عرفنا حالته فى ناحية قربه أو بعده أو توسطه لم يتغير شىء من طريقة إعراب الأسماء السابقة. فإن وجد فى آخر واحد منها كاف الخطاب الدالة على التوسط (نحو ذاك... هناك) قيل فيها: "الكاف" حرف خطاب، مبنى لا محل له من الإعراب. وإن وجد معها لام البعد أحياناً، مثل: "ذلك" - وهذه اللام لا توجد منفردة عن الكاف - كما أشرنا - قيل فيها: اللام حرف للبعد، مبنى على الكسر فى نحو: ذلك، وعلى السكون فى نحو: تَلْك... لا محل لها من الإعراب. وإن وجد فى أول اسم الإشارة "ها" التى للتنبيه؛ مثل: "هذا" قيل فيها: حرف تنبيه مبنى على السكون لا محل له. (مع ملاحظة أن الكاف بعد كلمة: "هنا" حرف خطاب لا يتصرف مطلقًا فهو مبنى على الفتح دائمًا، أما بعد غيرها فيجوز أن تتصرفإذا عرفنا حالته فى ناحية قربه أو بعده أو توسطه لم يتغير شىء من طريقة إعراب الأسماء السابقة. فإن وجد فى آخر واحد منها كاف الخطاب الدالة على التوسط (نحو ذاك... هناك) قيل فيها: "الكاف" حرف خطاب، مبنى لا محل له من الإعراب. وإن وجد معها لام البعد أحياناً، مثل: "ذلك" - وهذه اللام لا توجد منفردة عن الكاف - كما أشرنا - قيل فيها: اللام حرف للبعد، مبنى على الكسر فى نحو: ذلك، وعلى السكون فى نحو: تَلْك... لا محل لها من الإعراب. وإن وجد فى أول اسم الإشارة "ها" التى للتنبيه؛ مثل: "هذا" قيل فيها: حرف تنبيه مبنى على السكون لا محل له. (مع ملاحظة أن الكاف بعد كلمة: "هنا" حرف خطاب لا يتصرف مطلقًا فهو مبنى على الفتح دائمًا، أما بعد غيرها فيجوز أن تتصرف
عند اختيار اسم من أسماء الإشارة لا بد أن نعرف أولا: 1 حالة المشار إليه من ناحية: (إفراده، أو: تثنيته، أو: جمعه) و (تذكيره، أو تأنيثه) (عقله، وعدم عقله) ثم نعرف ثانيًا: حالته من ناحية: (قربه، توسطه، أو بعده).
فإذا عرفنا حالته من النواحى الأولى تخيرنا له من أسماء الإشارة ما يناسب؛ فالمشار إليه إن كان مفردًا مذكراً - عاقلا أو غير عاقل - كرجل وباب، نختار له: "ذا"، مثل: ذا رجل أديب، ذا باب مُحكَم. فكلمة "ذا" اسم إشارة، مبنى على السكون فى محل رفع، لأنها مبتدأ فى هذه الجملة، وقد تكون فى محل نصب أو جرّ فى جملة أخرى، فمثال محلها المنصوب: نجح العلماء فى إرسال القذائف إلى القمر؛ فنزلت على سطحه، وإن ذا من عجائب العلم. وقول الشاعر:
*أيها الناس، إن ذا العصرَ عصُر الـ * ـعلْم، والجدّ فى العلا، والجهاد*
ومثلها محلها المجرور قول الآخر:
*ولسْتُ بإمَّعَةٍ فى الرجالِ * أسائل عن ذا، وذا، ما الخبر؟*
فهى مبنية دائمًا. ولكنها فى محل رفع، أو نصب، أو جر، على حسب موقعها من الجمل.
وإن كان المشار إليه مفردة، مؤنثة عاقلة أو غير عاقلة - مثل: فتاة وحديقة - فاسم الإشارة المناسب لها هو: "ذى" أو إحدى أخواتها مثل: ذى غرفة بديعة - ذى فتاة ما هِرة ... وهى اسم إشارة مبنية دائمًا على السكون فى محل رفع، لأنها مبتدأ، هنا، أما فى جملة أخرى فمبنية أيضاً، ولكن فى محل رفع، أو نصب، أو جرّ، على حسب موقعها من الجملة.
وإن كان المشار إليه مثنى مذكرًا - للعاقل أو غيره - مثل: فارسين - وقلمين - فاسم الإشارة المناسب له: "ذَان" رفعًا، و "ذَيْن" نصبًا وجرا؛ فيعرب كالمثنى؛ تقول: ذان فارسان، حاكيت ذَيْن الفارسين، اقتديت بذين الفارسين - ذان قلمان جميلان، اشتريت ذَيْن القلمين، كتبت بذين القلمين؛ فاسم الإشارة هنا معرب مرفوع بالألف فى حالة الرفع، ومنصوب ومجرور بالياء فى حالتى النصب والجر. وكذا فى كل جملة تشبه هذه.
فإن كان المشار إليه مثنى مؤنثًا - للعاقل أو غيره - (ومنه: فصيحتان، وردتان...). فاسم الإشارة الذى يناسبه هو: "تانِ" رفعًا، و"تَيْنِ" نصبًا وجرًّا، فيُعرب إعراب المثنى؛ تقول: تان فصيحتان، إن تين فصيحتان، أصغيت إلى تَيْن الفصيحتين. وتانٍ وردتان - شمِمْت تَيْن الوردتين، حرَصت على تَيْن الوردتين؛ فاسم الإشارة هنا كسابقه - معرب إعراب المثنى. وكذا فى كل جملة أخرى.
