للأسف كلما حذرنا من الأعياد المستوردة من غير المسلمين
بأقوال علمائنا الكبار كعيد الحب وعيد الأم وعيد رأس السنة
وغيرها يصلنا سيل من الرسائل الاحتجاجية يهاجموننا فيها
ويهوّنون من أمر هذه الأعياد المبتدعة على أنها بدعة حسنة،
بل وللأسف الشديد وصلت الكثير من الرسائل تسأل عن
العيد الثالث للمسلمين الذي ذكرناه في فتوى الشيخ ابن عثيمين
رحمه الله مع الأضحى والفطر وهو عيد الأسبوع
(تعريفه على هذا الرابط)
فلم يسبق لهم أن سمعوا به!! وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَحْمَدُ
اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ يَقُولُ: "مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا
مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ
بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ". أخرجه أحمد
(3/310 ، رقم 14373) ، ومسلم (2/592 ، رقم 867) ،
والنسائي (3/188 ، رقم 1578) ، وابن ماجه (1/17 ، رقم 45).
كل تفيد العموم والشمولية فكل البدع إن كانت حسنة أو سيئة
فهي زيادة على دين الله، ((محدثاتها)): مفردها محدثة ، وهى
ما لم يُعرف من كتاب ولا سنة ولا إجماع. ويقول إمام دار الهجرة
وهو عالم المدينة المنورة الإمام مالك رحمه الله، قال: ((من
ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمداً
صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، اقرؤا إن شئتم قول الله
تعالى:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ
لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً﴾ فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليومَ ديناً)).
قال الإمام مالك هذا الكلام في القرن الثاني من الهجرة، أحدِ
القرون المفضلةِ المشهودِ لها بالخيرية! فكيف بالقرن الخامس
عشر؟! هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب، لكننا عن أقوال نبينا وأئمتنا
الذين نزعم أننا نقتدي بهم غافلون. ويتساءل بعض الناس فما بال
السيارة والطائرة وغيرها لم تكن موجودة على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم والجواب على ذلك أن المقصود هو الابتداع
في الدين وليس في الدنيا والأعياد إنما هي من شعائر الإسلام
ولا تجوز الزيادة عليها مثلها مثل الصلوات فلا يجوز أن يصلي
المرء سُنَّة الظهر عشر ركعات بحجة أنها بدعة حسنة!!