بعد عيد الاضحى.
فبينما أنا باهت أفكر في الأمر ،اذاأخذ بيدي رجل منهم .
فقال: أدخل يا اعرابي ،فدخلت،فإذا بمجلس منضد بالنضائد، موسد بالوسائد، وفي صدرة سرير،
وعليه رجل جالس، والناس صموت عن يمينه وشماله.
فقلت في نفسي: هذا الخليفة الذي يذكرون، فقبلت الأرض وقلت: السلام عليك يا امير المؤمنين،
فقيل: اسكت يا اعرابي، هذا عريس ونحن في عُرسه، فهيئ لي موضع في المجلس،
فجلست فيه فقدمت الي هنات[اشياء لا اعرفها ] من خشب عليها ثياب متلاحمة النسج ،
فهممت ان اخذ منها لكي ارقع بها ثوبي ،فقيل لي : مد يدك يا اعرابي وكل .
فإذا هو ضرب من الخبزلا اعرفه، ثم قدمت ال انواع من الطعام حلوة وحامضة،
وشراب ساخنة وباردة،فقدموا لي شراب غريب الشكل لونه احمر فجعلوا يصبون لي في قدح ويقولون لي اشرب.
وقيل لي بان هذا الشراب يهضم المعدة، فشربت منه فحدث في قلبي طرب لا اعرفه.
فهممت ان اهشم الذي بجانبي، فقالوا لرجل امتعنا بنفسك .
فأتى بهنات [اشياء لا اعرفها] لها رأسان مشدودان بالخيوط المحصدة[ المفتولة] فاقبل يضرب
رأسة، فيخرج منها صوتا كهزيم الرعد وزئير اسد واخرج رجل من كمه شيئا كفشيلة الحمار، فأقبل يردد عليه به،
وأقبل اخر ينتخ[يسترج وينتزع] حتى ارتمى على الارض.
فقلت مجنون ورب الكعبة، ثم اقبلوا يضرعون الى آخر، ويرغبون اليه.
فأتاهم بدابة من خشب ،عينها في صدرها إذا فتلت اذانها تكلم فوها ،
فطرب كل من حضر وطربت حتى تقدمت اليه.
فسألته: ياسيدي ماهذه الدابة؟ فقال لي انها البربط [ العود] فقلت آمنت بالله وبالبربط،
ثم سقوني قدحا اخر فنمت نومة لم توقضني منها الا حر الشمس من الغد ..
- أكتفي بهذه المقتطفات وإلى مخزونات أخرى أتمنى أن تشاركوني فيها للفائدة والمتعة -
__________________
الخميس مايو 24, 2018 7:51 pm من طرف 
Ahlamontada 
