هُنَاكَ في الفََضَاءِ البَعِيدِ، يُوجَدُ كَوكَبٌ مَليئٌ بِالحُبِ تَسْكُنُهُ مَخْلُوقاتٍ طَيِّبةً، تُحِّبُ الخَيْرَ، وَتَنْشُرُ الفَضِيْلَةَ، وتَسْعَى لبِنَاءِ مُجتَمعٍ نَقِيٍّ مِنَ الرَذَائِلِ، تُكَنَّى بِالطُّيُورِ الغَاضِبةِ. غَاضِبَةٌ؛ لأنَّها سَئِمَتْ مِنَ الفَسَادِ المنتشِرِ بَينَ النَّاسِ، ويُزعِجُهَا الْقُبْحَ الذِي كَانَ يَصْدُرُ عَنِ الخَنَازِيرِ القَذِرةِ أُولئِكَ المَخلوقاتِ القَبيحةِ التي تَرومُ للْقَضَاءِ عَلى طُيُورِ الخَيْرِ، وتَسْرِقُ بَيْضَاتِ الأَملِ لدَحْرِ الْحُلُمِ بِإقَامةِ مَدِينَةٍ فَاضِلةٍ، تَخْلُو مِنَ الجَهلِ.
كَانَتْ الطُّيورُ فَرِحةً تُغَنِّي، بِانتِظَارِ أَنْ تَفْقِسَ بَيْضَاتِ الخَيْرِ الثَلاثْ، فتَقُولُ: هيَّا يَا أحْبَابَ لِلْعَملِ الصَّالحِ فِي كَوكَبِنَا نَتَسَابق. سَمِعَتْ الطُّيورُ صَوتَ طَائِرَةٍ تَقْتَرِبُ مِنهُمْ، قَالتْ الطُّيورُ بِصَوتٍ واحدٍ: يا إلهي ! ثُمَّ صَرَخَتْ غَاضِبةً: مَنْ أنْتُمْ؟ وإِذَا بِطَائِرَةٍ تُسْقِطُ عَلَيْهِم قَفَصَاً، فَتَأسِرَهُمْ، وتَحْمِلُ القَفَصَ عَالياً ثُمَّ تَبْتَعدُ عَنْ بَيْضَاتِ الخَيْرِ ومَدينَةِ الإحسانِ.
أَنْزَلتْ الطَائِرَةُ القَفَصَ فِي قَلعةٍ مُظْلِمةٍ، غَقْغَقَ الصَقْرُ طَاغِيَاً:لا خَيْرَ بَعْدَ الآن.. !
ثُمَّ قَالَ مَغروراً: سَوْفَ نَقضِي عَلى الخَيْرِ، لا بَيْضَ يَحْمِلُ الفَضِيلةَ، ولاَ أَجْنِحَةَ تَنْقُلُ الحُبَ. إِلى الْجَحِيمِ أَيُّهَا الأغْبِيَاء.أُصِيبَتْ الطُّيُورُ بِحَالةٍ مِنَ الهَلَعِ والخَوْفِ.
كَسَّرَتْ الطُيُورُ القَفَصَ، لكنَّهَا ذُعِرَتْ عِنْدَما رَأتْ آلافَ الطُّيُورِ مَسْجُونةً لَدى الصَّقر، فِي قَلْعَةِ الخَنَازِيرِ الشَّريْرَةِ. تُرى مَاذا سَيَكُونُ مَصِيرُ جَمِيعَ الطيُّورِ هُنَاك؟