بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في سورة الأحزاب :
يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا 66 وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا 67
وردت الكلمتان ... الرسولا ... السبيلا
وفي كلتيهما ألف زائدة علماً بأن كلاً منهما مفعول به منصوب بالفتحة والطبيعي فيما تعلمناه وعلمناه أن تكونا كالآتي
الرسولَ .... السبيلَ
فما هي الحِكمة البلاغية في إضافة الألف إلى كلٍ منهما
الرسولا ... السبيلا
في كلتا الكلمتين ألف زائدة .. والقصد من زيادتها الإشارة إلى الجماعة من الأنبياء والرُسُل الذين سبقوا نبينا محمداً عليه الصلاة والسلام ..
وكأن معنى الآية الأولى
يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ... أي ياليتنا أطعنا الرسول محمداً وكافة الرسُل الذين سبقوه
والمعنى في الآية الثانية
وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا .. أي أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا سبيل محمد وسُبُلَ الرُسل الذين سبقوه ..
والله تعالى أعلى وأعلم
مدّ الصوت حالة كثيرًا ما ترتبط بمواطن التحسّر ، وتظهر شدة ندم النادم .
وعليه :
ربما يكون ذلك للإيماء إلى عظم حسرة الكافرين ، وشدة ندامتهم على ما اقترفوه في الدنيا من مخالفة الحق الذي عاينوا دلائله .
ولم يبق لهم يومئذ إلا التحسر على ما فات ، فجاءت الألف تقفو ( الرسول ) و ( السبيل ) ؛ مجانسة بذلك امتداد صوت النادمين متردد الصدى بلا نهاية ، ولتمتد عباراتهم الأسيفة حينما يستذكرون ما ارتكبوه من جرائر بإطاعة ساداتهم وكبرائهم حتى ضلوا السبيل .