أسرار أحلام الإنسان يمكن تسجيلها وعرضها في اليوم التالي، ولكن من اين تأتي هذه الصور المتحركة التي تغزو رأس الإنسان أثناء نومه؟
التجارب الشفهية لترجمة الأحلام قد رافقت الإنسان منذ القدم، ولكن التحليل العلمي للأحلام، بدأ بمحاولات العالم النمساوي سيغموند فرويد منذ زمن ليس ببعيد كثيرا، فقد أورد فرويد في كتابه «تحليل الأحلام»، أربعين حلما شخصيا، أثناء نومه، وبالارتباط بذلك، صاغ نظريته الشهيرة حول «الإدراك»، لكنه وإن كان يمتلك قدرة علمية تحليلية كبيرة، لم يستطع عرض هذه الأحلام بصورة دقيقة.
الطريق إلى عمق الروح
العلماء اليابانيون في المعهد المستقل ATR، اخترقوا حاجز الأسرار التي تحيط بأحلام البشر، وتوصلوا إلى امكانية عرض صور حية للأحلام بصورة مباشرة من دماغ الإنسان.
فمن خلال شاشة الحاسوب، اكتشفوا شكل الصور التي تدور في أحاسيس وأدمغة البشر أثناء النوم.
وقال العلماء «ان هذه الطريقة، تحدث لأول مرة في العالم، حيث يمكن عرض الصور التي يراها الإنسان مباشرة، خلال النشاط الذي يقوم به دماغه اثناء النوم. وبواسطة التكنولوجيا المستخدمة في هذا المجال، تتوفر امكانية تسجيل وعرض تلك الصور التي يتحسسها الناس اثناء نومهم بصورة عملية».
وقد توصل العلماء إلى طريقة لعرض الصور غير المعقدة، ولكن حسب ما صرحوا به، فإن هنالك محاولات لتطوير الأجهزة التكنولوجية القادرة على عرض هذه الصور بطريقة أكثرة دقة، ولكن ينبغي أن نعلم بأن مثل هذه التكنولوجيا لا تكون متيسرة الاستعمال لغلاء ثمنها.
اصطياد الإشارة العصبية
القاعدة ترتبط هنا بكيفية بناء التكنولوجيا القابلة لتحليل الأحلام، ومن ثم تحويلها إلى صور حية.
فحالما تتوجه العين للاحاطة بموضوع ما، فإن تفاصيل هذا الموضوع تنتقل عبر العين لتظهر في الدماغ على شكل صور متحركة، ثم يقوم الدماغ بتشكيل هذه الصور، وبثها إلى الأجهزة التكنولوجية الخاصة، فتظهر على الشاشة الصغيرة كما هي.
وقد نجح العلماء اليابانيون إلى حد الآن، باصطياد الإشارة الكهربائية التي تحتوي على الصور القابعة في شبكة أعصاب الدماغ، ومن ثم تحويلها إلى الحاسوب، الذي يقوم بصياغتها من جديد إلى صور حية.
واستخدم العلماء لهذا الغرض «سوفت وير» خاصا، وفر صورا حادة ومقروءة، ولكن الفترة التي سيتم فيها رسم هذه الصور وقراءتها بصورة أكثر دقة من السابق، تبدو قريبة للغاية.