المذاكرة اللطيفة بين أبي همام وأبي حذيفة

بما اننا حصلنا على الموافقة نبدأ باسم الله .

شيخنا الغالي :

اصطلح عدد من الرقاة على تجميع اعراض الإصابات الروحية ( سحر مس، عين ) وصياغتها ضمن اسئلة تعارف عليها باسم الاسئلة التشخيصية . وبعد الإجابة عليها من قبل شخص.. يحكمون على حالته من حيث :
هل الحالة المشخصة مصابة اصابة روحية ام لا .
تحديد نوع الإصابة إن كانت روحية ( سحر ، مس ، عين)
تشخيص صنف الإصابة ضمن الحالة الواحدة ألى نوع السحر الخاص بها ان كانت مسحورة أو نوع المس ان كانت ممسوسة وحتى العين وجدنا من يقسمها الى اقسام معينة تبعا للأعراض المشار اليها ..وهكذا.

والسؤال :

السؤال الأول: هل الإجابة عن الأسئلة التشخيصية تصلح لأن تكون معيارا موثوقا ومضمونا يتسم بالصدق والموضوعية لتشخيص الحالات من حيث الإصابة من عدمها .

السؤال الثاني :وهل يصلح ايضا لتشخيص الحالة ضمن نوع الإصابة الواحدة ، سحر تفريق ،عطف ،
.. مس عاشق .. منتقم ... .. الخ.

السؤال الثالث :هل تتسم الاستبانة التشخيصية بالصدق والثبات بحيث تعطي نفس النتائج فيما لو كان هناك اكثر من راقي فإنه التشخيص يعطي نفس النتائج. وبنفس المصداقية.

سائلا المولى عز وجل ان يعينكم ويسدد على طريق الخير هداكم ...

جواب الأول :

ليس معياراً إنما تقرب الراقى من تشخيص الحالة فى الحالات الواضحة البينة وإلا فالأسئلة على كثرتها تفتقر إلى الدقة ولو عرضت نفس الحالة على أكثر من راق لاختلفوا فى التشخيص .

جواب الثانى :

قد تتداخل الأعراض وتتعدد الإصابات فى الحالة الواحدة .

جواب الثالث :

راجع إجابة الأول .

والله أعلم .

بسم الله والحمد لله .
بما ان الاستبانات التشخيصية ليست بمعيار موثوق وتفتقر الى الدقة ..لتشابك الأعراض الروحية ولتشابه الأعراض مع امراض نفسية او عضوية ..

ما أثر التشخيص الخاطئ للحالة المرضية او النفسية او الروحية على المصاب نفسه .

هل يستفيد العارض ان كانت الحالة فيها اصابة روحية من التشخيص الخاطئ للراقي. وما مظاهر هذه الاستفادة .

وهل يؤثر القرين في هذه الحالة على المصاب ويزيد من سطوته وسيطرته على المصاب ... نتيجة التشخيص الخاطئ .وفيما ان كان الشخص غير مصاب باصابة روحية فما هو تأثير القرين بهذه الحالة "في الغالب"

من ناحية علمية التشخيص الخاطىء جريمة فى حق عباد الله فعلى من لايحسن الكلام عن الجن والرقية يبحث عن عمل آخر يسترزق من ورائه والدين النصيحة .

فتخيل مصاب بمس ويشخصه الجاهل بأن عنده مرض نفسى والعكس فيفرح الشيطان بذلك وياكثرة المداخل عليه أعانه الله تعالى .

لذا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجلين ( أيكم أطب ) ؟

والمرضى بلا تفريق يبحثون عن سبب معاناتهم أكثر مما يبحثون عن العلاج ، وتضارب التشخيصات تسبب تسلط للقرين وامراض نفسية لاحصر لها إلا أن يتغمده الله برحمته .

