نبذة قصيرة عن جامعة القيروان أقدم جامعة في العالم
جامعة القيروان في المغرب هي أقدم جامعة تقدم درجات أكاديمية جامعية في العالم وذلك منذ عام 859 ميلادي....تتبعها جامعة الأزهر في مصر ثم جامعة الاصفهان في إيران...
هذه هي أقدم ثلاث جامعات في العالم وذلك حسب تعريف الجامعة الحالي كمعهد يتم فيه تقديم درجات اكاديمية عالية المستوى....قبل كل هذه الجامعات كان هناك معهد نانجينغ في الصين منذ عام 258 ميلادي ولكن عند انشاءه لم يكن يتفق هذا المعهد مع مفهوم الجامعة الحالي فلذلك لا يعتبر كاقدم جامعة.....أما الآن فهو جامعة رسمية.
قيروان المدينة:
سواء أكنت من أهل الضادّ أم لا فإنّ لاسم القيروان مدينة الإسلام الأولى بإفريقية و المغرب من سّر الفصاحة وسحر الإيقاع ما لها كلّ أذن و لسان و إنها لتحمل مع ذلك من رائع الإيحاء وغريب الاتفاق ما يقربها من لفظ "القرآن" الكريم وما ينمّ في بعض أجزائها على بعض من خصائص لغات المشاركين في جيش الفتح من عرب و عجم و بربر فضلا عن معناها في أصل وضعه المعرّب عن الفارسي و هو "عظم الجيش".
القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية
مدينة القيروان
نشأت مدينة القيروان في عهد الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان على يد والي إفريقيا عقبة بن نافع الفهري سنة 56 للهجرة (675 م) فكانت قيروانا لجيش الفتح الإسلامي في بلاد المغرب.
وبنيت بعيدا عن الساحل البحري والخطر البيزنطي في سهل قريب من مجرى أودية موسمية وخططت المدينة الجديدة حول نواة جامع من الطين والحجر وفي أقل من قرن أصبحت بوابة المغرب السنّي الإسلامي الذي سرعان ما شمل بلاد الأندلس ومن بعدها جزيرة صقلية المجاورة.
وكان للدولة الأغلبية الفضل في رسم ملامح المدينة وبناء معادنها الكبرى التي اشتهرت بها حتى أيامنا هذه. وقد كرّست أعمال العلماء والأدباء ومهارة الحرفيين هذا العهد الذهبي من الثقافة القيروانية التي لم ينطفئ بريقها بعد قيام الدولة الشيعية الفاطمية وتحوّل العاصمة مؤقتا إلى مدينة المهدية الساحلية.
وقد استعادت القيروان مكانتها بقيام الدولة الصنهاجية وعودتها إلى المذهب السنّي المالكي الذي وحّد العرب والبربر تحت راية الدين الإسلامي.
وكان لوفود القبائل العربية الهلالية بداية من القرن الخامس للهجرة دور كبير في تهميش المدينة وفي اختيار الدولة الحفصية الجديدة مدينة تونس عاصمة بديلة لإفريقيا.
وبعد ضم البلاد إلى الدولة العثمانية حرص الأمراء المراديون والحسينيون على إعادة إعمار القيروان وإصلاح معالمها وأسوارها تبرّكا بمقام الصحابي الجليل أبو زمعة البلوي وبجامع عقبة.
ومنذ استقلال تونس سنة 1956 تجلّى اشعاع القيروان الروحي واختارتها الدولة الفتية للاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف.
وشهدت المدينة منذ عقدين في عهد تحوّل 1987 عناية رئاسية سامية لنهضة شاملة بفضل خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية الطموحة وبرامج صيانة المدينة العتيقة التي سجّلتها اليونسكو في التراث العالمي وبفضل إنشاء قطب جامعي جسّد دور القيروان الدائم في تاريخ الفكر الإسلامي في المغرب العربي.
وقد توّج هذه النهضة الحضارية اختيار القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009.