السلام عليكم و أهلا بالجميع و أحمد الله لاستحسانكم الفكرة و أرجو دائما أن تعود علينا بالخير.
========
خطبة هذه الجمعة كانت عن (معجزة القرآن الكريم).
كيف أن هذا الكتاب العظيم جاء ببلاغته غير المسبوقة
ليتحدى أبلغ الألسن و أفصحها فى هذا الوقت و هم العرب.
و كيف أنه تحداهم أن يستطيعوا مجتمعين
أن يخرجوا بسورة بل بآية واحدة من مثله :
"قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل
هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
" صدق الله العظيم.
و تطرقت الخطبة لسرد بعض الأمور التى لم يكن أحد
يعلمها الا بعد أن أخبر عنها القرآن كقصص بعض
الأنبياء و المرسلين كقصة سيدنا موسى و عيسى و يوسف
و غيرهم من الأنبياء سلام الله عليهم أجمعين.
أيضا معجزة الإخبار عن أشياء فى المستقبل كمقاتلة
الفرس للروم و هزيمة الأخير ثم عودته ليهزم الفرس :
"غلبت الروم فى أدنى الأرض ، و هم من بعد غلبهم
سيغلبون فى بضع سنين ، لله الأمر من قبل و من بعد ،
و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، ينصر من يشاء و هو العزيز الرحيم ، وعد الله ، لا يخلف اله وعده ، و لكن أكثر الناس لا يعلمون" ( الروم 2 – 6 ).
و أيضا تطرق الخطيب فى خطبته أن الله سبحانه و تعالى
يجعل القرآن سهلا ميسورا لمن أخلص النية لتعلمه و أنه
يجعله له حجة لا ترد ضد أى كان من الناس ...
( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) سورة القمر(17)
. أيضا ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) سورة الدخان (58).
و إستشهد بذلك بموقف حديث و آخر حدث قديما.
أما الموقف الحديث ... فهو ذلك الطال السودانى الذى
يدرس بالخارج و دخل ليتوضأ فإذ بإستاذه يدخل عليه
و يقول له "أتغسل قدمك حيث نغسل نحن
وجوهنا" فيهديه الله الى جواب بسيط ... سأله السودانى
"كم مرة تغسل وجهك" رد قائلا "مرة واحدة فى الصباح"
فرد عليه "أنا أغسل قدمى خمس مرات فى اليوم إذا
قدمى أطهر من وجهك".
أما الموقف الثانى فيحكى قصة واحد من السلف رضى الله عنهم
و هو "أبو يزيد البسطامي" ... صحيح أن هذه القصة يمكن
أن يكون فيها بعض اللبس و المغالاطات و لكن ذكرها هنا
بهدف اقرار أنه من يتق الله يجعل له مخرجا و يلهمه الحجة.
وبإذن الله بمجرد أن أتأكد من صحة القصة من عدمها
سوف أسردها لكم فى موضوع خاص إن شاء الله تعالى.
و فى النهاية تحدث عن هذه الأيام التى هجرنا فيها القرآن و لم نعد نقترب منه و نقرأه و نتدبر آياته أكثر من أن نعتبره كشىء نتبرك به فنضعه كالزينة فى السيارة الجديدة أو البيت حتى تتراكم عليه تلال من الأتربه.
هدانا الله وإياكم لما يحب و يرضى و أسأل الله أن يعيننا على ذكره و شكره و حسن عبادته ... اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور ابصارنا وجلاء همنا ... آآآمين يا رب العالمين.