حاول تفتكرنى مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 28/03/2012 الموقع : ....
| موضوع: عن الدستور والإخوان الثلاثاء أبريل 03, 2012 11:50 am | |
| بقلم د.عمار على حسن ٣/ ٤/ ٢٠١٢
(١)
الدستور هو مجموعة من القواعد الراسخة نسبياً والمتفق عليها بين الجماعة الوطنية لحكم الدول والمنظمات، ويجب أن يعبر الدستور عن الجميع ويحمى مصالحهم ويساوى بينهم فى الحقوق والواجبات، ولذا يشعر كل مواطن أياً كان نوعه أو سنه أو دينه أو عرقه أو جهته أو طبقته وكأنه قد كتب خصيصاً له، ويطمئن إلى أنه يرعى مصالحه ويصون حريته. وهو الوثيقة التى تستند إليها كل القوانين أو لا تتعارض معها، والتى تحكم العلاقة بين سلطات الدولة ومؤسساتها، وتحدد شكل نظام الحكم، وتضمن التنافس السلمى بين القوى السياسية، وتبين هوية الدولة الوطنية ووظيفتها ودورها.
(٢)
تعريف التوافق حول «صناعة الدساتير» كما تدل على ذلك القواميس والموسوعات السياسية ويتفق علماؤها، هو أن تتعاون كل القوى المتنافسة على تحديد الأهداف والغايات والإجراءات لا أن تقف قوة واحدة عن بعد وتختار وفق مصلحتها ومزاجها من بين الآخرين من تتفق معه وترى فيه حليفا هينا لينا أو طلاء زائفا يساعدها على إخفاء نواياها وتمرير ما تريد وتسويقه على أنه ما يحقق الصالح العام.
(٣)
هناك فرق بين «الأغلبية» و«التغلب»... هكذا يعلمنا علم السياسة وعلم الاجتماع. الأغلبية فى التشريعات والقرارات ومراقبة أداء الحكومة أو تشكيلها لكن فى الدساتير الأمر مختلف تماما.
(٤)
نقرأ فى علم النفس دوما أن الضحية تتماهى بمرور الوقت مع الجلاد ثم تبدأ فى تقليده من دون أن تدرى، واليوم نجد هذه النظرية ماثلة أمامنا بلا زيادة ولا نقصان، ومن أسف أن هذا يتم فى ساحة السياسة وبشكل مزعج ومخيف.
(٥)
من يخسر محبة الناس وثقتهم أسرع بكثير مما يتمنى خصومه فهو أحمق وغبى ولا يؤتمن حتى على نفسه.
(٦)
على مدار ربع قرن كلما قابلت إخوانياً فى أى مكان قال لى بكل ثقة: لسنا طلاب سلطة. آخر من قالها أمامى الدكتور محمد البلتاجى فى أحد اجتماعات الجمعية الوطنية للتغيير، وقبله قالها لى الدكتور سعد الكتاتنى فى مقر الكتلة البرلمانية للإخوان بالمنيل قبيل اندلاع الثورة... وكنت فى كل هذه المرات أبتسم وأتنهد وأقول: سنرى. وها أنا أرى ويرى كل الناس.
(٧)
كل من يعتقد أن مواجهة الإخوان لن تكون إلا بتحريض العسكر أو تشجيعهم على الاستمرار فى الحكم يخون الثورة، فمواجهة هؤلاء هى فى ساحة المجتمع، بتنظيم القوى المدنية وبناء شبكاتها الاجتماعية وترسيخ القواعد التى تحكم المنافسة السياسية، واستقلال المؤسسات التى تعمل عليها، والكفاح من أجل دستور يصون حقوق الجميع ويعبر عن روح مصر وحضارتها وأشواق شعبها إلى العدل والحرية والكفاية. ويخون ضميره ومبادئه من يتمنى أن يعود الإخوان إلى زمن الحصار والإقصاء والمعتقلات، لكن عليهم هم أنفسهم أن يساعدوا الجميع على محبتهم واحترامهم، وليجلسوا مع أنفسهم قليلا ليعرفوا أن قوتهم فى اندماجهم مع الناس وتفاهمهم مع القوى السياسية الأخرى، وأن الوطن فى حاجة ماسة إلى الجميع.
(٨)
هناك فرق بين «الدين» و«التدين»، فالأول مرتبط بالنص الإلهى وله جلاله وقدسيته، والثانى يمكن أن يحافظ على جوهر الدين كما أراده الله سبحانه وتعالى ونزله على عباده. ويمكن أن ينحرف به إلى أيديولوجيا سياسية أو فلكلور أو تجارة أو أسطورة أو ثقافة سائدة أو عصاب نفسى أو مجموعة من القشور والمظاهر.
(٩)
يسألون بعد آلاف السنين عن هوية مصر؟ وأقول لهم: مصر هى أم الدنيا وباب التاريخ وأصل الحضارة وأقدم دولة وأعرقها فى عمر البشرية المديد. مصر توصلت إلى «التوحيد» وسجلت عقائدها على جدران المعابد، ووضعت بصمتها على الأديان السماوية الثلاثة حين جاءتها فصنعت تديناً ذا مذاق خاص جدا. مصر ليست فرعونية ولا مسيحية ولا إسلامية ولا عربية ولا أفريقية فحسب، مصر كل هذا فى خليط عجيب، لأنها أمة قائمة بذاتها، مصر هى مصر، وهذا يكفى ويفيض.
(١٠)
انتقلنا من الحزب الوطنى الديمقراطى إلى الحزب الوطنى الدقنوقراطى.. ولم يعد أمامنا سوى «شاطر ومشطور وبينهما حازم».
(١١)
لن نسأل عن «كذبة أبريل» بعد اليوم فقد عرفناها إلى الأبد..! | |
|
الراضى كبير المراقبين
عدد المساهمات : 2062 تاريخ التسجيل : 29/08/2010
| موضوع: رد: عن الدستور والإخوان الثلاثاء أبريل 03, 2012 3:36 pm | |
| مقال متميز للدكتور/عمار وتحليل هادى بلا ضجيج او استعمال الفاظ غير لائقة و دومت بخير | |
|