منة الإدارة
عدد المساهمات : 4047 تاريخ التسجيل : 05/03/2012 الموقع : الوطن العربى
| موضوع: البـــلد في القرآن الكريم بقلم ازهر اللويزي السبت أغسطس 11, 2012 3:26 pm | |
|
البـــلد في القرآن الكريم ( بقلم ازهر اللويزي )
حديثي لكم عن البلد في كتاب الله تبارك وتعالى , وما المقصود به في كل آية ذُكر فيها ؟ ثم اُعرِج على كل وجه من الأوجه التي ذكر فيها .
البَلَد : اسم سورة من سور القرآن الكريم ، وهي السُّورة رقم 90 في ترتيب المصحف الشريف وهي مكِّيَّة ، عدد آياتها عشرون آية .
والبلد هو الارض المُتسعة تستوطنها جماعة ما , لها مدن وقرى وحدود معينة , وجمعه بِلاد وبُلدان , ومن الأمثال : شرُ البلاد بلد لا صديق به .
تعالوا معي لنبحر في رحلتنا المُباركة في بحر لا ساحل لنهايته ولا نهاية لأعاجيبه ولا يخلق على كثرة الرد ولنستقي من معينه الذي لا ينضب إنَه القرآن الكريم الكتاب المعجز المقدس الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
ذكر أهل التفسير أنَ البلد في القرآن الكريم على أربعة أوجه :
1- مكة المكرمة : هي قبلة المسلمين وبيت ربِ العالمين وأقدس بيت على وجه الأرض وأشرف البقاع وأعظمها وأحب البلاد الى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى في سورة البقرة : " ربِ اجعل هذا بلداً آمناً " فهذه الدعوة الاولى من سيدنا إبراهيم عليه السلام لما كانت مكة المكرمة وادياً ولمن يكن فيها بناءاً , والدعوة الثانية التي وردت في سورة إبراهيم قال تعالى : " ربِ اجعل هذا البلد آمناً " لما أصبحت بلداً وفيها بناءاً ولها حدوداً .
وأما سبب تسميتها مكة لأنها تمكّ الجبارين أي تذهب نخوتهم ويقال أيضاً أنها سميت مكة لازدحام الناس فيها . ومن أسماءها : اُم القرى , البيت العتيق , معاد , القادسية , العذراء , الحاطمة , اُم زحم , البلدة , العُرُش ,البساسة , الرتاح , برَة , قرية النمل , نادرة , سبوحة , الحُرمة .
عن عبد الله بن عدي بن الحمراء رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف على راحلته بمكة يقول : " والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني اُخرجت منك ما خرجت " . رواه الترمذي والنسائي
2- سبأ : هي مملكة يمنية قديمة عاصمتها مأرب سادت ثم بادت , وقد أنعم الله جلا وعلا عليهم بنعم كثيرة ولكنها كفرت وبطرت فتغير الحال من النعيم والرخاء والسَعة إلى البؤس والشدة والضيق ,وامتدت مملكة سبأ من مأرب في اليمن لتشمل سواحل البحر الأحمر و إثيوبيا ,و اشتهرت سبأ بغناها وقد ذكرت في القرآن الكريم وليس هذا فحسب , بل توجد سورة كاملة بإسم سبأ في كتاب الله الكريم وذلك لكثرة القصص عنها وأشهرها قصة بلقيس بالنبي سليمان عليه السلام ، وقصة السد وسيل العرم .
أما سبب تسمية سبأ لأن عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان هو أول من سبأ في العرب ، وكان يقال له : الرائش; لأنه أول من غنم في الغزو فأعطى قومه ، فسمي الرائش ، والعرب تسمي المال : ريشاً ورياشاً .
ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم قال تعالى : " لَقَد كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسكَنِهِم آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزقِ رَبِّكُم وَاشكُرُوا لَهُ بَلدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ " والمقصود بالبلدة هنا مملكة سبأ .
