في رمضان من كل عام تحلو مشاركة زوجي لي في كل شىء، في الصلاة وفي تجهيز الطعام قبل الإفطار مباشرة، وكذلك مشاركتي وجبتي الأكل الرئيسيتين الإفطار والسحور، ولكن في أحيان أخرى قد يتطاول كل منا على الآخر نظرا لضيق النفس وضعف البدن في ظل جوع وعطش شديدين، وقد أصبحنا نصوم هذا العام أكثر من خمسة عشرة ساعة يوميا..
ولأن رمضان هذا العام جاء بطعم التغيير بعد اختيارنا لأول رئيس للبلاد .. فقد قررت أن يكون هناك شيئا مختلفا بيننا.. وعندما جلست لأفكر توصلت لفكرة وضع دستور جديد لعلاقتنا الزوجية يبدأ العمل به في رمضان الحالي، ومن يدري ربما استطعنا تطبيقه باقي شهور السنة.
في بيوتنا.. الدستور أولا
تخيرت الوقت المناسب، وكان قبل السحور بساعة تقريبا.. كنا نجلس ونعد العدة للسحور ونتسامر في بعض الأمور المتعلقة بالأولاد.. لاحظ زوجي أنني أمسك بورقة وقلم في يدي وأنني أخط بقلمي بعض الأمور أثناء حديثي وسمري معه.. فسألني ماذا تفعلين؟ قلت له: ما رأيك أن نضع دستورا جديدا لحياتنا الزوجية.. تعرف أنني أحبك كثيرا ولا أريد لأي شىء أن يعكر صفو حياتنا.. وما كان من زوجي تحت ضغط كلماتي المعسولة إلا أن وافق على وضع دستورنا الجديد معا.
- كانت الفكرة الأولى أن نعلق ورقة الدستور على الحائط في مكان ظاهر وخاص في نفس الوقت، وبناء على ذلك اخترنا غرفة النوم الخاصة بنا لتعليق الدستور.
- اخترنا أيضا أن يكون هناك مجال للإضافة والتعديل كلما طرأت فكرة أو جد ظرف في حياتنا الزوجية.
- قررنا أن نتفق على كل بند من بنود الدستور على حدة وأن يكون وفقا لنقاش واحترام لرأي كل واحد منا للآخر.
- في حال اختلفنا أنا وزوجي قررنا العودة لصديق أو قريب نعرفه جيدا ونثق فيه ونستأمنه على أسرارنا الزوجية.
- وضعنا عنوانا لدستورنا الجديد وهو "الحب والصدق" فوق كل مشاكلنا.
- قررنا أن يكون هناك وقت خاص بنا نحن فقط لابد من تمضيته مع بعضنا البعض كزوج وزوجة، لأننا لاحظنا في الفترة الأخيرة أن الحياة المادية والأولاد يستنزفون كل ما تبقى منا للآخر.
- وضعنا جدولا للمناسبات والأعياد على ظهر ورقة الدستور.. وقررنا أن تكون هناك مفاجأة حميمية من كل منا للآخر.
- طلب زوجي أن أقدر عمله وتعبه وأن أترك له مساحة من الضيق والغضب أحيانا.. فوافقت.
- بدوري كزوجة لا يهنأ لها بال طيلة النهار بسبب كثرة العمل والجري وراء الأبناء.. طلبت منه أن يساعدني في بعض الأيام وأن يترك لي مجالا للتنفس.. وقال إن لي الحق في ذلك.
- قررنا معا أن تكون عائلة وأهل كل واحد منا محط احترام الآخر، وأن يكون هناك عدل في التعامل مع العائلتين سواء على مستوى الزيارات أو الضيافة أو التشاور معهم في أمر يخصنا.
- طلبت من زوجي أن يعتبرني صديقته.. وأنني سأساعده كي يعتمدني صديقة جيدة.. وبالتالي لن يحتاج لأن يفضفض لصديقاته أو حتى أصدقائه في العمل عن أي شىء متعلق بحياتنا الزوجية.
- بالنسبة للأبناء وهم بند هام داخل دستورنا الجديد.. فقد اتفقنا على التالي:
* أن نربيهم تربية سليمة مليئة بالحب والتفاهم.. وألا نصرخ في وجههم أبدا.
* أن تكون القرارات المتعلقة بهم مشاركة فيما بيننا وبينهم إذا سمح سنهم بذلك.
- اتفقنا على أنه لا يجوز أن تكون هناك قرارات ديكتاتورية بعد الثورة، وإلا فإنه ستكون هناك ثورة لإسقاط صاحب القرارات الديكتاتورية عن عرش الحب وعرش الزوجية.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - في رمضان.. دستور جديد لحياتك الزوجية