ابتعد عن التوبيخ .. هون من أخطاء الآخرين لتحقق هدفك .. ؟؟
تخيل إذا قلت لطفلك أو زوجتك أو موظفك إنه أحمق عند ارتكابه للخطأ ، وأنه لا يملك أية ميزة أو مواهب ، لاشك أن التوبيخ يغتال فيه جميع الآمال والطموحات والحوافز ولن يتقدم قيد أملة للأمام .
التحفيز هو ببساطة أي قول أو فعل يصل بالآخر إلى حالة من الشغف والسعادة والإقبال على الأعمال وإنجاز الأهداف، وذلك من خلال مجموعة من الدوافع للحث على عمل شيء ما.
ومن ثم فإن الشخص الناجح سواء كان مدير العمل أو صديق هو القادر على إيجاد تلك الدوافع عند أتباعه أو على الأقل تذكيهم بها، ومن ثم تحفيزهم من أجل إتقان وسرعة إنجاز الأهداف أيا كانت.
لذا كن مسرفا في تشجيعك وتحفيزك للآخرين ، ودع الشخص الآخر يشعر دائما بثقته بنفسه ، وقدرته على إظهار مواهبه.. هذه النصيحة يقدمها لكِ ديل كارينجي صاحب أكثر الكتب مبيعاً في العالم.
يقول ديل كارينجي في كتابه "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فى الناس" : منذ فترة قصيرة كان لي صديق يبلغ الأربعين من العمر ، وقد خطب فتاة رقيقة ، طلبت منه أن يتعلم أصول الرقص في قاعات الديسكو ، ولأن صديقي كان خاملاً ولم يكن قد سبق له ممارسة هذا الرقص من قبل فقد عانى كثيرا على يد المدربين الذين أحضرتهم له خطيبته ، وفى نهاية الأمر تعلم الرقص بمهارة .. حين حضر مدرب جديد أخبرته عند أول لقاء جمعهما أنه رشيق القوام يتحلى بذكاء بارع وسوف يكون أمهر الراقصين فى البلاد ، وكانت هذه الكلمات بمثابة قوة سحرية جعلت من هذا الصديق راقصا لا يشق له غبار ، تتباري الفتيات على مشاركته الرقص بعد ان كن يتهربن منه فى السابق.
ابحث عن المزايا :
لذلك كن مسرفاً في إظهار مزايا الآخرين حتى لو لم تجد، فالتشجيع والتحفيز يملكان القدرة على إيجادها وإظهارها ، ويسترسل كارينجي في سرد الأمثلة قائلاً : " كان صديقي "لويل توماس" فنانا متميزاً في العلاقات الإنسانية لأنه يعمل دائما على بناء شخصيتك ويمنحك الثقة والشجاعة، واذكر أنى قضيت معه ذات مرة عطلت نهاية الأسبوع ، وذات مرة طلب منى أن ألعب معه "البريدج" ، ولم أكن اعلم شيئاً عن هذه اللعبة ، ولا حتى قواعدها وأصولها ، ولكنه رفض حجتي قائلاً : "لماذا يا عزيزي ، لا يوجد في الأمر أيه أسرار ، فهي لعبة لا تحتاج إلا الذاكرة والتفكير .. وأنت على ما اذكر كتبت مرة عن الذاكرة وعلاقتها بالبريدج ، ولهذا ستكون سهلة لك لأنها تناسب مواهبك "
واعترف أنى وجدت نفسي بعد دقائق من هذا التشجيع جالساً أمام طاولة "البريدج" لأول مرة نتيجة انه اخبرني بأني املك موهبة طبيعية ومن السهل على ممارسة هذه اللعبة.
هذه الواقعة تقودنا الى حكاية اللاعب "ديلي كالبرستون" نجم لعبة "البريدج" والذي ألف كتباً عديدة عن هذه اللعبة ترجمت للغات عديدة بيع منها حوالي مليون نسخة ، واخبرني هذا اللاعب حين أتى إلى الولايات المتحدة عام 1922 كان يرغب في العمل بالفلسفة وعلم الاجتماع إلا انه فشل ثم حاول العمل في بيع الفحم ففشل ايضاً ، ثم راح يعمل في بيع الألبان ، وكان الفشل من نصيبه مرة أخرى ، حتى التقي بسيدة تدعي "جوزفين ديلون" وارتبط بها ،فاحبها وتزوجها وعرضت عليه مشاركتها في لعبة "البريدج"، لكنه رفض لجهله بقواعد اللعبة ، ولكنها ألحت عليه ثم أخبرته أنه شديد الذكاء والنبوغ ، وبالمدح رضخ كالبرستون وراح يشاركها اللعب ، مرة بعد مرة حتى وجد نفسه بارعا لا يفوقه أحد فيها ، وسرعان ما خاض بطولات على مستوى الولايات المتحدة كان هو الفائز الأول ، ثم خاض مسابقات دولية تصدر قائمتها حتى أصبح بالفعل أشهر لامع في لعبة "البريدج" على مستوى العالم ، وباع أكثر من مليون نسخة.
ويؤكد كارنيجي أن بضع كلمات مجانية لها مفعول الساحر تؤدي إلى إظهار مواهب الشخص الكامنة ، والتي كانت في حاجة شديدة لمن يكشف عنها الغطاء ، وحتى تتحول إلى حقيقة لذلك إذا أردت أن تغير الناس ، وتظهر مواهبهم الكامنة عليك أن تستخدم التشجيع والتحفيز ، على أن تجعل أخطاء الشخص لا قيمة لها .. ثم اجعل الشئ الذي ترغب أن يقوم الشخص الآخر به سهلا ويسيرا يعتمد على الذكاء والعبقرية.
تعليقات خفيفة :
نفس الطريقة لابد أن تتبعها الزوجة الذكية عند التعامل مع الزوج للتواصل الجيد بدلاً من إلقاء اللوم ، وخاصة عند شعور المرأة بالانزعاج وأنها تريد أن تتحدث عن مشكلة ما والتعبير عن مشاعرها بشكل يمكنها من إحراز الهدف من الحوار .
يشير البروفسير الأمريكي جون جراي في كتابه "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة - كتاب الأيام" إلى أنه من المفترض بشكل خاطئ أن تخبر الزوجة زوجها عن مشاعرها لأنها تعتقد بأنه مسئول عن مشاعرها السلبية وأنه موضع لوم ، وبما إنها منزعجة وتتحدث إليه ، فإنه يفترض أنها منزعجة بسببه ، وعندما تشتكي المرأة لا يسمع الرجل سوى اللوم ، لكن تستطيع المرأة أن تتعلم كيفية التعبير عن مشاعرها دون أن يبدو ذلك شبيها باللوم ، ولكن تطمئن الرجل أنه ليس موضع لوم عندما تقوم بالتعبير عن مشاعرها ، فيمكنها أن تتوقف عن الحديث بعد دقائق قليلة من المشاركة وتخبره بأنها تقدر كثيرا إنصاته إليها.. ويمكنها ان تستخدم بعض العبارات والتعليقات الآتية :
- أنا سعيدة بالفعل لأنني استطيع الحديث عن ذلك.
- إن التحدث عن الأمر يجعلني أشعر بأني أفضل.
- أنا أشعر بالتحرر لأنني أتحدث عن هذا الأمر.
- أشعر بسعادة حقيقية أنني أستطيع أن أشتكي من هذا الأمر ، إن ذلك يجعلني أشعر باني أفضل.
- والآن بعد أن تحدثنا عن الأمر ، أشعر بأني أفضل حالاً .. شكرا لك.. فهذا التغير البسيط يصنع اختلافا كبيرا.