التعبد بأسماء الله تعالى وصفاته
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحـيـم، مالك يوم الدين،
والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد،
وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كان صلى الله عليه وسلم يعلمنا ذلك ، فيقول : ((اللهم إني أعوذ بك من
علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة
لا يستجاب لها)). رواه مسلم (2722) من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه.
واعلم أن أنفع العلوم علم التوحيد ، ومنه علم الأسماء والصفات ، وذلك لأن
((شرف العلم بشرف المعلوم ، والباري أشرف المعلومات ؛ فالعلم بأسمائه (وصفاته)
أشرف العلوم )). أحكام القرآن (2/993) لابن العربي ، وزيادة: ((وصفاته)):
من عندي .
و (( العلم النافع ما عرَّف العبدَ بربه ، ودلَّه عليه حتى عرفه ووحَّده
وأنس به واستحى من قربه وعَبَده كأنه يراه )).
((فضل علم السلف على الخلف)) (ص 67) لابن رجب.
يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي:
( إن معرفة الله تعالى تدعو إلى محبته
وخشيته ورجائه وإخلاص العمل له، وهذا عين سعادة العبد، ولا سبيل
إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه وصفاته، والتفقه في فهم معانيها..
بل حقيقة الإيمان أن يعرف الربّ الذي يؤمن به، ويبذل جهده في معرفة
أسمائه وصفاته، حتى يبلغ درجة اليقين.
وبحسب معرفته بربه، يكون إيمانه،
فكلما ازداد معرفة بربه، ازداد إيمانه، وكلما نقص نقص، وأقرب طريق يوصله
إلى ذلك: تدبر صفاته وأسمائه من القرآن). تفسير السعدي، جـ 1، ص 24.