مرض الفصام العقلي
"schizophrenia"
أسئلة وأجوبة من إعداد د/ الأمين سبق أن نشرت بإحدى المجلات المحلية.
من أين جاءت التسمية؟
عرف المرض من قديم الزمن وأعطي مسميات كثيرة من أهمها "العته الباكر" بواسطة "كريبلين" الذي كان يعتقد أن المرض يقود في النهاية إلى حالة عته أو خرف مبكر. إلا أن "بلولر" في عام 1911 الصق التسمية الحالية مشتقة من اليونانية،" اسشيز" وتعني يشطر، " و فرين" وتعني العقل بمعنى انشطار أو انفصام ملكات العقل الرئيسية وهي التفكير، والإدراك، والمشاعر عن بعضها البعض لتعمل بدون أي انسجام محدثة خللاً كبيراً واضطراب في هذه الملكات مع انعدام البصيرة.. وأكد بلولر أن المرض لا يقود بالضرورة لحالة العته أو الخرف التي ذكرها كريبلين من قبل..
ما هي طبيعة المرض؟.
يعتبر الفصام من أشد وأخطر الأمراض العقلية أو الذهانية ويتصف بمجموعة من الاضطرابات التي تشمل التفكير واللغة والوجدان والإدراك والسلوك والإرادة ينتج عنها توهمات أو معتقدات خاطئة، وهلاوس بصرية وسمعية، وتبلد أو تسطح وجداني، مع تصرفات غريبة أو شاذة، وفقدان للدافعية والإرادة والبصيرة. وتؤدي هذه الاضطرابات في النهاية إلى تدهور كبير في العلاقات الاجتماعية والصلات الأسرية والمهارات المهنية وتلك التي تتطلب العناية بالنفس.
وهل هناك عمر معين للإصابة به؟
يصعب تحديد عمر معين يظهر فيه المرض وذلك لطبيعة الأعراض التي تظهر بصورة بطيئة ومبهمة في كثير من الأحيان مما يؤخر التشخيص الصحيح لبعض الوقت قد يطول لشهور مع العلم أن التشخيص يتطلب وجود الأعراض المرضية لمدة أقلها ستة أشهر. وقد يظهر المرض عند الطفولة المبكرة ما بين التاسعة والأثني عشر سنة، وقد يتأخر ذلك ويظهر المرض لأول مرة بعد عمر يناهز الأربعين عاماً. وبصورة عامة يمكن القول أن المرض يظهر في فترة المراهقة وبداية مرحلة الرجولة وبالتقريب بين الذكور في عمر مبكر بعض الشيء مقارنة بالإناث، أي حوالي الثامنة عشر في الذكور والخامسة والعشرون عند الإناث.
هل هنالك أسباب معينة تؤدي للإصابة بالمرض؟
كثرت الافتراضات عن أسباب المرض الذي يعتقد أنه مجموعة من الاضطرابات ذات الأعراض المشتركة، ولكن بصورة مبسطة يمكن القول لأسباب تعزى لعوامل متداخلة يشكل العامل الوراثي أهمها، إضافة لعوامل تكوينية وبيئية واجتماعية ونفسية. وبتفاعل جميع هذه العوامل يتشكل المرض. هذه العوامل الأخيرة قد تكون في شكل ضغوط في مجال العمل أو الدراسة أو الأسرة أو العلاقات الاجتماعية أو في شكل ضغوط وصراعات نفسية.
يتضح العامل الوراثي من دراسة العائلة والتوائم التي أوضحت أن أقرباء مرضى الفصام أكثر احتمالاً من غيرهم للإصابة بالمرض ويزداد هذه الاحتمال كلما ازدادت صلة القرابة بالمريض. فمثلاً نجد أن احتمال الإصابة عند الأبوين والأشقاء تتراوح بين"خمسة" 5 % إلى"عشرة" 10%، وعند التوأم من البيضة الواحدة"أربعون" 40%، أما بالنسبة لعامة الناس فهذا الاحتمال يضعف إلى 1 % فقط. عليه لا بد وأن يكون لدي الفرد تأهب أو استعداد وراثي في بادي الأمر والذي قد يتفاوت من شخص لآخر، وعند توفر العوامل البيئية والاجتماعية والنفسية الأخرى بالقدر الكافي تظهر الأعراض المرضية. وهذا يفسر السبب في ظهور المرض في أعمار متفاوتة.
في السنين الأخيرة ونتيجة للأبحاث المتعددة تأكد أن هذا المرض ذو طبيعة بيولوجية/ عضوية/ تطورية، وقد أيد التصوير بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي ذلك. كما اتضح أن الحوادث والإصابات والالتهابات الفيروسية التي قد تحدث للجنين ما قبل وأثناء ومباشرة بعد الولادة والتي تترك بصماتها على دماغه، قد تأهبه أو تزيد من احتمال إصابته بالمرض لاحقاً.
ما هي الأعراض؟
فيما يختص بالأعراض فيمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات، أعراض إيجابية وأعراض سلبية وأعراض معرفية.
الأعراض الإيجابية: تشمل
(1) التوهمات أو الاعتقادات الخاطئة:
منها:
توهمات في محتوي الأفكار:
- غرز أفكار غريبة في عقل المريض.
- إذاعة أفكار المريض كي يستطيع الآخرون قراءتها.
- سحب أفكار المريض مع ترك مخه خالياً بلا أفكار.