وإن كان جمعًا للعاقل أو غيره مثل: الطلاب - الأبواب - أتينا باسم الإشارة المناسب؛ وهو "أولاء" ممدودة أو مقصورة، تقول: أولاء الطلاب نابهون، أولاء الأبواب مفتحة. واسم الإشارة هنا ممدود مبنى على الكسر فى محل رفع؛ لأنه مبتدأ.أما فى جملة أخرى فيكون مبنيًّا أيضًا ولكنه فى محل رفع، أو نصب، أو جر على حسب موقعة من الجملة التى يكون فيها: ومثله: "أُولَى" المقصورة. إلا أنها فى جميع أحوالها مبنية على السكون فى محل رفع أو نصب أو جر على حسب موقعها من الجملة.
وإن كان المشار إليه مكاناً أتينا بكلمة: "هُنَا" وهى إشارة وظرف مكان معًا فهى مبنية على السكون - أو غيره على حسب لغاتها - فى محل نصب؛ لأنها ظرف غير متصرف - كما سلف - تقول؛ هنا موظف العلم؛ أى: فى هذا المكان. وقد يكون قبلها "ها" التى للتنبيه وحدها، نحو: ها هنا، أو هى والكاف المفتوحة نحو: ها هناك. وقد يلحقها الكاف واللام معًا بشرط عدم وجود "ها" التى للتنبيه.
ومثلها. "ثَمّ" فهى اسم إشارة للبعد وظرف مكان معًا - ولا يتصرف -، مبنية على الفتح فى محل نصب تقول: ثَمَّ مَقَر السماحة. أى: هنالك. ويجوز أن تلحقها تاء التأنيث المفتوحة فتقول: ثَمَّةَ ميدان للتسابق الأدبى. ولما كانت "ثمّ" تفيد البعد بنفسها لم يكن هنا داع لأن تلحقها الكاف ولا اللام.
ومما تقدم نعلم:
أن كل مشار إليه له اسم إشارة يناسبه؛ وكل اسم إشارة مقصور على مشار إليه بعينه، وأن جميع أسماء الإشارة مبنية؛ إما على السكون أو غيره، ولكنها فى محل رفع، أو نصب، أو جر على حسب تصرفها، وموقعها من الجملة. وليس فيها معرب إلا كلمتان؛ هما "ذان" للمذكر المثنى "وتان" للمؤنث المثنى؛ فيعربان إعراب المثنى؛ فيرفعان بالألف، وينصبان ويجران بالياء، ومع أنهما معربان، فإنهما لا يضافان - كما سبق - فشأنهما فى ذلك كشأن المبنى من أسماء الإشارة؛ لا يجوز إضافة شىء منه مطلقًا.
وبسبب دلالتها على المكان مع الإشارة دخلت فى عِدَاد ظروف المكان أيضًا، فهى اسم إشارة وظرفُ مكان معًا وهى ظرف مكان لا ينصرف، فلا تقع فاعلا، ولا مفعولا، ولا مبتدأ، ولا غير هذا مما لا يكون ظرف مكان. ولا تخرج عن الظرفية إلا لشبه الظرفية، وهو معها الجر بالحرف "مِنْ" أو "إلى"، نحو: سرت من هنا إلى هناك.
فإذا زاد على آخرها الكاف المفتوحة للخطاب وحدها أو مع "ها" التنبيه صارت مع الظرفية اسم إشارة للمكان المتوسط؛ مثل: هنا، أو: "ها هناك" فى الحديقة الفواكه. وإن اتصل بآخرها كاف الخطاب المفتوحة واللام صارت مع الظرفية اسم إشارة للمكان البعيد؛ مثل: هنالك فى الصعيد أبدع الآثار. وفى هذه الصورة تمتنع "ها" التنبيه، لأن "ها" التنبيه لا تجتمع مع لام البعد - كما أشرنا -.
وقد يدخل على صيغتها بعض تغيير، فتصير اسم إشارة للمكان البعيد؛ من ذلك، هَنَّا، هِنَّا، هَنَّتْ - هِنَّت... فهذه لغات فيها، وكلها تفيد مع الظرفية الإشارة للمكان البعيد.
وأما الأخرى: "ثَمّ" فاسم إشارة إلى المكان البعيد؛ مثل: تأمل النجوم فثَم الجلال والعظمة. وهى كسابقتها ظرف مكان لا يتصرف، إلا أن "ثَمَّ" للبعيد خاصة، ولا تلحقها "ها" التنبيه" ولا كاف الخطاب، وهما اللذان قد يلحقان نظيرتها. وقد تلحقها - دون نظيرتها - تاء التأنيث المضبوطة - غالبًا - بالفتح؛ فيقال ثَمَّة.
ومما تقدم نعلم أن المكان باعتباره وعاء، أىْ: ظرفًا - يقع فيه أمر من الأمور ومعنى من المعنى - قد اختص وحده باسمين من أسماء الإشارة؛ فلا يشار إليه باعتباره وعاء وظرفا إلا بواحد منهما. ومن أجل هذا كانا فى محل نصب على الظرفية لا يفارقها أحدهما إلا إلى الجر بمن أو إلى. أما بقية أسماء الإشارة فتصلح لكل مشار إليه، مكانًا أو غير مكان. إلا أن المشار إليه إذا كان مكانًا فإنه لا يعتبر ظرفًا؛ مثل هذا المكان طيب، وتلك بقعة جميلة، فكل واحدة من كلمتى: "مكان"، و"بقعة" مشار إليه، دال على المكان، ولكنه لا يسمى ظرفًا.