محمد فودة
يكتب
ارفعوا أيديكم.. عن أحمد شفيق
أدهشنى هذا التدخل السافر فى إرادة المصريين والتشكيك فى اختيارهم، جاء ذلك من جانب مجموعة من الفضائيات خاصة قناة «الجزيرة» القطرية التى انهالت بالنقد ضد كل من اختار الفريق أحمد شفيق بل تنحاز بصورة واضحة لرأى دون الآخر، وتسنضيف كل من هو ضد شفيق فى تحايل غريب وتعنت واضح ضد انتخابات رئاسة الجمهورية التى جرت خلال يومى الأربعاء والخميس الماضيين، فى جو ديمقراطى غير مسبوق أثبتت فيه قوى الشعب المصرى أنهم بالفعل فى نهضة جديدة وفى مناخ تولد فيه الحرية بشكل أكثر اكتمالاً ونضوجًا وحضارة.. المصريون اليوم يحصدون ثمار كفاحهم ووعيهم من خلال هذه الانتخابات النزيهة التى وفرت لها القوات المسلحة كل أساليب الديمقراطية الكاملة حتى صارت واحدة من أهم الانتخابات المصرية إن لم تكن أهمها على الإطلاق، ذلك أنها أصدق الانتخابات باعتراف كل المنظمات العالمية التى شاركت فى الانتخابات.. وعلى رأس هذه المنظمات، الرئيس الأمريكى السابق كارتر الذى أكد أن الانتخابات فى مصر سليمة مائة فى المائة ولم يشبها أية انحرافات أو تزوير على الإطلاق.
بل قال «كارتر»: «إن هذه الانتخابات من أهم وأشرف الانتخابات التى حضرتها فى حياتى».
وهذه حالة لم تعرفها مصر من قبل على مدى تاريخها تقريبًا.. لقد كانت الانتخابات المصرية دائمًا مثار سخرية وانحراف، واليوم لابد أن نعترف أن الثورة المصرية والشهداء الذين راحوا ضحية نضالهم ضد القهر.. هم الذين رسموا طريقًا جديداً لمصر، فالمصرى حاليا من حقه أن يختار بحرية وإرادة ودون تدخل من أحد ودون قهر وبقناعة كبيرة أن المستقبل أفضل طالما هناك حوار ورأى آخر.. ولكن هذا فى جانب وفى الجانب الآخر نجد البلبلة التى تحاول أن تؤكدها قناة الجزيرة.. وكلها ضد رأى الشارع المصرى وهو الذى ينتصر فى النهاية.. وحينما أتجول لأعرف رأى الناس والبسطاء هنا وهناك.. أرى أن الغالبية العظمى تصر على هدف واحد هو عودة الأمن والاستقرار ومواصلة العمل بجهد وجد لزيادة الإنتاج وفتح المجالات للسياحة الخارجية والسياحة الداخلية.. وكل هذا لا يتحقق إلا من خلال رجل قوى ذى مواصفات تجمع بين الشجاعة وسرعة اتخاذ القرار.. والحكمة فى حسم الأمور، نحتاج اليوم إلى رجل يمكنه أن يعيد صياغة وطن تم تشتيته واستباحت الفوضى كل شىء فيه.
وبعد أن كانت مصر بلد الأمان والهدوء والاستقرار صارت بلد الانقسامات والفزع والشوارع الخائفة.. وهؤلاء البسطاء فى القرى الهادئة التى هجم عليها البلطجية واستباحوها يحتاجون اليوم إلى حاكم قوى.. لقد عرفوا أنه لن يزول ذلك إلا من خلال قبضة رجل قوى.. هذا الرجل أرى أنه الفريق أحمد شفيق الذى لم يختلف عليه أحد.. ودخل سباق الإعادة بقوة وتفوق وبسالة.. تعجبنى كلمته الجادة وهو يعلن: «أنا مقاتل ولن أترك الساحة».. وخاصة بعد أن وجدنا هذا الإقبال الشعبى الجماهيرى الكاسح الذى أكد لنا أن الشعب يريد الاستقرار ولا يراهن على مجرد أوهام والاحتمالات، ولا يزايد على خيالات.. هذا التفوق الذى ظهر فى الجولة الأولى يؤكد تفوق «شفيق» فى الشارع المصرى والقرى والنجوع.. إن هذه النتيجة التى وصل إليها هى دليل واضح على وعى الشارع المصرى ويقظته والإحساس أن الوضع الراهن لمصر لا يحتمل المراهنة أو التجريب نحن فى حاجة إلى حسم الموقف وأن نلتف جميعًا حول كلمة سواء.. نحن مطمئنون اليوم أن الشعب قد عرف طريقه وخرج بوضوح حاملاً كرامته وإرادته فوق رأسه.. يريد أن يقرر مصير مصر ومستقبل أولادنا وإن غداً لناظره قريب.
ولابد أن يعرف الناس بعد هذه التجربة المهمة حتى لا نفسدها بأيدينا.. لابد أن نعرف كيف نحترم الصندوق فهو الحكم وهو الشرعية وهو رأى الجمهور.. وقد أدهشنى هذا التدخل السخيف فى إرادة الشعب ولا أعرف المصلحة من هذا الهجوم على رجل هو الذى اختاره الناس.. ارفعوا أيديكم عن أحمد شفيق.. واستكملوا التجربة حتى نهايتها بكل مواصفات الديمقراطية الحقيقية.. ولنحتكم جميعًا برأى الصندوق الذى هو رأى الشعب الذى هو رأى التاريخ.