بدأ وزراء الخارجية العرب الخميس اجتماعا استثنائيا في مقر الجامعة العربية في العاصمة المصرية القاهرة لبحث آخر تطورات الأوضاع في سوريا، وتقارير عن مشروع قرار خاص بالشأن السوري قد يصدر عن الاجتماع ويجدد مطالبة دمشق بوقف "كافة أعمال العنف والقتل وضمان حماية المدنيين وحق التظاهر السلمي."
وقالت مصادر في الجامعة العربية إن الوزراء سيناقشون أيضا الصراع بين السودان وجنوب السودان وتداعيات الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى، إحدى ثلاث جزر تتنازع السيادة عليها إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة.
روابط ذات صلة
فرنسا تحذر من فشل خطة عنان في سوريا وتلمح الى امكانية اللجوء للقوة العسكرية
سوريا: وصول مراقبين جدد وعنان يقول إن العنف مازال في مستوى "غير مقبول"
الهلال الأحمر السوري يطالب بحماية طواقمه بعد مقتل متطوع في ريف دمشق
موضوعات ذات صلة
سوريا
وذكر مصدر دبلوماسي أن مشروع قرار يتعلق بالشأن السوري قد أُعد لكي يصدر عن الاجتماع، ويجدد المشروع مطالبة الحكومة السورية بوقف "كافة أعمال العنف والقتل وضمان حماية المدنيين وحرية التظاهر السلمي."
وأضاف المصدر أن مشروع القرار يشدد أيضا على "الدعم الكامل" لمهمة كوفي عنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، وذلك وفق إطار زمني محدد، ويطالب الحكومة السورية بالتنفيذ الكامل والشامل والفوري لخطة عنان ذات النقاط الست والتي تضمنت وقفا متفقا عليه لإطلاق النار."
نشر المراقبين
وتشمل خطة عنان لحل الأزمة في سوريا نشر مراقبين دوليين في الأراضي السورية التي وصل إليها مراقبون جدد من الأمم المتحدة لرصد الالتزام بوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة.
وكشف المصدر ذاته عن أن مشروع القرار يطالب أيضا بتأمين وصول المساعدات إلى مستحقيها والعمل لعقد اجتماع الشهر المقبل لأطراف المعارضة السورية في مقر الجامعة العربية تمهيدا لبدء حوار سياسي شامل بين الحكومة والمعارضة.
وتقول سوريا إنها أكملت سحب الدبابات والجنود من المناطق السكنية، وذلك تنفيذا لخطة السلام التي وضعها عنان الذي قال يوم الثلاثاء الماضي إن دمشق "لم تنفذ كل التزاماتها"، وأن الوضع في سوريا "لا يزال غير مقبول".
وقد جاء اجتماع مجلس الوزراء العرب في القاهرة في أعقاب تقارير تحدثت عن وقوع انفجار في بناية في مدينة حماة الواقعة وسط سوريا، وتضاربت تقديرات الحكومة والمعارضة السورية بشأن عدد القتلى الذين سقطوا فيه.
فقد أعلنت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن 16 شخصا على الأقل قُتلوا في الانفجار، بينما تحدثت مصادر المعارضة عن مقتل 70 شخصا على الأقل، بينهم عدد من الأطفال.
"مصنع للمتفجرات"
واتهمت لجان التنسيق المحلية قوات الأمن بإطلاق صاروخ سكود على المبنى الذي قالت عنه وسائل الإعلام الحكومية إنه "منزل يستخدم كمصنع للمتفجرات تابع للجماعات الإرهابية المسلحة".
"إن تنفيذ خطة عنان سيمهد الطريق أمام تطبيع الوضع وتوفير الظروف الملائمة لإطلاق حوار شامل بين السلطات والمعارضة في سوريا"
سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي
وكان ناشط طلب عدم الكشف عن هويته قد أبلغ وكالات الأنباء بأن الانفجار ربما يكون قد وقع داخل البناية، ولم يتم استهدافه من الخارج.
وقد بث ناشطون لقطات فيديو على موقع يوتيوب تظهر مشهد الدمار الذي خلفه الانفجار، بينما راح رجال يحاولون انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض.
صور الانفجار
وبدورها، بثت وسائل الإعلام الحكومية صور الانفجار، وقد ظهر في بعضها أطفال جرحى نُقلوا إلى أحد المستشفيات المحلية لتلقي العلاج.
ولم يتسن التأكد من مصادر مستقلة من صحة التقارير المتعلقة بالانفجار.
ويوجد في حماة مندوبان من مراقبي الأمم المتحدة يمهدان لوصول بعثة أكبر للإشراف على وقف إطلاق النار في المدينة في إطار مهمة المراقبين الدوليين في سوريا.
كما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن 10 أشخاص لقوا حتفهم الخميس على أيدي "عناصر إرهابية مسلحة" في ريفي العاصمة دمشق ومحافظة حلب الواقعة شمالي البلاد.
وعلى الرغم من وقف إطلاق النار المعلن بناء على خطة عنان، التي أعلنت كل من الحكومة والمعارضة الالتزام بها، فقد تواصلت أعمال العنف في أنحاء مختلفة من البلاد.
ففي الوقت الي تتهم فيه المعارضة الحكومة بمواصلة استهداف المحتجين، اتهم عدنان محمود، وزير الإعلام السوري، الخميس ما أسماه بـ "المجموعات الإرهابية المسلحة" بارتكاب أكثر من 1300 خرق لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في الثاني عشر من شهر أبريل/نيسان الجاري.
تقرير عنان
عنان مع الميجر جنرال روبرت مود الذي تم تكليفه بقيادة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا
وينتظر العديد من الأطراف التقرير الذي سيقدمه عنان إلى مجلس الأمن في الخامس من مايو/ أيارالمقبل بشأن الأوضاع في سوريا التي يتتالى وصول المراقبين الدوليين إليها، ويُفترض أن يصل عددهم في البلاد إلى 300 مراقب.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 9 آلاف شخص قد قتلوا في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 15 مارس/آذار من عام 2011 .
وفي فبراير/شباط الماضي قالت الحكومة السورية إن عدد القتلى الذين سقطوا منذ بداية الاحتجاجات هو 3838، منهم 2493 من المدنيين و1345 من القوات الأمنية والجيش.
دبلوماسيا، يتواصل الانقسام في المجتمع الدولي بشأن الوضع في سوريا. ففي حين دعت فرنسا مجلس الأمن الدولي للنظر بخيار استخدام القوة في سوريا في حال فشل خطة عنان، قالت روسيا "إنه لا يوجد بديل لخطة المبعوث الدولي فى ظل الأوضاع الراهنة في البلاد."
وقال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، "إن تنفيذ الخطة سيمهد الطريق أمام تطبيع الوضع وتوفير الظروف الملائمة لإطلاق حوار شامل بين السلطات والمعارضة في سوريا."