كلما زاد خفاء الطاعات زاد ثباتك، كالوتد المنصوب يثبت ظاهره بقدر خفاء أسفله في الأرض، فيُقتلع الوتد العظيم ويُعجز عن قلع الصغير والسر فيما خفي.
الخطأ كالشامة في الجبين، إن صَغُرَتْ زيَّنتك وإن كبُرت شيَّنتك .. فقد جُبل الإنسان على الخطأ
---
لا يبتلي الله مصلحاً ببلاء إلا والأنبياء أمامه فيه، إشارة إلى أن الكرامة ليست في السلامة .. الكرامة في دار الكرامة .
----
يُحكِّمك الله إلى عقلك أن تفهم وحيه، ويوم القيامة ستخلوا بعقل ووحي، لن يُقبل منك الإحالة إلى أحد {لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد} .
------
إذا أحبت النفس المريضة شيئاً، سوّلت للعقل تأصيله، فإن قَبِلَ وإلا استبدت وفعلته .
--------
من عجز عن قيام السحر فلا ينبغي أن يعجزَ عن الاستغفار فيه {والمستغفرين بالأسحار} قال ابن كثير: دل على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار .
---------
الحق تدفنه النفوس تحت كثبان الهوى فإذا نزل البلاء زال الهوى وخرج الحق {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين} .
-----
{ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير} سنّة ماضية ما اتبع مسلمٌ أهلَ الكتابِ إلا أذلوه لأن اللهَ ترك نصرته .
--------
أن يُسجنَ بدنُك ويبقى قلبك حراً خير من ذنب يأسر قلبك ويُطلق بدنك {قال رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه} .
-------
التقوى في القلب، ولكن لا يمكن أن ينبض القلب والجوارح ميتة لا تتحرك ..
----
يُبتلى الإنسان بالخير ويُفتن به كما يبتلى بالشر، فإذا نزل بك خير ورأيت أنه أبعدك عن ربك فقد فُتنت وأُريد بك سوءاً {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} .
---
يقولون أكثر الناس على هذا .. الحق لا يعرف عدد الأتباع، فلكل زمن أكثرية ترى رأياً يختلف عن رأي الزمن الذي يليه فهل الحق يتقلب بحثاً عن الأكثر ؟!
-------
عـلـمٌ لا يعينك على قيام الليل جهل {أمن هو قـانـت آنـاء الـلـيـل سـاجـداً وقـائـمـاً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يـعـلـمـون والذين لا يعلمون} .
-------
يمتدحون شعوباً صنعت أنظمة والتزمت بها، ويؤمنون بأن الله خلقهم وأنزل لهم شريعةً وأحكاماً وأمرهم بالتزامها، ويرون التمرد عليها تحضراً !!
-----
أكثر الناس قلقاً وارتباكـاً المنافق ؛ لأن لديه ما يخفيه ويخشى ظهوره قبل مرحلة الإفصاح به {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم} .
-----
عدم اقتناع الناس بقولك يجب أن لا يزيل إيمانك به فبعض الرفض عناد، ولن تكون أقوى حجة من الأنبياء {فإن كذبوك فقد كُذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات} .
---------
صلة الأرحام واجبة، أعلاها التعاهد بالبدن والمال، وأدناها بالمراسلة وإبلاغ السلام، وكلما قرب الرحم استحق أعلى التعاهد، وإذا بَعُد أجزأ أدناه .
الأرحام الذين يجب وصلهم على مراتب أعلاهم من يحرم زواجك منهم، ثم يخف الأمر حسب البعد، وفي الحديث (أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك) .
الأقارب من الرضاع وأقارب الزوج والزوجة ليسوا من الأرحام الذين تجب صلتهم، وإنما يُحرص على عدم أذيتهم، ويُحسَن إليهم ويُكرمون وفاءً وحسن عهد .
--------
في الحديث (حق على الله ألا يرفع شيئاً في الدنيا إلا وضعه) إذا كنت رفيعاً ثم وضعك الله فاعلم أن الله وضع دنياك فتبعتها، وهي التي رفعتك لا دينك .
--------
لم ينتشر الضلال في الأمة بسلطان حتى يؤيده عالم سوء ولا ينتشر بعالِم وحده حتى يُمكّن له سلطان، وإلا فيبقى أقوالاً لقلّة تندثر، يشهد بهذا التاريخ .
-----
من نظر في كتب الفِرق والطوائف العقلية والنقلية يرى آلاف الفرق اندثرت، ناضل أصحابها في وجه الإسلام باندفاع وتضحية، فطوتهم عجلة الإسلام ومضت .
إذا اختلف الناس فالتمس الحق عند الضعفاء وابتعد عن آراء المتكبرين.. ففي الحديث (أهل الجنة كل ضعيف متضعَّف .. وأهل النار كل عتل جواظ مستكبر) .
