استكملت محكمة جنايات بورسعيد، المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد، سماع شاهد الإثبات "محمد خالد محمد نمنم"، 46 سنة، عقيد شرطة ووكيل إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن بورسعيد، فى القضية المعروفة إعلامياً بقضية "مجزرة بورسعيد".
وأشار الشاهد إلى أن التحريات أكدت وجود حالة من الاحتقان الدائم بين جمهورى النادى الأهلى والنادى المصرى، بلغت أشدها قبل المباراة، نتيجة الحرب الكلامية والوعيد المتبادل فيما بينهما على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، مما أثار حفيظة كل منهما تجاه الآخر والثأر، مضيفاً أن اعتداء المتهمين على جمهور النادى الأهلى جاء نتيجة تدبير وخطة مسبقة وضعها رؤساء روابط مشجعى النادى المصرى الثلاث المسماة "ألتراس مصراوى"، والمسئول عنها أحد المتهمين وألتراس جرين إيجلز وألتراس سوبر جرين، بأن قام كل منهم بالاجتماع بأفراد وأعضاء رابطته، بهدف وضع خطة مسبقة للاعتداء على جماهير ألتراس أهلاوى، بكميات كبيرة من عصى بيضاء اللون تشع أنوارا خضراء عند إضاءتها لمساعدتهم فى التعرف على بعضهم البعض، حال قيامهم بالاعتداء على المجنى عليهم، واستخدامهم تلك العصى كان للمرة الأولى فى تاريخ مباريات النادى المصرى.
وأضاف الشاهد، أنه قبل بدء المباراة بساعة رددت جماهير المصرى بعض الهتافات التى أكدت أن مشاحنات سوف تحدث عقب المباراة، ومنها جملة (العلقة بعد المباراة)، وقبل انتهاء المباراة بحوالى 5 دقائق حاول بعض الجماهير النزول إلى أرض الملعب، إلا أن الأمن منعهم، وفوجئ بنزول جمهور المصرى بعد المباراة وهناك من توجه لضرب الألتراس الأهلاوى وهناك من توجه للاحتفال.
وأوضح الشاهد، أن المتهمين حازوا أسلحة بيضاء متنوعة الأشكال والأحجام للتعدى على الألتراس، وتم تنفيذ الخطة بأن قامت الروابط الثلاث بإعداد الأكمنة للتعدى عليهم على عدة مراحل، الأولى حال وصولهم لمدينة بورسعيد بمحطة القطار لتوقعهم قدومهم من خلالها، إلا أنها باءت بالفشل لتغيير خط سير الجمهور الأهلاوى ووصولهم إلى الاستاد عبر منفذ الجميل، ثم قامت مجموعة منهم بالاعتداء على الحافلات التى تقل المجنى عليهم، ونتج عن ذلك إصابة البعض وإحداث تلفيات فى بعض الحافلات، وبعد دخول الألتراس المدرج الشرقى بادرتهم الروابط بالهتافات المعادية، والتى استمرت طوال المباراة وبين الشوطين، وكانت تحمل فى طياتها معنى الإيذاء والاعتداء، مشيراً إلى أن قيامهم بتهيئة أنفسهم للاعتداء على ألتراس أهلاوى بالمدرج الشرقى من خلال تزايد أعدادهم المتواجدة بمضمار الملعب، وعقب انتهاء المباراة اجتاحت الروابط الثلاث لمشجعى النادى المصرى الملعب واعتدوا على المجنى عليهم وبحوزتهم أسلحة وأدوات، مما أدى إلى هذه الإصابات والوفيات، فضلاً عن سرقتهم بالإكراه.
وأكد "نمنم" وجود اتصالات بين المدير التنفيذى للنادى المصرى وروابط المشجعين، لسابق تعاونه وتواصله معهم عن طريق اجتماعات يتم الدعوة إليها من خلال مشرف أمن النادى واستعانته بهم فى المبارة الأخيرة تحت مسمى "اللجان الشعبية"، مضيفا أنه توصل بتحرياته إلى دخول أعداد كبيرة من أعضاء الروابط الاستاد دون حصولهم على تذاكر دخول، ودلل على صحة أقواله أن أماكن جلوس تلك الروابط يتم عن طريقهم، بينما تم تخصيص الجزء الشرقى من المدرج البحرى لرابطة ألتراس سوبر جرين، مما ساهم فى حصار المجنى عليهم من جماهير ألتراس الأهلى، وسهل لتلك الروابط تنفيذ مخططهم بالاعتداء عليهم.
وأضاف أن مسئول الإضاءة بالنادى تعمد إطفاء الإضاءة بالملعب أثناء الاعتداء، وذلك بالمخالفة للقواعد والأصول المتبعة، رغم علمه بضررة الإبقاء عليها مضاءة حتى خروج آخر شخص من الملعب ومغادرته الاستاد، وعلى الرغم من مشاهدته لحالات إصابة ووفاة عديدة والتنبيه عليه من مسئول الاستاد بعدم تركه لعمله أو مغادرة الاستاد أو إطفاء الأنوار، لإتاحة الفرصة لجمهور النادى المصرى للاحتفال بالفوز، مما ساهم فى زيادة أعداد المصابين والوفيات.
وأكد الشاهد أن أحد المتهمين حصل على اللافته التى رفعها جمهور الأهلى، وكان مدون عليها جملة "بلد البالة مجبتش رجالة" بعد تعديه بالضرب على رافعيها، وأضاف أن بعض المتهمين قاموا بإلقاء المجنى عليهم من أعلى سور المدرج الشرقى، مما أدى لوفاتهم، كما اعتدوا على الجمهور بالأسلحة، وتم ضبط بعض المتهمين متلبسين بمحيط الاستاد، وقام بعض المتهمين بتسليم أنفسهم إلى النيابة، موضحا أن التحريات أثبتت أدوار المتهمين من الأول حتى الواحد وستين من أول النزول لأرض الملعب والتوجه صوب جمهور الأهلى والاعتداء عليهم بسبب الانتقام.