ولا تقف ما ليس لك به علم
تفسير أية
وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا[الإسراء:36]؟
على ظاهرها فالله ينهى عن كون الإنسان يتكلم فيما لا يعلم (ولا تقف)
يعني لا تقل في شيء ليس لك به علم، بل تثبت، (إن السمع)
يقول: سمعت كذا، وهو ما سمع وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ
مَسْئُولًا الإنسان مسئول عن سمعه وقلبه وبصره،
فالواجب عليه أن لا يقول: سمعت كذا إلا عن بصيرة،
ولا يقول: نظرت كذا إلا عن بصيرة، ولا يعتقد بقلبه شيء إلى عن بصيرة،
لا بد، فهو مسئول، فالواجب عليه أن يتثبت وأن يعتني حتى لا يتكلم إلا عن علم،
ولا يفعل إلا عن علم، ولا يعتقد إلا عن علم،
ولهذا قال جل وعلا: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً،
فالإنسان يتثبت في الأمور والله
يقول -جل وعلا-: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ[الأعراف: 33]
فجعل القول على الله بغير العلم فوق هذه الأشياء كلها،
فالواجب على الإنسان يتعلم حتى يكون على علم، ويتبصر
فلا يقول: سمعت، ولا يقول: رأيت، ولا يقول: كذا وكذا إلا عن بصيرة عن علم.