كل شخصين يحصلان على العلاج يقابلهما 5 آخرون يصابون بالمرض
كشفت تقديرات منظمة الصحة العالمية، عن وجود 33.4 مليون شخص يعيشون بفيروس العوز المناعي البشري، وفي مقابل كل شخصين يحصلان على العلاج هناك خمسة آخرون يصابون بالعدوى، فيما بلغ عدد حديثي الإصابة 2.5 مليون شخص، أما الذين توفوا بسبب المرض فقد بلغ عددهم 2.1 مليون، ويظل الإقليم الإفريقي الأكثر تأثرا من حيث حجم الإصابة بالفيروس عالميا حيث يستأثر بـ 68 في المائة من إجمالي عدد الحالات، وجاءت دول الخليج الأقل في الشرق الأوسط.
جاءت هذه الأرقام بحسب ما قاله الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، موضحاً - بمناسبة احتفاء دول العالم باليوم العالمي لمرض الإيدز الذي يصادف الأول من كانون الأول (ديسمبر) المقبل - أن معدلات الإصابة بالعدوى بين السكان في دول مجلس التعاون الخليجي هي الأقل بين دول إقليم شرق المتوسط وتتراوح ما بين 0.15 و1.95 لكل 100 ألف نسمة، لكن وجود عدد من العوامل غير المواتية، والسلوكيات الخطرة أوجبت الحاجة إلى وضع أولويات واتخاذ إجراءات لكبح حدوث وانتشار الوباء على نطاق واسع، ويرجع الخوف من انتشار وباء فيروس نقص المناعة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى الممارسات، والسلوكيات الخطرة لدى بعض شرائح السكان، وانخفاض مستوى المعرفة العامة حول فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، و ارتفاع نسبة الهجرة وتنقل الناس، و التحولات الاجتماعية المهمة المرتبطة بالتنمية من المدن الكبرى، وزيادة استخدام المخدرات عن طريق الحقن، والعمالة الوافدة المصابة من البلدان الموبوءة.
وكشف أنه بالنظر لحجم المشكلة وآثارها التنموية فليس هناك جهة واحدة أو قطاع معين أو أفراد بعينهم مسؤولون عنه، بل إن المشكلة عامة تتناول مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية وبالتالي فهي مسؤولية كل فرد ومهمة الجميع، وأن نجاحاً يراد له أن يتحقق في أسس المكافحة يتطلب تضافر جهود كل المعنيين فيما سلفت الإشارة إليه من تخطيط وتعليم وتوعية ووقاية وعلاج، وكذا أفراد المجتمع بأسره.
وذكر أن وزارات صحة مجلس التعاون انتهجت استراتيجية خليجية لمكافحة الإيدز تضمنت قرارات المجلس وتوصيات هيئته التنفيذية بالعديد من الإجراءات للحد من انتشار هذا الوباء مثل: إيقاف استيراد الدم من الخارج، المراقبة والفحص الطبي الشامل لكافة العاملين القادمين للعمل في دول المجلس ضمن برنامجها الكبير "فحص العمالة الوافدة"، وتكثيف جهود التوعية عبر مرافقها المختلفة وتقوية الوازع الديني خاصة بين الشباب وتنمية المفاهيم الأخلاقية للحياة، نشر الوعي الصحي بطرق الوقاية منه ومكافحته وتجنب عدواه، والإقلال من مدى تأثر المصابين بالعدوى من مضاعفات المرض، التخفيف من تأثير المرض على حياة المصابين بعدواه نفسياً واجتماعياً ورعايتهم طبياً ونفسياً واجتماعياً، والدعوة إلى نبذ الوصم وعزلة المصابين، وتيسير الحصول على الأدوية ومداومة استعمالها، والمساعدة على تكثيف الأبحاث لاستحداث لقاحات أو علاجات فعالة للمرض، وضمان مأمونية نقل الدم ومشتقاته، وتطبيق الفحص المخبري لخلو العمالة الوافدة إلى دول المجلس من المرض.
