رومانسية بدوي .. ؟؟
العشق والحب .....تغنى به الشعراء .....وكان اجمل فنون الشعر ما قيل في الغزل.....فكتبت القصائد بمختلف بحورها وقوافيها في العشق والغرام.....فلا ينسى التاريخ الجاهلي عنترة العبسي وامرؤ القيس مرورا بالعصور التي تليها بمجنون ليلى......
وابناء القبائل في القرن المنصرم وما قبله اشتهر منهم العديد من الشعراء من امثال ابن لعبون ومحسن الهزاني وابن سبيل والوضيحي فكلا منهم غنى على ليلاه......
ويحكى ان حامد بن حمدان العتيبي تزوج من بنت عمه وهي امراءة جميلة .....وكما يعلم الجميع بان معضم الاجداد والاباء كان عندهم عادات غريبة في التعامل مع زوجاتهم مثل انهم ما ياكلون معها حتى ما يسخر منهم الاخرين بقول" يا مخاشرها ". ومنها ايضا بانه بعد قضاء حاجته الرجل منها لا ينام معها في مكان واحد ومنها ايضا ان المراءة تضرب بخمارها على وجهها لكي لا يشاهدها زوجها وايضا لا يوجد حوار رومنسي بين الطرفين بحيث لا يوجد مجال لتبادل كلمة الحب بين الطرفين.
فحب الزوجة لزوجها يعتبر من الاسرار التي لا يطلع عليها سوى الزوجة تخيلو ذلك وهذه من اعراف ابناء البادية وليست من تعاليم ديننا الحنيف.
نعود لحامد العتيبي وقصته مع زوجته.......فهو رجل شجاع ولكنه ذميم الخلقه وزوجته كما ذكرت فائقة الجمال .....وفي يوم من الايام حضر اليه شخص قريب الى قلبه واراد ان يفضفض عن ما في خاطره....شكى حامد لصديقه مخبرا اياه عن عدم تاكده بان ابنه عمه تحبه وانه يخاف انها مجبره على الزواج منه ولا يعلم كيف يعرف مدى ما تشعر به اتجاهه....وعلى ضوء ذلك اشار صاحبه عليه برأي يساعده على معرفة مشاعر زوجته....
فقال :ياحامد لماذا لا نذهب سويا خارج الديار لمدة تزيد عن عشرة ايام ونخبر الجماعة انا غازين على قبيلة يكثر بها الشجعان حيث مكامن الخطر ومنهم الفارس رشاش الضان العتيبي......وفي نهاية المدة نعود وانا اسبقك لربعنا واشيع بينهم بانك قتلت ....فاذا دخلت زوجتك فورا في بيتها ولفت جميع اتجاهات البيت بالرواق فانها اشارة بانها تحبك ولكن عليك التسلل ليلا لترى هل هي تبكي عليك......فاستحسن حامد الفكرة وفي اليوم التالي بدأ في التنفيذ.....
وبعد انتهاء المهمة التي دامت عشرة ايام تقريبا رجع رفيق حامد يصيح في مضاربهم ويتضاهر بالحسرة على حامد مخبرا ربعه بانه قتل في المغزى والذي قتله رشاش الضان.....وعلى الفور قامت زوجة حامد بلف الرواق حول بيتها......وعندما عسعس الليل اتى حامد يسترق الخظوات متجها لبيته لكي يرى مشاعر زوجته بدون ان تشعر بوجوده......وعندما دخل الى البيت سمعها تغني هذه القصيدة التي تعبر عن مشاعرها تجاهه...
لا و ولـد حمـدان وذخـر جـدي
وحامد اللي لـه نصيبـه فالافـراح
شربه رشاش الضان شربن معـدي
وانا شرابي دمع عينـي ليـا فـاح
ليته درى عن مـا بقلبـي وسـدي
والله لينجـي لـو تدميـه الارمـاح
مخبلك يـا كنـان حـب المـودي
وش عاد ينفعبه عشيري بعـد راح
يا مزينه في وسـق صفـرا تفـدي
وحول بملبوس (ن) علاها الدرم لاح
الحـق والمفـرود عنهـا يـعـدي
ولا ياخذ الا كل مجهـم ومضيـاح
وبذلك تاكد بان بنت عمه تحبه لافعاله وليس لوسامته .....بل جعلته افعاله جميلا في نظرها وهكذا بنات الرجال ....وما كان من حامد الا ان طار من الفرح وقام يبشرها بسلامته وانه كان مجرد اختبار لها لمعرفة مشاعرها....ولكن عندما علمت زوجته بانه كان يختبرها قررت قرار مؤسف .....قررت الانفصال وضغطت على مشاعرها وفعلا تم الانفصال رغم المحاولات العديدة للاصلاح .....