تقول الدراسات العلمية
أن كل ما هو مرئي لنا في هذا الكون لا يشكل أكثر من 5 % فقط من مكونات الكون!!
أما ما تبقى من هذه النسبة أي 95% تقريبا فهي مادة مظلمة أو معتمة
أو
"Dark Matter"
تصاحبها طاقة مظلمة أيضاً لم يتعرف العلماء بعد إلى طبيعتها, غير أن المؤكد علميا أن هذه المادة والطاقة المظلمة موجودة حتماً ولها ثقل واضح ومؤثر في تماسك الكون وصموده
وهي الوحيدة القادرة على تفسير مصير هذا الكون!
هذه المادة لا تشع أي ضوء
وحيث أن الضوء الصادر عن أي مادة هو الرسول الأمين الذي يخبر عنها وعن كنهها وتاريخها ومكوناتها وحتى مصيرها ..
ستظل هذه المادة.. مظلمة غامضة.. ومجهولة إلى أن يشاء الله!
وكذلك حال هذا الكون ونهايته!
...
إلى قلوب أشد بياضاً من العتمة!!
تقول دراسة علمية لم تؤكد بعد:
(الإنسان " كون" حي!)
كون أنا..
وما أكثر ما تملأني ظلمة المكان والزمان.. ظلمة الـ (إنسان).. كلما تلفّت أبحث فيّ عن نور أستتر خلفه.. تكالبت علي ظلماتي.. كبلتني عتمة صاخبة تملؤني..! تفضحني وتعرّيني مني.. ثم تطرحني في غربة لا تنتهي.
أتجه صوب الضوء قسراً.. فيستنير به أمامي.. أداعبه تارة وأعكسه تارة أخرى أكاد أظنني فيه.. ثم.. أدرك لاحقا أن خلفي يئن حزيناً من عتمة كانت تغتاله خلسة..!
بت أكثر جرأة وقوة حين أمتص الضوء وأعكس الظلام حين أستقبل العتمة.. وأستدبر النور!
أقبض عليه..
بقوة هذا الوعاء الممتلئ نوراً أغمس فيه فرشاة متقنة الصنع محبوكة من شراييني ألوكها
مراراً حتى تمتص النور كله ثم أشرع في تلوين الظلمة حتى تهلك الفرشاة أمزق المزيد من الشرايين أعود فألوكها مرة أخرى.. وأخرى حتى أظنه قد فرغ.. فأضعه جانباً وأتلصص علي من داخلي فلا تفاجئني - بقدر ما تروعني - حناياي الممتلئة عتمة الممزوجة بظلمة.. لا أدرك كنهي ولا أتعرفني.. أجول يأساً حولي.. وبيني.. أنحني ألتمس الأرض التي أطأها بقدمي.. فلا أجدها.. أعاند كابوساً يهزني أشعر بي أصارعه.. أستعيذ.. وأسمع من يستعيذ معي.. أظنني أفقت.. لا لم أفعل لا زلت أشعر به.. الخوف.. وكبريائي.. "لستِ خائف".. بل إني ترتعد أوصالي.. لا زلت أستغيث بحفنة من نور.. أو بأرض أثبت عليها قدمي.. الظلام أقوى والليل أطول.. وكل النوافذ مغلقة إلا إليّ..!
ثم إني بعدها.. أظنني أفقت!
تفقدت الوعاء.. وعدت أتلصص من جديد!
أمشي الطريق ذاته مراراً..
أين وقعت مني خطوتي دون أن أتنبه لها !
أين أضعت بصمة قدمي ..!
أعاود المرور.. أتتبعني خطوة خطوة.. خطوة خطوة.. ثم .. أعاود فقدي لا أعرف أين. ثم ما تلبث
تتراءى حولي خطوات أخرى بصمات لا أعرفها... تختلط مع خطواتي.. تشتبه علي..!
لماذا عفّروا التراب ذات مرور..؟!
ولماذا لم يخلعوا "نعالهم" قبلا حتى أستبين "نواياهم" أكثر..!
البشاعة لا تبث نوراً.. ولا تمتص عتمة.. لكنها صاخبة بما يكفي!
أختلي في عتمتي يأساً وأجهش بصمت.. أرقب نسج قديم لعنكبوت.. أدرك أنني لم أفقد الطريق
فقط.. ولكني فقدت إتجاه الزمن أيضاً!
في الظلام ليس ثمة ساعة تطرق رأسك كفأس شرس بعقاربها السريعة..!
في الظلام كل شيء يسير نحو مصيره بهدوء وصمت.!
الكون.. وحتى أنا..!
لا أحد
يدركني من هناك!
لا يبدو لهم سوى الظلام فالنور الذي يأتيني من تلك القلوب البيضاء أرقُّ من أن يضيئني..!
أشعر به.. وأكذبني!
ما السر في تمسكنا بظلمة قلوبنا..!
ولم نتسلح بعتمة دواخلنا..!
بتنا نستكثر نقاء قلوبهم..!
لماذا لم نخلع "قلوبنا" قبلاً.. حتى نستبين "نواياهم" أكثر..!
مدين أنا لتلك القلوب !
مدين لها بما يشبه الصمود !
لو لم تكن تافهة.. لما اغتالها الموت فجأة..!
أتفه من أن أقّبل الأقدام لأجلها..
أتفه من أن أنحني.. أنكسر.. أتلوى أو أتلون.. لأجلها..-الحياة-..!
خَِّبروني.. أين يختبيء..وليتبعني مني ما هو لي.. بصمت و دون كثير صخب!
شجاعة بما يكفي لأموت.. لا بما يكفي لأواجه ظلمتي!
حقيقة..
لا بأس..
سأدخل عليه وحدي..!
فقد شعرت ُ ببعضي المظلم وكأنه كلّي, رغم الضوء المنير إلا أنني لم أرَ مني شيئاً
راق لي