يوفر الجنس أكثر لحظات الحياة حميمية وبعض من أفضل الذكريات أيضاً. وسواء كنتي تشعري بالانجذاب نحو ممارسة الجنس أم لا يبقى هذا مفهومك الخاص وطريقة تعريفك للجنس. فالعديد منا يحمل مواصفات خاصة لنوع الممارسة الجنسية التي يتخيلها مثلاً عاطفية عاصفة رومانسية حالمة متحررة أو غاضبة أو مؤلمة. وهذه الأفكار نكتسبها من خلال م شاهدتنا وتحليلنا الخاص للعلاقة الجنسية وبالطبع تجاربنا الشخصية.
ولكن هناك 4 عوامل أساسية تؤثر تأثيراً مباشراً وعميقاً على مفهومنا للعلاقة الجنسية مما يسبب نجاح أو فشل هذه العلاقة. لذلك يجب إدراك هذه العوامل ومراقبة تأثيرها علينا حتى لا تصبح علاقتنا الجنسية داخل غرفة النوم علاقة عامة داخل غرف الجلوس.
1. الوالدين:
تؤثر الجينات على شخصينا وعلاقاتنا مع الآخرين وكذلك على الدافع الجنسي لدينا. إذا كانت الغريزة الجنسية عند الأم أو الأب عالية أو منخفضة فهناك فرصة جيدة بأن ترث هذه الغريزة فكلنا امتداد لإنتاج الجيل السابق. كما أن موقف أبائنا اتجاه الجنس يؤثر علينا بشدة. على سبيل المثال إذا ترعرت مع أباء صارمين يرتجفون لرؤية ركَبة عارية وتمسكوا بقصة "ماما ذهبت إلى المستشفى وأخذتك من هناك أو أن الله أرسلك من السماء" فعلى الأغلب أن تفكيرك بالجنس سيكون مختلفاً تماماً عن طفل أخر ترعرع في منزل متحرر تحدث فيه الآباء بصراحة عن الجنس- حتى لو كبرت وغيرت وجهتك نظرك لاحقاً.
إن فكرتنا عن الجنس والطرف الأخر تتبلور في المنزل أولاً من الطريقة التي يتعامل فيها الأب مع الأم. لذلك عودي بالذكريات إلى أيام الطفولة في المنزل وتذكري كيف كان نمط التعامل في المنزل. فعلى الأغلب الأطفال الذين يكبرون في منزل يملئه الحب والمودة يكبرون ويؤسسون عائلات بذات المواصفات وكذلك الحال بالنسبة للأطفال الذين ينشئون في منزل تسوده مشاعر الغضب والكراهية.
2. العلاقة السابقة:
التجارب السابقة حتى لو لم تكن جنسية تؤثر فينا لأننا نكون في بداية الطريقة لتكوين مفهومنا الشخصي عن العلاقة الجنسية فإذا كانت العلاقة السابقة مع شخص حنون عاطفي كريم بمشاعره فنشعر بأن العلاقة الجنسية ستكون بمثل هذه الدرجة من العطاء العاطفي والعكس صحيح إذا كان الشخص أناني يهتم بمشاعره واحتياجاته.
تترك العلاقة الأولى أثر عميقاً في نفوسنا أحياناً فنرى الجميع بنفس المعايير مما يسبب سوء فهم مع الشريك. وتكمن المشكلة إذا حافظ الشخص من العلاقة السابقة على الصداقة مما يسبب تأثيراً سلبياً على العلاقة القائمة. يجب أن تتخطى الشخص السابق وتبدأ بتحليل مفهوم للعلاقة الحالية.
3. الجنس التلفزيوني:
هناك نوعان من الجنس: خيالي وحقيقي. الخيالي هو ذلك الذي تشاهده على التلفاز حيث يبدو الجميع رائعون الجمال في علاقة مثالية بينما الواقع غير ذلك تماماً فالعلاقة الجنسية ليست مشهد في فلم ساخن العلاقة الجنسية رابط جسدي بين شخصان مرتبطان عاطفياً وعقلياً.
إن العلاقة الجنسية شيء ملموس ينبع من مشاعر متبادلة حتى ممارسة الجنس من طرف واحد لا تعتبر ممارسة جنسية بل ممارسة إجبارية. يجب أن نخرج من رؤوسنا فكرة العلاقة الجنسية التلفزيونية التي تعمل على تشويش أفكارنا وقيادتنا للتفكير في العلاقة الجنسية على أنها مشهد ساخن فقط.
4. الأصدقاء:
على الرغم من انتشار كافة وسائل المعرفة إلا أننا نعود دوماً إلى الأصدقاء لمعرفة الحقائق عن العلاقة الجنسية. ومع أن ذلك يبدو أمراً طبيعياً إلا أنه أمر غير مستحب. فلكل شخص مفهومه الخاص وأفكاره الخاصة اتجاه العلاقة الجنسية فمنهم من يراها على أنه طريقة للحفاظ على النسل البشري ومنهم من يراها على أنها علاقة للمتعة ومنهم من يراها على أنها انصهار لجسدين معاً ومنهم من يراها كذا وكذا على سبيل المثال لو طلبتي من مجموعة من الأصدقاء أن يكتبوا مفهومهم للعلاقة الجنسية لتباينات الإجابات بشدة.
يؤثر الأصدقاء فينا كثيراً وفي مفهومنا للعلاقة الجنسية لذلك يعتبرون من أهم العوامل التي يجب مراقبتها فقد يكون تأثيرها سلبياً على العلاقة وقد يكون إيجابياً.
كيف نخرج من دائرة العوامل الأربعة ونشكل مفهومنا الخاص عن العلاقة الجنسية:
أكسري النمط:
1. كوني مدركه للأفكار الشائعة التي تبلورت حولك عن العلاقة الجنسية:
أكتبي مفهوم كل شخص من العوامل الأربعة السابقة على ورقة وأختاري أيها تشعر بالراحة مع تحليله ثم أكتبي تخليلك الخاص عن العلاقة الجنسية. تساعد هذه الطريقة دماغك على إلغاء المعلومات السابقة وتثبيت المفهوم الجديد.
2. علمي نفسك جنسياً:
سلحي نفسك ببعض الحقائق عن الجنس أقرئي كتب خاصة عن العلاقات الجنسية. ساعدي نفسك في التخلص من الرسائل الجنسية الخاطئة. اقرئي عن الحب والولادة والجنس.
3. زيدي احترامك لذاتك:
إذا تركتي نفسك فريسة سهلة لتجارب الآخرين وتقبلتي أفكارهم وأرائهم الشخصية فأنتي قد قمتي بقمع ذاتك وأقصيتيها عن التعامل مع تجاربك الشخصية. امنحي نفسك الثقة وكوني مفهومك الخاص.
4. لا تخافي من طلب المساعدة:
إذا كنتي مضطربه غير متأكده أو إذا شعرتي بأن مفهومك عن العلاقة الجنسية فيه بعض الحدة والأنانية فقد تكوني بحاجة إلى التحدث مع شخص مختص. كأختك المتزوجه او أمك او صديقتك المتزوجه