وكان هناك موضوع لأحد كتاب المنتديات انتقد فيه الرقاة ـ غير المستعينين بالجن ـ وتشخيصهم البائر لبعض الناس فقال :

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين، تقربا لله رب العالمين ، ونكاية بالرافضة الملاعين الذين يشتمون الصحابة وأمهات المؤمنين أما بعد : فهذه نبذة موجزة عن أكثر الحالات شيوعا بين الناس والتي ضل فيها بعض الرقاة إلا من رحم الله تعالى ، وما سأذكره الآن بعض النماج التي مرّت على الرقاة الثقاة وغيرهم من غير الثقاة والله المستعان والله من وراء القصد :

1_ إمرأة تشكو من ضيق نفس وتنميل بيدها اليسرى مع شعور بالاختناق قامت بكل ما يلزم بالرقية فكانت النتيجة أنها أصيب بالوهم وكان مرد الأعراض التي تشكو منها ( فتاق في المعدة ) ينتشر في الصدر فيضغط على القلب فيحدث تنميل واختناق بعد العلاج الحسي قامت بخير وعافية بفضل الله تعالى .

2_ طالبة علم شرعي أصيبت بهلوسة ورؤية أشخاص وتحرك الأشياء ( باليقظة )وبعد علاج بالرقية لسبعة أشهر اتضح أن لديها نقص بالكالسيوم وبعد العلاج بأسبوع تحسنت حالتها وأصبحت سليمة بفضل الله وحده .

3_ شاب يافع أجمع الرقاة على أنه مسحور وبعد المعاينة تبين أن في رأسه دودة تتحول نحو الذاكرة فيبدأ بالهلوسة ثم تحيد فيصبح صحيحا وبعد علاج ثلاث سنوات تعافى الفتى وهو الآن بصحة جيدة ولله الحمد من قبل ومن بعد .

4_فتاة شابة ( وهذه القصة حدثت مراراً ) تشعر حين النوم بأن جني يخنقها فتقوم مرعوبة تريد ماءا من شدة نشاف فمها !! وكانت النتيجة انها شفيت بعد أن أزالت الجيوب الأنفية التي كانت تسد تنفسها من الأنف مما تضطر إلى فتح الفم لتعويض النقص الحاصل فينشف الريق ولا يستطيع الإنسان بلعه فيشعر بالاختناق ويساعد عليه ذلك رؤية كوابيس مختلفة !

5_ إمرأة سمينة تقول أنها تشعر باختناق أثناء النوم وبعد التحقيق والتدقيق تبيّن أنها تنام على يدها مما يجعل الدم ينحبس عن الجريان فيحدث تنميلا وألما شديدا وبهذه اللحظة ومن شدة الألم والتعب ترى كوابيس مختلفة غيّرت نمط نومها وانتهى الأمر على خير ولله الحمد

6_ فتاة بسن البلوغ تشاهد أشخاصا باليقظة وتشعر بماء ينزل عليها بالليل مع ضيق نفس وحالة اختناق فكانت النتيجة أن (دورتها الجديدة عليها )فيها خلل مما أحدث لديها خلل بالهرمونات وبعد علاج الغدة عند الأطباء برأت بإذن الله .

7_ شاب يصرع والنتيجة معروفة لديكم ( كهرباء في الرأس ) تناول علاجا فسكنت حالته
ملاحظة : قد يشترك بالصرع الجن مع المرض العضوي وللتفريق بينهما أولا يقوم المريض بتخطيط للرأس فإن لم يوجد مرض تتم رقيته إحتياطا وبنية الشفاء عسى الله ان يتم فضله عليه مع الأخذ بالأسباب من تداوي عن الأطباء ....

قال أبو همام :

الأمر يحتاج لحنكة وفطنة ودقة ولو يعزز التشخيص بمن هم أهلاً لذلك كرؤية من الرحمن عبر ملك كما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بمن لديه من الجن من ينفعه كما حدث مع عائشة رضى الله عنها لكان أصح وأقرب للصواب فكلاهما لم يدرِ ماأصابه ، فمعظم من تخبط فى التشخيص لايستعين بالجن ولايعنى هذا عدم تخبط من يستعينون ولكن بنسبة أقل وأقل جداً !!

والله أعلم .

شيخنا نعود مرة اخرى الى بعض الاسئلة التي نسأل الله سبحانه وتعالى ان ننتفع بها وينتفع بها زوار ورواد المركز.

كيف نفرق بين حالات الاصابة الفعلية الروحية ( مس سحر حسد عين..) وبين الحالات النفسية؟ علما ان هناك بعض الأحيان تشابها في الاعراض .من ناحية :
العلامات التي تظهر على المصاب وقت قراءة الرقية. وكيف نميز بينهما .

