عند مفترق كل طريق أرى ذلك الوجه ·· أيكون مجرد كابوس مزعج!!
أصحو فزعاً من نومي ·· أراه يجرني إلى بئر مرعبة ·· ينطلق بي عبر بيداء لا نهاية لها ·· أسمع صوته عواء مخيفاً ·· تهتز أعصابي ·· أعرف أن أنيابه تتربص بي ·· يراود فكري دائماً ·· أحياناً يعيش الإنسان مكبلا بالسلاسل ولا يشعر بذلك ·· أغيب عن دوامته الفظيعة التي تدوخني ·· تجعل أعصابي مهترئة ·· أرى وجهي في المرآة غارقاً في الأرق ··خلفي واقفاً يبتسم بسخرية ·· يخرج لسانه ·· أغرق في بحار الدهشة والرعب ·· أحيانا أخاف أن أضعف ·· أهتز ·· أنزلق مثل مئات البشر في بئره الذي لا قرار له ·· أخشى أن أنهار ·· أتمتم في نفسي " لابد أن أرفض تدخله في حياتي " يصرخ في وجهي :
ـ إلى متى ستستمر مقاومتك ؟ سيأتي اليوم الذي تستسلم فيه ··أنصحك ألا تخدع ·· نفسك مقاومتك درب من العبث أو قل من الجنون ·
أسأل نفسك بأسى وشك :" أليست المقاومة أمراً مضحكاً·· سخيفاً "؟
غاب عني لفترة من الزمن ·· لست أدري أين كان ؟ أو لماذا غاب ؟ هذه المسألة لم أشغل نفسي بها ؛ حتى لا أتعب أعصابي ·· رأيته مرة أو مرتين بطريق المصادفة ·
لكن : عندما وجدت نفسي أمام قرار خطير في حياتي ·· عاد يتأملني بصمت ·· حاول أن يخترق فكري ·· عندما أحس بفشله بدأ يتكلم مستعيرا طريقة الواعظ الناصح، لكنه فشل أيضا ، لا يجد مني أذناً مصغية ·· حاصرني ·· أعصابي توترت ·· أعلم جيدا أنه لا يستطيع أن يضع لبنة فوق لبنة ، رغم وسامته وطريقته المعسولة في الاقناع ·
ما بالي اليوم أتركه يعبث بي !!
أنصت له وأنا أفكر ؛ أي القرارين أتخذ ؟! إنني ضائعة ·· تائهة·· يسخر من ترددي ·· فكري صار خيمة بلا أوتاد ·· تتغلغل إغراءاته داخلي بفظاعة ··أذرعه كأذرع الأخطبوط تعتصرني ·· صوته يهمس ·· يوسوس لي ·
أفقتُ ·· عدتُ إلى إيماني أكثر صلابة ·· اتخذت قراري ·· مع أول شعاع للشمس ·· وجدته يتقهقر ، رأيته يذوب ويذوب ·