ولفت إلى أنه جرى تيسير إجراء الفحص الطوعي بين الفئات المعرضة لخطر العدوى مع إلزام المقدمين على الزواج بإجراء اختبارات الإيدز، إضافة إلى الفحوص الأخرى للأمراض المنقولة جنسياً والأمراض الوراثية، الاهتمام بتقوية العلاقات الزوجية الشرعية، وممارسة طرق الحقن المأمونة وتعميم استعمال المحاقن ذات الاستعمال المفرد، ومعالجة الأمراض المرتبطة بالإيدز مثل الأمراض الأخرى المنقولة جنسياً.
وبين الدكتور خوجة أن المكتب التنفيذي وبالتعاون مع وزارات الصحة في دول مجلس التعاون ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب اليونيسيف قاموا بعقد عدد من حلقات العمل الخليجية ضمت مشاركين من هذه الوزارات والمعنيين بجهود مكافحة المرض من وزارات الصحة والجهات الحكومية الأخرى والمنظمات غير الحكومية من كل دولة من دول المجلس. وذكر أن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء صحة الخليج تبنى مبادرة مكافحة الإيدز كإحدى أولويات وزارات الصحة في الخليج أسوة بما تم في مبادرة التخلص من مرض السل والحصبة، وتشكيل لجنة خليجية متخصصة ببرنامج مكافحة الإيدز.
السعوديون المصابون بالإيدز أعمارهم بين 15 و45 عاما
بلغت الفئة العمرية للسعوديين المصابين بمرض الإيدز الذين تم اكتشاف إصابتهم خلال عام 2010م بين 15و49 عاماً، يمثلون 83 في المائة من إجمالي الحالات، حيث بلغ عددهم 362 حالة من أصل 439.
وانخفضت الحالات المكتشفة لمرضى الإيدز بين السعوديين في عام 2010 بنسبة تقل بـ 9 في المائة عن الحالات المكتشفة لعام 2009م، وبنسبة 13 في المائة عن الحالات المكتشفة لعام 2008م، حيث تم اكتشاف 1121 حالة إيدز جديدة عام 2010م.
وأوضح الدكتور زياد بن أحمد ميمش وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي، أن عدد السعوديين شكل 439 حالة، وغير السعوديين 682 حالة.
جاء ذلك خلال انعقاد الملتقى السعودي لاتحاد الدول العربية في مكافحة الإيدز الذي تنظمه المملكة تحت رعاية الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة وزير الصحة والرئيس التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب أمس، بمشاركة خبراء وشخصيات عالمية وإقليمية ومحلية متميزة في مجال مكافحة الإيدز من مؤسسات صحية ومنظمات دولية وعربية. ويستمر الملتقى لمدة خمسة أيام. وذكر الدكتور ميمش، أن العدد التراكمي لجميع الحالات المكتشفة إصابتها بالإيدز منذ بداية عام 1984 وحتى نهاية عام 2010م، بلغ 16334 حالة منها 4458 سعودي، و11876 غير سعودي. ويلاحظ أن نسبة غير السعوديين تمثل ثلاثة أضعاف تقريباً مقارنةً بالسعوديين. وبلغت نسبة الرجال إلى النساء وسط الحالات المكتشفات والمسجلة من السعوديين خلال عام 2010م 1.4 تقريباً، وهذه تتطابق مع نمط التوزيع الجنسي المعروف عن المرض في المملكة للأعوام السابقة. وما زالت أغلب الحالات المكتشفة بين الرجال. وأفاد أن البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز قام بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتوعية بآثار وأخطار مرض الإيدز بالتعاون مع قطاعات حكومية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني الناشطة في هذا المجال. وأشار إلى أنه كان لتشغيل البرنامج لمراكز الفحص الطوعي في مدن المملكة كبير الأثر في زيادة اكتشاف الحالات الكامنة في المجتمع، وتقديم الرعاية الطبية والمعالجة بأحدث الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية المسببة للمرض من قبل فريق متكامل من الأطباء والكوادر الطبية الأخرى الذين تم تدريبهم بكفاءة عالية على آخر ما توصل إليه العلم في مجال علاج مصابي ومرضى الإيدز.
مخاوف من تضاعف أعداد المصابين بالإيدز نهاية 2011
لم يخفِ متخصصون مخاوفهم من تضاعف أعداد المصابين بمرض الإيدز في نهاية 2011، إضافة إلى السنوات التي تليها.