ماجاء فى سورة ” ق ” يثبت لنا أن هناك وسوسة أخرى غير وسوسة القرين ( الذى يوسوس فى صدور الناس ) فهناك وسوسة أخرى للنفس ( نعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) .

يقول أحد الباحثين :

[ … أن مفهوم الشيطان لم يظهر بشكل واضح كما ظهر في الإسلام ، ولا كان هناك ربط ما بين الوسوسة وبين الشيطان قبل الفهم الإسلامي. ونظرا لأهمية هذا الاضطراب وللخلط الحادث في أذهان الناس خاصة في نواحيه المتعلقة بالدين الإسلامي ، كانت هذه المحاولة لإظهار الفرق والعلاقة بينهما، وتبيين سبب هذا الخلط .. الوسواس القهري بين الدين والطب النفسي الشيطان بنصّ القرآن الكريم هو الوسواس الخناس، وهو الذي وسوس لآدم ولحواء بأن يأكلا من الشجرة، فتسبب في طردهما من الجنة، كما أن النفس البشرية في الفهم الإسلامي مصدر من مصادر الوسوسة ( النفس الأمّارة بالسوء ) ، إلا أن الوسوسة في تراثنا تعني معنى آخر هو التشدد في الدين ، كما تعني الوسوسة العديد من المعاني عند الناطقين بالعربية ، مثل الشك والتكرار والخوف على الصحة ، إلى آخره ، وقد كان لذلك تأثير كبير على تعامل المسلمين مع معطيات البحث العلمي الحديث فيما يتعلق بالوسواس القهري ؛ لأن غير الطبيب النفسي إنما يقف حائراً أمام خبرات نفسية يفسرها الشيوخ بشكل ويفسرها الأطباء بشكل مختلف ، بينما الحقيقة هي أن ما يتكلم عنه الطبيب النفسي شيء وما يتكلم عنه الشيوخ شيء آخر ، بالرغم من التشابه بينهما .. ] اهـــ .

إذا العلاقة بين وسوسة النفس ووسوسة الشيطان علاقة وطيدة وثم تشابه لايمكن ـ لكل أحد تمييزه ـ كما ذكرنا من أمر مطابقة صوت ونبرة القرين لصوت ونبرة النفس وحديثها الداخلى مما يحدث نوعاً من التشابه والخلط الغير ممكن تفريقه إلا لمن أعطاه الله البصيرة والفهم والعلم وقليل ماهم !!

وقد اتضح لبعض العلماء وبعض الباحثين أن وسوسة النفس يتبعها تعلق بالشىء والإصرار عليه وأن وسوسة الشيطان ليس فيها إصرار فإذا ماوجد عدم استجابة من الشخص انتقل لشىء آخر ولايقف طويلاً أمام مراده كما تفعل النفس .

ونحن الباحثون ـ أكثر دقة ـ قد نستوحى ونستقرىء أموراً أخرى تمكنّا من معرفة الفرق بين مايحدثه القرين وبين ماتحدثه النفس وبين مايحدثه الجنى الحقيقى القابع فى الجسد .

إن التسلط الشديد بفكرة معينة لايمكن طردها ولاقهرها ولاإبعادها مؤشر مهم على وجود إصابة نفسية بحثة وقد يكون للقرين دور فيها بأن يوجهها لأمور عقدية وودينية مااستطاع لذلك سبيلاً ، ولكن الأصل أن هناك أمر نفسى راجع لهذه الوسوسة القهرية التى تتباين عن وسوسة الشيطان بأنها لاتُطرد بالاستعاذة ولابالصلاة ولابالتلاوة من أول وهلة مع أن الطاعات تخفف ـ إن لم نقل تزيل ـ الأمراض والاضطرابات النفسية بجميع أنواعها .

أما مايطرد بالاستعاذة والطاعة هو من فعل القرين وهو محض الإيمان الذى ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعض على ذلك بالنواجذ ويقصد هنا الأفكار السلبية ، وأما مالايطرد فهذا نرجعه لمرض نفسى بشرط أن لايقترن به علامات السحر أو المس أو العين الرئيسية :

1 ) صداع مستمر .

2 ) قىء واستفراغ ـ إسهال أو إمساك .

