حكى انه كان رجل فقير ومعيل لاسرة ضاقت به السبل من اجل تحصيل لقمة العيش
الى ان اهتدى يوما الى بئر ذي مياه عذبه قرر ان يحمل الماء من البئر وبيعه في المدينه لامرار معاشه وتحصيل رزقه
خرج في اليوم الاول ومعه دابته فحملها بالماء العذب وانطلق به الى المدينه استحسنه الناس ونفذ الماء بسرعه
واوصوه ان يجلب لهم من نفس الماء في الغد
رجع الى بيته مسرورا
وانطلق في اليوم الثاني ليحمل الماء ، ادلى دلوه واذا بالماء ملوث امتزج بالطين ، عجب من الامر ! امعن النظر واذا داخل البئر افعى كبيرة وكان خبط الماء من فعلتها ، نادى عليها انا رجل فقير واريد ان استرزق من هذا الماء ولا شغل لي معك ولم ولن اؤذيكِ ارجوكِ لا تخبطي المياه لاعيش انا واسرتي ؟
اجابت : وانا لا احب أذيتك لكني افعى كبيره واحتاج للحركه ان لم اتحرك اموت
وبعد حديث متبادل توصلا الى ابرام اتفاق ينص على ان الرجل يحمل الماء يوما بصفائه وعذوبته ويوما للافعى تتحرك فيه كيف تشاء وتحرك عضلاتها كي لا تموت
واستمرت حياة الرجل على هذا الاساس يوم له ويوم للافعى
وسارت الامور على احسن حال لسنوات الى ان كبر الرجل واراد ان يتقاعد ويوكل الامر الى الجيل الصاعد ، سلم الامر لابنه الكبير
واوصاه بان يحترم الاتفاق مابينه وبين الافعى
وخرج الولد ليتابع مسيرة والده وبعد فتره فكر في الامر مليا وقال مع نفسه البيع مربح والناس مقبلة على الماء العذب وانا في عز شبابي إيش يعني افعى وماافعى واتفاق ومااتفاق
اخذ معه سيف وقرر قتل الافعى ليخلوا له البئر، لما وصل البئر نادى على الافعى انه حامل رسالة من والده وطلب منها الخروج لكي يؤدي الرسالة
فكرت الافعى جيدا قالت شباب هذا الزمن يجب ان نحترس منهم ، لم تخرج راسها بل اخرجت ذيلها حتى اذا حصل لها مكروه يشمل الذيل فحسب ، وفعلا مجرد مااخرجت الذيل ضربها الولد بسيفه ضربة قوية جدا ظانَّا انه قتلها فالتفت عليه ولدغته لدغة اردته قتيلا من ساعته
وصل الخبر للاب المسكين حمل ابنه وانصرف وبعد مدة تملكه الحزن وصارت المصيبة مصيبتان فقد الولد وحرمان الرزق
قرر مباشرة العمل ونسيان الماضي
لما وصل البئر سلم على الافعى وطلب العودة الى الاتفاق السابق واعتذر عن فعلة ابنه وطلب منها نسيان ماحدث
رفضت الافعى قائلة له لا يارجل لا مستحيل لا يمكن ابدا
لانه بعد الذي حدث لا انت تستطيع نسيان ابنك ولا انا استطيع نسيان ذيلي سوف تبقى الاحقاد مدفونه تحت الرماد
امعن الرجل النظر في كلامها رآه عين الواقع جر اذياله ورجع خائبا
هام
على الجيل الصاعد إحترام قيم وآدآب الأسلآف وطريقة تعاملهم بالحياة
مهم
من المهم إحترام الإتفاق والوفاء بالعهد والإلتزام بالميثاق
مهم جدَّا
من المهم جدَّا جدَّا ان لا نكسر قلوب الآخرين لاسباب بسيطة لان القلب اذا انكسر صعب اصلاحه
وتبقى الضغائن والاحقاد دفينة
الأكثر أهمية
ان نعتبر بأحداث الماضي لئلا نقع في نفس المطب في الحاضر والمستقبل
وفي التجارب علم مستانف