أول من درس النجوم وحركاتها رعاة البابليين , ,نقلة عنهم الأشوريون والمصريون , وسار إلى الهند والصين وانتشر بين الإغريق والرومان والعرب واشتهر من العرب (أبو مشعر) المتوفى عام 883م . وهو أول من تعلم علم النجوم عن الإغريق وترك فيه كتباً خالدة.
وقد نما وتقدم (علم النجوم) فى خلافة الرشيديين , واحتل مكانة بارزة فى بغداد واشتهر منهم خلاف أبو مشعر ثابت بن قرة , وأطلق لفظ (Astrology) على علم الكواكب تمييزاً عن علم الفلك (Astronomy) .
وفيما يلى البراهين القاطعة على صلة الكواكب بحياة الإنسان :
-بما أن الشمس هى مصدر الحياة لجميع المخلوقات , فلو اختفت لبضعة أسابيع هلك من على ظهر الأرض .
- تأثير القمر على الزرع والحصاد , وعلى مواسم تلقيح الحيوانات . وفائدته على الملاحة الجوية والبحرية , وتأثيره على المد والجزر ... إلخ .
وما يقال عن القمر يمكن قوله على بقية الكواكب التى يستعين بها المسافرون ليلاً فى البر أو البحر أو الجو ، ويكفى أن نذكر ما للقمر من أهمية فى (علم الجاذبية) الذى لولاه لما توصل إلى صناعة القذائف والصواريخ البعيدة المدى ، وغيرها من الأسلحة التى تهدد العالم .
تأثير الفصول الأربعة وهى ناتجة عن حركة الشمس والكواكب وتصرفاتها على أساس هذه الفصول التى يستحيل علينا تأخير أو تقديم أوقاتها أو تغيير أو منع تأثيرها .
والطريقة الوحيدة التى يعتمد عليها المتخصصون فى معرفة طالع أى إنسان هى معرفة تاريخ ميلاده (بالسنة , والشهر , واليوم , والساعة لآخر دقيقة) , مع العلم بأن فارق خمس دقائق فى هذا التاريخ ينتج عنه طالع بعيد عن الواقع , ويلزم لعمل هذا الطالع مجهوداً كبيراً جداً لا يتطرق الخلل إلى أى حساب فيه , أو تحويل الأوقات أومعرفة الكواكب , وأبعادها وغير ذلك .
نحن جزء من عالم متحرك متكامل ومن هنا فنحن متأثرون سلبا أو إيجابيا بما يدور حولنا.وهذة الماكنة الكونية الضخمة تتحرك أجزاؤها وتعمل وفق قوانين متناسقة ولأننا جزء منها فنحن نتحرك وفق قوانينها وحسب ما تمليه علينا اشتراطاتها.
خذ القمر مثلا ، هذا التابع الأرضي القريب منا والذي يدور في فلك أمه وأمنا الأرض. حين يكون القمر بدرا متكاملا يكون المدّ الأعظم. ترتفع المياه على سطح الكرة الأرضية بقياس ونسبة أعلى مما لو كان القمر في الربع الأول أو الربع الثاني. وبالقياس نفسه يكون الجزر الأدنى للمياه في البحار والمحيطات حين يكون القمر في المحاق ، أي حين يغيب عن الأرض كليا ليبدأ شهره الجديد.
لماذا ؟
علماء الفيزياء يقولون إنها الجاذبية التي تحكم المدّ والجزر بعلاقة مباشرة مع القمر.
ومثل آخر ...أو أمثلة أخرى كثيرة:
يتعكر مزاجنا حين تهب العواصف رملية أو ثلجية وتغيم سماؤنا الداخلية ونكون بائسين حين تكفهرّ السماء ونهرب إلى بيوتنا هلعا وخوفنا حين يكون زلزال أو يثور بركان أو تفيض أنهار وبحار...
أمزجتنا مرتبطة بغضب الأرض أو خوف السماء وما ينزل منها أو يكون تحت قبّتها...
ما دام الأمر كذلك فلماذا نعجب إذن من تأثير الكواكب علينا ، نحن البشر ؟ لماذا يستغرب أحد من تدخّل الشمس وعطارد والزهرة والقمر والمشتري وأورانوس والمريخ في حياتنا وتشكيل شخصياتنا؟