----
من أفتى في الدين فتوى باطلة بالهوى فلا تقبل توبته حتى يُعلن خطأه لأن الله قال بعد لعن من أفتى بالباطل {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا} .
{إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) هذا كاتم الحق فكيف بالمُبطل .
------
للقلب قِبلة كقِبلة الصلاة، فاحرص على تصويبها إلى السماء ..
------
تمييز الحسنة من السيئة يعرفه الكثير ولكن لا يعرف تفاضل الحسنات فيما بينها إلا عالم مسدد {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن} .
------
حدِّث نفسك بعيوبك قبل أن يُحدِّثك الناس بها .
------
العقل لا تتجدد حججه في ردّ الوحي، فحججه هي حجج قوم نوح وعاد وثمود وإبراهيم ولوط وموسى وعيسى ومحمّد عليهم الصلاة والسلام ولكن تتجدد الصياغة .
-----
المظلوم إذا لم يجد ناصراً ينصره ولا حاكماً يُنصفه، فله أن يرفع صوته بحقه بلا بغي {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم} .
عدم اقتناع الناس بقولك يجب أن لا يزيل إيمانك به فبعض الرفض عناد، ولن تكون أقوى حجة من الأنبياء {فإن كذبوك فقد كُذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات} .
----
الناس ينسون الله إذا اغتنوا ويلوذون به إذا افتقروا {وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين
إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون} .
-----
ذكر الله قصة أصحاب السبت في القرآن وكيف أنهم استحقوا المقت واللعن بتحايلهم، ولو كانت القصة في زماننا لأصبح القائل بحيلتهم مجتهداً وخلافه رحمة .
-----
خلق الله الإنسان ولم يستأذنه، فكيف يُريد من لم يُستأذن في نفسه أن يُستأذن في غيره من تشريعات الله وحِكمه وأحكامه ..
------
أول من يواجه الحقّ في كل زمن الكبراء ثم يتبعهم الضعفاء {جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها} وأول من يواجه الباطل الضعفاء ثم الكبراء .
-----
تـبـنـي فكر باطل بالهوى هو بيع للنفس ورقّ دنـيء، فمن الناس من يـبـيـع نفسه بتبعية فكرية ويظن أنه حـر {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله} .
-----
أيها المصلح .. أراد الله أن يحفظ دينه بك، لا أن يحفظَ دنياك بدينه، فإن ضاع شيءٌ من دنياك في سبيل دينك فهذا هو عقدك مع ربك فقد اشترى نفسك منك .
-----
المُخْلِص لله لن يندم على حقٍ قاله إذا انتقده الناس، لأنه لن يخسر شيئاً بنقدهم، فصفقته وقعها مع الله، والناس ليسوا طرفاً فيها .
-----
السجن سجن القلب، هذا حرٌّ طليق ينتحر، وهذا سجين مُكبَّل يضحك ..
----
كل علم عقلي لا يُورثك خشية لله فهو جهل في صورة علم {إنما يخشى الله من عباده العلماء} وأكثر من توغل في الشريعة بعقله فقط رقّ دينه وقسى قلبه .
-----
كلّ الفرق المنحرفة حتى في العقيدة احتجت بنصوص من القرآن والسنّة على ضلالها، ولن يعجز صاحب الهوى عن إيجاد نصٍ يلويه بهواه .
-----
استقبل الحق تراه ولو كان بعيداً، وإذا استدبرته فلن تراه ولو كان عند عقبك .. استقبل الحق يستقبلك .
---------
إذا أخلص الجاهل لجهله أشقى العالِم بعلْمه .
------
نظرت في تاريخ ثلاثين دولة ودويْلة سقطت، فرأيت أن سقوطها بدأ بوهن من داخلها بأيدي منافقين مُكّنوا، ثم استضعفها عدوها فاستباحها فأسقطها .
يهرب البعض من الحق لقلة أهله واغتراراً بكثرة أهل الباطل،
فسبحان من ثبت أنبياءه على وحشة التفرد بالحق، وثبت أبا بكر تابعاً وحيداً لمتبوع واحد .
-----------
الحرية أن تصل لحاجتك الممنوعة لا أن تصل لممنوعٍ لا تحتاجه .
وكل تحرر من أمر الله هو عبودية لأمر الشيطان، الإنسان خُلق ليُطيع فليختر سيده .
------------
الحق يعتريه تغييب في بعض الأزمنة، كما يحدث لدعوات الأنبياء قبل محمد عليه الصلاة والسلام، ومن يعترض بعمل الناس والأمم والآباء فهذه الحجة هي التي قيلت للأنبياء .
-------------
إقناع الإنسان لنفسه بتحضُّره وتخلف غيره وتنوُّره وظلام غيره، يحجب عقله عن التأمل.
{ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين} .
العلامة الشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي