]size=24]تنظر إلي أمي ..
ــ لقد خطب ..
صمتت .. كاتمة صرخه فرح بداخلي ..
ــ غيرك وانتي ابقي كما انتي بدينه قبيحه عانس …
تجمد كل شي .. لم تؤلمني فكرة خطبته بقدر ما آلمني حديث أمي .. مزقتني من الداخل ..قبيحه عانس ؟..بدينه ؟؟…نظرت اليها بكبرياء
ــ أحسن …جت منه ..
وقمت وانا اكابر امشي على جروحي بتثاقل ..راسمه الامبالاه على ملامحي وانا من الداخل انزف ..
دخلت لغرفتي اقفلت الباب بهدوء لا اريد ان احدث اي ضجه ..جلست على سريري ببطء شديد لعلي لا اكسره بألمي ..أو بوزني ..
نظرت اصابعي … خاتم الطفوله الذي غاص بين اكوام الشحم ..الخاتم الذي اهداه لي ..شعرت به كجمره تلف اصبعي . حاولت ان اخرجه لكنه لايخرج ..امسكت بخصلات شعري وبدأت في تمزيقها بكره .. لا لا لن تنزل دموعي .. امسكت الهاتف
وبفرحه غبيه كبيره متصنعه قلت له ــ مبروووووووووك ..
جاءني صوته لينتحب قلبي ــ الله يبارك فيك ..
ــ من سعيده الحظ ؟..
كان سؤالي مرحا وانا خاليه من المرح تماما ..قال سعيدا ــ غيداء ابنه خالتك .. لطالما مدحتها لي بانها انيقه ..وهكذا احب ان تكون زوجتي ..
باركت له وتمتمت بكلمات مشجعه على حسن اختياره ثم اخبرته ان امي تريدني ..اغلقت الهاتف لتنتابني انتفاضه هزت كياني ..غيدااء!!…يا ابن عمي .. هل كنت اعمى لهذه الدرجه ؟؟ هل تغافلت عن عيناي المتقدتان شوقا لرؤيتك ؟ عن كلماتي التي كنت انتقيها بعنايه لتخصك وحدك ؟؟؟… عن رسائلي اليك في غربتك و التي تحمل كل مشاعر الحنين ؟ولم تنتبه الا لمدحي الذي لم يكن سوى مره لاناقه غيداء؟؟ نسيت غرورها وانفتها وضيق تفكيرها ؟؟.. سطحيتها !!… راقبت يدياي ترتجفان .. لاافهم سبب هذا الالم ..اجل طعنني اليوم واسستقبلت طعنته بالتهاني ..
استيقظت لاجد امي حولي .. امي تنظر الي باشمئزاز لتنهي كل امل لدي بلمسه حنان تعوضني عن خساره حبي الوحيد ..
ــ سكته قلبيه !.. هذا من وزنك الزاائد واضراره ..
نظرت اليها بتوسل .. تمنيت ان اطلب منها ان تصمت ..ان لاتزيد احزاني حزنا والا تزيد وجعي وجعا ..لكنها لم تصمت قالت غاضبه ــ عمرك 22 عاما وسكته قلبيه !! ماذا تركتي للخمسين ؟..
اغمضت عيني حين لمستني يد حنونه ..كانت يد عمي الذي ربت على كتفي وحمد لي السلامه .. كدت ان ابكي لكني وعدت نفسي لا للدموع…
عدت لمنزلي ..رن هاتفي ..كان ابن عمي .. وضعته على الصامت ..لا استطيع ان اكلمه ..فقلبي لايحتمل ….
اقبع في غرفتي لعلي ارتاج من نظرات الكل .. من اشمئزازهم بشكلي ..من تعليقاتهم الجارحه .. اود ان اصرخ فيهم ان لي قلبا ومشاعرا واحاسيسا وأني لست فيلا !!..
لكن لن يفيدني شيئا ..سيبقون يجرحون بكرامتي ويقتلون احساسي.. اتصل ابن عمي للمره العشرين لكن لم ارد .. قال لي الطبيب ابتعدي عن كل الضغوط .. ماذا افعل ؟…حميه ؟؟.. ومن ثم ؟.. ماذا تفيد وانا اشعر من الداخل بالم قاتل .. امسكت الدعاء ..وتوضأت ..ووضعت رأسي .. وقرأته.
((اللهم أحينى ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي)) …
انتهت …….
هي : لازالت تدعو كل ليله ………..[/size]