زاهر الجنزوري لا جديد تحت الشمس المصاطب مستمرة

زاهر - الجنزوري.. لا جديد تحت الشمس "المصاطب مستمرة"

ظلت ولازالت الرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة تعاني من غياب اللوائح المنظمة، ودائما وأبدا كنا نرى المسئولين يقومون بحل المشاكل عن طريق "قعدة عرب على المصطبة"، شئ مؤسف أن دولة كبيرة مثل مصر تفتقد للعمل المنظم، والمؤسف أكثر أنه حتى عندما توجد لائحة يتم تركها وعدم العمل بها وتطبيق بنودها على الكبير قبل الصغير ونتبع أسلوب الطبطبة.

السيد سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق "شفاه الله وعافاه" كان الأشهر في القيام بدور "المطيباتي"، لم يقم بتطبيق اللوائح في الكثير من المشكلات الشهيرة التي طفت على سطح كرة القدم المصرية مثل مشكلة البث، وعقد شريف أشرف، وعقد جدو، وعقوبات أندية مثل الأهلي والزمالك والاسماعيلي والمحلة والمصري.

عندما كان يحدث خلاف بين طرفين بالطبع أحدهما مخطئ والأخر على حق كان يلعب دور الوسيط للحل الودي رغم أنه من السهل تطبيق اللائحة ويغضب من يغضب طالما أنك تفعل الأمر الصحيح بلا مجاملة وبلا مصالح وبلا أغراض، وعندما تتمسك بتطبيق القانون بقوة تثبت أنك شخص قوي ومحترم ولا يهمك أي شئ، وأسلوب "قعدة العرب" شئ مقزز يشجع الكثيرين على عدم احترام اللوائح طالما أنها لن تطولهم.

السيد كمال الجنزوري "الذي كنت أكن له كل تقدير واحترام في الفترة التي تولى فيها رئاسة الوزراء إبان عصر مبارك، بل وكنت من أشد المؤيدين لتوليه المهمة مجددا رغم معارضة الكثيرين لثقتي في أنه رجل يعمل بلا أدنى مصلحة ويستحق منحه الفرصة ليعمل في عصر الحرية"، لن أتحدث عن الأداء السياسي والاقتصادي لحكومة الجنزوري لأني لست منوط بذلك، لكن تدخله "الغريب" في الشآن الرياضي عليه علامات استفهام كثيرة.

يا دكتور كمال اذا كنت ترغب في تهدئة الأوضاع عليك بترك الأمر لأولى الأمر، ما دخلك باتحاد الكرة وعقوبات اتحاد الكرة؟، الكارثة رياضية وقعت في ملعب رياضي في مباراة كرة قدم، وعقاب الطرف المخطئ من اختصاص الاتحاد المنظم للعبة.

أين كنت يا سيد كمال عندما سقط الشهداء على ستاد الموت وعلى أيدي القتلة من جمهور النادي المصري وهم ليسوا قليلون "وتحقيقات النيابة أكدت ذلك"، لم تتدخل لتطالب بالقبض على القتلة عقب المجزرة، لم تقم بمحاسبة وزير الداخلية على تقصيره، لم تذهب إلى أهالي الشهداء وهذا واجب عليك.

شئ غريب.. تريد ارضاء الجاني على حساب المجني عليه؟، تريد حل المشكلة بقعدة عرب على مصطبة؟، يا دكتور كمال الأمر ليس مباراة والخلاف على ثلاث نقاط، هناك 73 شهيدا أو أكثر قتلوا مع سبق الاصرار والترصد على يد قتلة من جمهور المصري، وأنت تجتمع بنواب بورسعيد لاسترضائهم وتقوم بتعيين رئيس للنادي ومحافظ جديد، ووعد بعدم المساس بالنادي المصري، وكأن الجلسة كانت تجمع مسئولي النادي الأهلي "المعتدي" مع مسئولي النادي المصري "المجني عليه"، فيه إيه يا سيادة الوزير؟، هي الأية اتقلبت؟، كل هذا بسبب بعض الموتورين المتعصبين البلطجية الذين قاموا بأعمال إجرامية؟.

أتمنى من الجنزوري عدم تشويه صورته التي كانت في عقل الملايين، كان يجب عليك جمع نواب بورسعيد "المستفزين" الذين أشعلوا مصر كلها بتصريحاتهم الغير "سوية" وأمرهم بضرورة تقبل العقوبات على النادي المصري "الجاني والمدان هو وجماهيره"، كان عليك بمخاطبة رئيس مجلس الشعب من أجل اتخاذ قرار قوي وصارم تجاه هؤلاء النواب الغير مسئولين، وعليك ألا تغفل أن الطبطبة على الجاني قد تتسبب في ثورة المجني عليه الكافية باشعال مصر "وهذا مالا نتمناه على الاطلاق".

أيها السادة عليكم احترام اللوائح والمؤسسات، اتركوا اتحاد الكرة "صاحب الحق الوحيد" يتخذ القرارات التي يراها مطابقة للوائح ودعموه، وعلى الطرف المتضرر اللجوء للمحكمة الرياضية أو الاتحاد الدولي اذا كان يرى أنه مظلوما.

على الهامش

عقب وقوع الكارثة أجمعت الغالبية على أنه يجب التفريق بين النادي المصري وجمهوره المتعصب الذي قتل الشهداء وبين مدينة بورسعيد وأهلها الشرفاء، وطالب أهالي بورسعيد بعدم الاساءة للمدينة وعدم وضعهم في بوتقة واحدة مع القتلة، ورويدا رويدا اختفت تلك الأقاويل، ومع اقتراب توقيع العقوبة الرياضية على النادي المصري خرجت أعداد غفيرة من داخل بورسعيد في مسيرات واحتجاجات لعدم عقاب المصري سواء بالهبوط أو التجميد، ووصل الأمر إلى اطلاق التهديدات من البلطجية باحتلال قناة السويس، وقاموا بالفعل بمنع المعديات من العمل.

مدهش جدا موقف البورسعيدية.. هم بهذه التصريحات والتصرفات يؤكدون أن بورسعيد ليست بريئة وما حدث ليس مؤامرة دنيئة.. السيد النائب البدري فرغلي قال أن بورسعيد هي المصري والمصري هو بورسعيد، يا سيد فرغلي أنت بهذه التصريحات تلصق تهمة القتل بالمدينة باكملها لأن القتلة من جمهور المصري "كما أكدت النيابة وكلهم من بورسعيد" واذا كان المصري هو بورسعيد اذن فالقتلة بورسعيدية.

يقولون في بورسعيد ما ذنب النادي المصري حتى يعاقب، سؤال غريب وعجيب، أليس النادي المصري يلعب ويشارك وينافس من أجل جماهيره؟، وأليس القتلة من جماهير المصري؟، اذن عقاب المصري هو عقاب للجماهير، واذا كانت حجتهم أن المنحرفين كانوا قلة وليس ذنب باقي الجماهير، أذكرهم بحرمان 60 مليون مصري من فرحة التأهل لنهائيات كأس العالم بسبب طوبة من مشجع واحد أحمق في مباراة زيمبابوي الشهيرة.

حرم القتلة من جمهور المصري اهالي الشهداء من ابناءهم إلى يوم الدين، ويرفضون حرمان جمهور المصري من ناديهم رغم ان الحرمان مؤقت.. لا تعليق!

» الثورة مستمرة
» مستقر الشمس
» هل الشمس تدور أم تجري