وقال الدكتور رياض الخليف، عضو جمعية "مناعة": إن أعداد المصابين بالإيدز قابلة للزيادة خلال سنوات، ولن تبدأ في الانخفاض إلا بعد اكتمال التوعية والإرشاد بشكل واضح، إضافة إلى استيعاب الشباب لتلك المعلومات وتقبلها.
فيما توقع الدكتور عادل بن فهد العثمان، عضو الجمعية، أن يصل عدد حالات مرضى الإيدز في السعودية إلى أكثر من خمسة آلاف في نهاية العام الجاري 2011.
إلى ذلك، استقبلت عيادة "مناعة" للاستشارات الطبية أمس جميع فئات المجتمع لتقديم جميع المعلومات والإرشادات حول مرض نقص المناعة الإيدز، وذلك بمشاركة نخبة من الأطباء المتخصصين في مرض الإيدز.
وتعتبر العيادة إحدى الفعاليات التي تقدمها الجمعية الخيرية لرعاية مرضى الإيدز في الرياض "مناعة" المصاحبة للحملة التثقيفية المكثفة التي تطلقها الجمعية لتوعية المجتمع، خاصة الشباب للتعريف بمرض الإيدز وطبيعته وكيفية تحصين الجميع منه، في خطوة لتحجيم انتشاره وحصره في أضيف نطاق.
من جهته، ذكر عبد الله بن سليمان المقيرن، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن الحملة تنطلق بالتزامن مع اليوم العالمي للإيدز، معربا عن أمله في أن تحقق الحملة غايتها بزيادة وعي المجتمع بمخاطر المرض وطريقة الوقاية منه، إضافة إلى التعامل مع المصابين، مؤكدا أن اليوم العالمي للإيدز فرصة مناسبة للجمعية لتكثيف فعالياتها التوعوية.
«تويته» عالمية لتصفير الإيدز في عام 2016
اجتمع مغردو العالم أمس في هاش تاج فيما سموه باليوم العالمي للإيدز، محتفلين بإعلان أمريكا جديا اقتراب نهاية الوباء، معلنين تضامنهم بوضع الشارة الحمراء على علم أمريكا وعلى صورهم الشخصية تضامنا مع المصابين، مخصصين لهم هدفا بأن يكون عدد الأطفال المولودين بهذا المرض صفرا في 2016 وهم الآن نحو ألف طفل كل يوم، وتسجيل حالات صفرية للتمييز ضد المرضى وحالات وفاة صفرية متعلقة بالإيدز، مطالبين كل مغرد بأن يقدم جزءا من وقته اليوم لدعم مرضى الإيدز أو مشاهدة الأفلام القصيرة والمقالات التي تتحدث عن المرض. لكن المغردين العرب كانوا في غياب تام عن هذه الحملة وهذا الدعم، ومع غياب أرقام فعلية للمصابين بالمرض في العالم العربي أعلنت ''إندبندنت'' في إحصائية أمس في صفحتها الأولى أن مرض الإيدز يقتل نحو 30 مليون مريض سنويا حول العالم ويتعايش معه 34 مليون مريض اليوم، مبينة أن نحو 60 في المائة من الفتيات والسيدات في إفريقيا مصابات بالمرض، وصرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس بأن علينا ألا نضيع هذه اللحظة التاريخية حيث إن تحقيق جيل خال من المرض أصبح الآن ممكنا وعلينا فقط أن نتخيل العالم كيف سيكون عند تحقيق هذا الإنجاز، قائلة: أصبحت لدينا القدرة على إعطاء حياة أطول ومستقبل لملايين البشر اليوم من خلال أول لقاح مقاوم للإيدز ''البيبفار''، مؤكدة أنهم اليوم يستثمرون في أبحاث لدراسة اللقاح الذي يعطي السيدات القوة لحماية أنفسهن، قائلة بشكل نهائي: إن فيروس مرض نقص المناعة المكتسبة قد يكون معنا مستقبلا لكن المرض يجب ألا يكون، مؤكدة أن أمريكا تتحدث جديا عن نهاية الوباء الشهير.