ذات يوم كان هناك رجل جشع وأناني يحب أن يستحوذ على كل شيء له وحده حتى أصدقائه لم يكن ليساعدهم رغم ثرائه وفقرهم.
وذات مرة أضاع ذلك الجشع الذي كان يدعى حسن 30 ديناراً بينما كان في طريق عودته من السوق إلى القرية.
شعر حسن بالحزن الشديد نظراً لضياع ذلك المال الذي كان يحبه أكثر من أي شخص آخر.
لشدة حزنه، ذهب حسن إلى صديق له يدعى علي وقص عليه تلك الحادثة، واستمع له علي بصدر رحب ثم غادر حسن الجشع بعد ذلك.
وما إن غادر حسن منزل صديقه علي حتى وصلت ابنة علي إلى المنزل عائدة من المدرية فأخبرت أباها أنها وجدت 30 ديناراً وهي عائدة.
أدرك علي عندها أن هذه الـ30 ديناراً تعود لحسن فأرسل ابنه إلى منزله ليدعوه إلى بيت علي الذي أراد أن يعطيه نقوده.
وعندما وصبل حسن إلى منزل علي، أخبره علي بما حدث مع ابنته وأعطاه المال، لكن المفاجئة كانت فظيعة إذا ادعى حسن أن المبلغ الذي ضاع منه كان 40 ديناراً وليس 30 وبدأ يطالب علي بـ10 دنانير إضافية متهماً ابنته أنها وجدت المبلغ كاملاً لكنها احتفظت بتلك الـ10 دنانير.
رفض علي ذلك الادعاء، لكن إصرار حسن وجشعه دفعاه إلى الشكوى على علي لدي القاضي.
استدعى القاضي علي وابنته ليستجوبهما. وعندما سأل ابنة علي أكدت أنها لم تجد سوى 30 ديناراً.
عندها سأل القاضي حسن أن يعيد التفكير فيما يدعيه على علي وابنته، لكن حسن تمسك بموقفه وادعائه....تقصى القاضي عن حسن وعرف من كل الناس أنه جشع!
وبعد الانتهاء من الاستجواب والاستقصاء، أصدر القاضي حكمه بأن تلك الأموال التي وجدتها الفتاة ليست من حق حسن لأنه أضاع 40 ديناراً كما يقول بينما لم تجد الفتاة إلا 30.
فطلب القاضي من علي وابنته أن يحتفظا بالمبلغ حتى يأتي شخص باحثاً عن 30 ديناراً قد أضاعها، فيما قال لحسن أن تلك لم تكن نقوده وفي حال وجد أحدهم 40 ديناراً فسيتم استدعاءه لاستلامها.