Øبيبة الرØمن المشرفين
عدد المساهمات : 1575 تاريخ التسجيل : 09/03/2012 الموقع : سجادتى
| موضوع: منارات في حياة الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه الإثنين مايو 28, 2012 3:35 pm | |
| منارات في حياة الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه هو إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة، وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني، حليف بني تيم من قريش، فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة. أمه عالية بنت شريك الأزدية، ولد عام موت الصحابي الجليل أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 93 للهجرة النبوية الشريفة، وتوفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة.
نبغ في العلم وتأهل للفتيا والتعليم وله إحدى وعشرون سنة، فكان مقصد الطلبة من كل أقطار المسلمين. وكانت له الأولوية في تصنيف الصحيح من السنة النبوية بتأليفه "الموطأ"، والأولوية في تنزيلها على واقع الحياة الفردية للمسلم برسالته إلى هارون الرشيد، والأولوية في الدفاع عن عقيدة السلف الصالح والمحافظة على صفائها في مواجهة الفرق الضالة مجسمة ومؤلة ومعطلة وباطنية.
وقال عنه أكثر أئمة السنة أنه المعني بقوله صلى الله عليه وسلم ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة). قال العلامة محمد حبيب الله بن ما يأبي الجكني في أبيات نظمها: أول من ألف في الصحيح * مالك الإمـام في الصحيح قال ابن عيينة "مالك عالم أهل الحجاز وهو حجة زمانه"؛ وقال عنه أيضا:" كان مالك لا يبلغ من الحديث إلا صحيحا ولا يحدث إلا عن ثقة، ما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موته" يعني من العلم. وقال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم. ولم يكن بالمدينة عالم من بعد التابعين يشبه مالكا في العلم والفقه والجلالة والحفظ، فقد كان بها بعد الصحابة مثل سعيد بن المسيب والفقهاء السبعة والقاسم وسالم وعكرمة ونافع وطبقتهم ثم زيد بن أسلم وابن شهاب وأبي الزناد ويحيى بن سعيد وصفوان بن سليم وربيعة بن أبي عبد الرحمن وطبقتهم، فلما تفانوا اشتهر بها ذكر مالك وابن أبي ذئب وعبد العزيز بن الماجشون وسليمان بن بلال وفليح بن سليمان وأقرانهم، وكان مالك هو المقدم فيهم على الإطلاق.
موقف الإمام مالك من المذهبية:
روى أبو مصعب قال: سمعت مالكا يقول دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين وقد نزل على فرش له، وإذا على بساطه دابتان ما تروثان ولا تبولان، وجاء صبي يخرج ثم يرجع فقال لي: أتدري من هذا؟ قلت: لا، قال: هذا ابني وإنما يفزع من هيبتك، ثم ساءلني عن أشياء منها حلال ومنها حرام ثم قال لي: أنت والله أعقل الناس وأعلم الناس، قلت: لا والله يا أمير المؤمنين، قال: بلى ولكنك تكتم، ثم قال: والله لئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف ولأبعثن به إلى الآفاق فلأحملهنم عليه، فقال مالك: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإن أصحاب رسول تفرقوا في الأمصار وإن تفعل تكن فتنة.
موقف الإمام مالك من البدع
قال ابن الماجشون[1]: سمعت مالكا يقول : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، لأن الله يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ المائدة 3، فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً . قال الإمام مالك رحمه الله[2]:" من ابتدع بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله تعالى يقول:﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ المائدة 3، وقال:" لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا ".
عقيدة الإمام مالك:
يروي يحيى ابن خلف الطرسوسي وكان من ثقات المسلمين قال: كنت عند مالك فدخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق اقتلوه، فقال: يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاما سمعته، قال: إنما سمعته منك، وعظم هذا القول. ويروى عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول لرجل سأله عن القدر: نعم قال الله تعالى:﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ﴾السجدة13. وقال جعفر بن عبد الله كنا عند مالك فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الله ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ طه 5، كيف استوى؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرضاء ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال: "الكيف منه غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة" وأمر به فأخرج. وفي رواية أخرى قال:" ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ طه 5، كما وصف نفسه ولا يقال له كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة، أخرجوه".
محنة الإمام مالك
ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك: "يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قوما فقال ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾ الحجرات2 ، ومدح قوما فقال ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ الحجرات 3، وذم قوما فقال ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ الحجرات 4، وإن حرمته ميتا كحرمته حيا"، فاستكان لها أبو جعفر.[3]
تعرض الإمام مالك لمحنة وبلاء بسبب حسد ووشاية بينه وبين والي المدينة جعفر بن سليمان ويروى أنه ضرب بالسياط حتى أثر ذلك على يده، قال إبراهيم بن حماد: إنه كان ينظر إلى مالك إذا أقيم من مجلسه حمل يده بالأخرى، ويقول الواقدي: لما ولي جعفر بن سليمان المدينة سعوا بمالك إليه وكثروا عليه عنده وقالوا: لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء، وهو يأخذ بحديث رواه عن ثابت بن الأحنف في طلاق المكره أنه لا يجوز عنده[4]، قال فغضب جعفر فدعا بمالك فاحتج عليه بما رفع إليه عنه فأمر بتجريده وضربه بالسياط وجبذت يده حتى انخلعت من كتفه وارتكب منه أمر عظيم.
عن موقع مركز الشرق العربي
| |
|