3 ) أن يكون للقرآن والآذان وكافة الطاعات وقع على المصاب بحدوث تغيرات نفسية وجسدية سلبية ، أو لايكون له تأثير على المصاب مهما قرأت .

4 ) أعراض رئيسية أخرى .

فأى شخص مسحور أو ممسوس ولابد أن يتأثر بالقرآن والآذان والدعاء وكافة الطاعات وهذا بلا خلاف عند الرقاة المعتبرين ولو تأثيراً بسيطاً .

والغريب أن الهلاوس السمعية والبصرية والأحلام ليست قرينة مس ولاسحر كما يتوهمه الكثير ، بل أن الضغوطات النفسية الشديدة وبعض الأمراض تسبب هلاوس سمعية وبصرية تصورها النفس التى اختزلت مواضيع للسحر والمس فصورتها أو من فعل القرين لكى يوهم الشخص أن مابه راجع لأمر روحانى من باب التلاعب .

كذلك الانزواء والعزلة وإهمال النفس والمظهر ليس مؤشراً على إصابة روحية ، ثم أنت كمعالج يجب أن تكون لديك ملكة للتفريق بين الشخص المريص نفسياً والمريض روحياً من خلال أقواله وأفعاله وسلوكه أمامك وفى غيابك .

فلو اقترن به ماتقدم كان سحراً لتهييج النفس على المعصية والعياذ بالله وقد يكون المستفيد إنسياً أو جنياً من وراء ذلك .

المصيبة التى يعانى منها علم الرقية وأصول العلاج هو التقليد الأعمى من الرقاة بعضهم لبعض ، فهناك ثوابت وضعت من قبل الرقاة عبر رسائل وكتب لأنواع الإصابات والتفريق بينها أصبحت منهجاً عند الكثير لاعوج له ولابعد عنه وتجد مكررة فى كل كتاب وفى كل رسالة وفى شبكة وفى كل موضوع مع إن هناك مسائل عقدية فى الدين انقسمت فيها الأقوال إلى اثنين أو ثلاثة وقد تزيد .

حضور الجآن وحضور النفس والقرين :

هناك أمور قد تفرق بها بين حضور الجآن كمرض روحانى وبين حضور النفس أو القرين كمرض نفسى ومنها :

1 ) الجآن لايحضر هكذا فجأة دون مقدمات لحضوره ولايلتفت للقول بأن الطيار سريع الحضور وسريع الانصراف ، والمقدمات كبكاء أو صراخ أو التواء فى الفك أوالرقبة .

2 ) الجآن لايتحكم فى حركات المصابة إلا بقدر معين يتضح للمعالج ، أما أن تكون تصرفات المصاب وحركاته طبيعية كما لو كان سليماً فهذا الجنى منه برىء ، كالكلام بطلاقة ودون تلعثم وبسرعة ، وكقدرته على تناول كوب ماء وشربه كما يتناوله السليم مثلاً ، أو أن يقف هكذا فجأة دون الشعور بدوار أو عدم اتزان .

3 ) هالة المصاب الخارجية ومجاله الكهرومغناطيسى يتأثر به الجآن كثيراً فلو استعملت الضرب بعصا أو بيدك إلى جانب المريض ـ وليس على جسده ـ لتأثر ، أو وضع يدك على بعد سنتيمترات من جسده وقمت بتحريكها صعوداً ونزولاً مع التلاوة فإنه سيتأثر وهذا لاتجده فى من يعانى من القرين أو من مرض النفس .

لايظنن أحد أننا أعطينا هذا الموضوع حقه ، فالموضوع يحتاج لمجلدات ، وهو قابل للتجديد والتغيير وفقاً للمعطيات التى نقف عليها ونقررها بعد أن نقتلها بحثاً ، وبما أن فى جعبتنا مواضيع أخرى هى من الأهمية بما كان فأحببنا أن نتوقف إلى هنا ونستعرض مواضيع أخرى فيها نفع للبلاد والعباد .

ما تقدم غيض من فيض وكل يوم نرى جديداً فى هذا المضمار !

والله نسأل أن ينفع بنا الأجساد وأن يغفر لنا الزلل والخطأ والفساد إنه على كل شىء قدير .

» نفع الأنام باجتهادات أبى همام !
» لجنة القيم بالفيفا تبدأ إجراءاتها ضد بن همام