عن ابن عمر رضى الله عنهما
أن رسول الله قال (إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ابن فلان)
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6177
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
شرح الحديث
قال رسول الله ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان وجاء في حديث آخر : عن ابن عمر أن رسول الله قال إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان * ( صحيح ) _ وأخرجه البخاري ومسلم . وجاء في الصحيحين عن رسول لله أنه قال [ ينصب لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان بن فلان ] قال ابن كثير : والحكمة في هذا أنه لما كان الغدر خفيا لا يطلع عليه الناس فيوم القيامة يصير علما منشورا على صاحبه بما فعل وهكذا يظهر للناس ما كانوا يسرونه من المكر ويخزيهم الله على رؤوس الخلائق وقال ابن حجر في فتح الباري : والحكمة في نصب اللواء أن العقوبة تقع غالبا بضد الذنب فلما كان الغدر من الأمور الخفية ناسب أن تكون عقوبته بالشهرة ونصب اللواء أشهر الأشياء عند العرب وقال النووي في شرحه على مسلم : لكل غادر لواء أي علامة يشهر بها في الناس لأن موضوع اللواء الشهرة ؛ وفي هذه الأحاديث بيان غلظ تحريم الغدر وظاهره أن لكل غدرة لواء فيكون للواحد ألوية بعدد غدراته وقال الشوكاني في نيل الوطار : " عند أستة " قال ابن منير كأنه عومل بنقيض قصده لأن عادة اللواء أن يكون على الرأس فنصبه عند السفل زيادة في فضيحته لأن الأعين غالبا تمتد إلى الألوية فيكون ذلك سببا لامتدادها للذي بدأت له ذلك اليوم فيزداد بها فضيحة
وجاء في تفسير الآية التي وعد الله فيها الدفاع عن الذين آمنوا : (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور ) قال القرطبي : فوعد فيها سبحانه بالمدافعة ونهى أفصح نهي عن الخيانة والغدر وقد مضى في ( الأنفال ) التشديد في الغدر وأنه : [ ينصب للغادر لواء عند استه بقدر غدرته يقال هذه غدرة فلان ]