قال قتادة -رحمه الله- : كانت المرأة تمشي تحت الأشجارِ وعلى رأسها مكتل أو زنبيل, فتساقط الثمار فيه من غير حاجة إلى كلفة أو قطاف لكثرته ونضجه واستوائه.
3- البقعة النامية , ومنه قوله عز وجل : " والبلد الطيب يخرج نباته بأذن ربه والذي خبُث لا يخرج إلا نكداً " . تكفل الله جلا جلاله بإخراج نبات البلد الطيب بيسر وسهولة ووفرة متنوعاً بمذاقه وألوانه وأشكاله وأنواعه وأما الخبيث فلا يخرج نباته إلا بعسر ومشقة وقليلاً لا خير فيه وهذا قانون رباني لا يقبل التغيير والتبديل .
والبلد الطيب يشمل كل بلد تحقق فيه هذا الوصف وفي المقابل هناك البلد الخبيث .
قال إبن عباس رضي الله عنهما وهو يتحدث عن هذه الآية الكريمة : هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر , فالمؤمن طيب وعمله طيب كالأرض الطيبة ثمرها طيب , والكافر خبيث وعمله خبيث كالأرض السبخة المالحة ثمرها لا ينتفع بها.
وهناك تشابه بين الارض والإنسان من حيث الطيبة والخبث فإنَ الناس معادن كمعادن الارض فتأمل هذا الحديث النبوي الشريف , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ جَعَلَ مِنْهُمْ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَالْأَسْوَدَ وَبَيْنَ ذَلِكَ وَالسَّهْلَ وَالْحَزْنَ وَبَيْنَ ذَلِكَ وَالْخَبِيثَ وَالطَّيِّبَ وَبَيْنَ ذَلِكَ " رواه الترمذي وأبو داود وأحمد.
4- المكان الذي لا نبت فيه , ومنه قوله عزَ وجل : " والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور " .
يقول - تعالى ذكره - : والله الذي أرسل الرياح فتثير السحاب للحيا والغيث " فسقناه إلى بلد ميت " يقول : فسقناه إلى بلد مجدب الأهل ، محل الأرض ، داثر لا نبت فيه ولا زرع " فأحيينا به الأرض بعد موتها " يقول : فأخصبنا بغيث ذلك السحاب الأرض التي سقناه إليها بعد جدوبها ، وأنبتنا فيها الزرع بعد المحل " كذلك النشور " يقول - تعالى ذكره - : هكذا ينشر الله الموتى بعد بلائهم في قبورهم ، فيحييهم بعد فنائهم ، كما أحيينا هذه الأرض بالغيث بعد مماتها . تفسير الطبري .
وهناك مصطلح يشمل للأسف العرب والمسلمين بأنهم يصنفون بالبلاد النامية (الدول النامية) وهي دول ذات مستوى معيشي منخفض مقارنة بالدول المتقدمة، ولا يستقيم فيها التوازن بين سرعة نمو السكان ودرجة التقدم الاقتصادي، وتعاني هذه الدول من التخلف الاقتصادي والمعرفي وتعاني من أمية مرتفعة و عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد الاستهلاكية وارتفاع المديونية الخارجية و التبعية الاقتصادية للدول الاستعمارية السابقة و أمد الحياة ضعيف بسبب قلة الإمكانيات الطبية وضعف المستوى المعيشي وعلى هذا تعد دولاً آخذة في النمو أو دولاً متخلفة . ( ويكيبيديا بتصرف ) .
متى نعود إلى الريادة بعد ان كُنَا في قمة الهرم والعلم والمعرفة والنضوج والوعي والإصلاح ؟ ...
كُنا للعلم منارة ... وبنينا المجد بجدارة كُنا للناس قدوة ... وصنعنا في الارض حضارة اصبحنا أوهن اُمة ... وأضعنا مجداً وصدارة ندمٌ حسرة وخسارة ... حالنا يبكي بمرارة ..
| |
|