يحكى أن ملكا كان يحكم دولة واسعة جدا. أراد هذا الملك يوما القيام برحلة برية طويلة. وخلال عودته وجد أن اقدامه تورمت بسبب المشي في الطرق الوعره، فأصدر مرسوما يقضي بتغطية كل شوارع المملكة بالجلد ،اقترب من أذنه أحد مستشاريه الأذكياء وقال له : مولاى أعتقد أنه من الأفضل أن نصنع لجلالتكم قطعة صغيرة من الجلد تضعها تحت قدميك فقط، وكانت هذه بداية صناعة نعل الأحذية.
ومن هذه القصة أقطف حكمة ....
فحينما يكون العالم غير مهيأ للسير فيه، فلا تحاول أن تغير من طبيعته ، فهذا ليس بالأمر السهل الهين ، بل غير من أساليبك ، فالتغيير حينما يكون في محيطك يكون ممكنا، وأكثر تأثيرا .
أما أن تحاول تغيير العالم ، وتطالبه بأن يعمل على التحرك وفق رؤيتك فهذا شيء صعب المنال .
يقول الرافعي في وحي القلم :
ألا ما أشبه الإنسان في الحياة بالسفينة في أمواج هذا البحر !
إن ارتفعت السفينة أو انخفضت أو مادت ، فليس ذلك منها وحدها ، بل مما حولها .
ولن تستطيع هذه السفينة أن تملك من قانون ما حولها شيئاً ، ولكن قانونها هي الثبات ، والتوازن والاهتداء إلى قصدها ونجاتها في قانونها .
فلا يعْتِبَنَّ الإنسان على الدنيا وأحكامها ، ولكن فليجتهد أن يحكم نفسه
أنت ربان حياتك وقائدها ، والأعاصير لم تأت يوما بأمر بشر ، ولم تذهب إرضاء لأحد ، نحن من نحدد الوجهة ، ونوجه الشراع ، ونختار الاتجاه .
حتى الذين كان لهم كلمة وأثر في تغيير بعض أحداث الحياة ، كانت سطوتهم أول الأمر ذاتية ، حتى إذا سيطروا على أنفسهم وملكوا زمامها ، حولوا وجهتهم إلى دائرة أوسع .. فأوسع .
أما أن تصارع العالم ، صارخا فيه أن يكون كما تريد فهذا وهم وجرأة قد تدفع ثمنها غاليا .
إشراقة :
مهما كانت حياتك قاسية، تعايش معها: لا تلعنها أو تسبها. لا تنشغل بمحاولة الحصول على أشياء جديدة... فالأشياء لا تتغير، بل نحن من يتغير... هنري دافيد ثورو
كن أنت التغيير الذى تريد
الكل يريد تغيير العالم ، لا أحد يريد تغيير نفسه ...