1 - شوية عقل.. أليس من حق أى مصرى أن يطلب من الرئيس محمد مرسى بيانا واضحا لأسباب إحالة مراد موافى للمعاش والاستغناء عن خدماته فى هذا التوقيت الحساس؟ هل أصبح التهليل لمحمد مرسى وقراراته الغامضة فرضا واجبا على كل مصرى؟، أليس من حقنا أن نطالب بتحقيق مفتوح فى مذبحة الحدود ومن حقنا أن نعرف الطريقة التى تعاملت بها مؤسسة الرئاسة مع التقارير المخابراتية التى قال مراد موافى فى تصريحات سبقت إقالته بساعات أنه سلمها لمؤسسة الرئاسة والمجلس العسكرى وحذر فيها من هجمات على سيناء؟، ألا يقول العقل أن إثبات وجود هذه التقارير عبر تحقيق شفاف وواضح يعنى أن اللوم والخطأ يقع على مرسى والمشير.. ثم أليس من حقنا أن نسأل مؤسسة الرئاسة والرئيس بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة لماذا يدرسون التقارير الإسرائيلية التى حذرت من هجمات فى سيناء قبل وقوع الحادث بثلاثة أيام؟، ألا يقرأ الرئيس التقارير الإعلامية التى ترد له صباحا والتى من المؤكد تصدرها ذلك الخبر الذى كان ضمن عناوين الصحف الرئيسية؟، ألا تجد يا صاحب العقل أن الرد على مذبحة الحدود بتغيير قائد الحرس الجمهورى وقائد الشرطة العسكرية ومحافظ شمال سيناء عبث ما بعده عبث وضرب لطلقات نار فارغة فى الهواء الطلق لجذب أنظار الناس عن الأزمة الحقيقية وعن وعد الرئيس الذى وعد برد قوى ومزلزل فى أقل من 24 ساعة ومرت الساعات ولم يفعل؟
2 - أنا آسف جدا.. لم أفرح مثلك بقرارات مرسى الخاصة بمراد موافى ومحافظ شمال سيناء والحرس الجمهورى، ولم أرها قرارات ثورية، فهى تبقى من وجهة نظرى تقليدا أعمى للعبة مبارك القديمة الخاصة بالبحث عن كبش فداء للتغطية على الأحداث الكبرى، قرارات مرسى ليست ثورية لأن السبب الأقرب للمنطق فى إحالة موافى للمعاش هو إحراج الرجل لمؤسسة الرئاسة والجيش بإعلانه عن وجود تقارير تنبأت بالحادث.. ووضع حمدى بدين ضمن القائمة هدفه إرضاء الشباب لا أكثر بدليل أنه تم إرضاء الرجل وتعويضه بوظيفة أخرى.
وإذا كنت تسأل عن نوعية القرارات الثورية التى قد تمنحنى بعضا من الفرح دعنى أخبرك أنها تتمثل فى فتح تحقيق واسع وفورى فى قضية الحدود لمعرفة أخطاء مراد موافى، والتحقيق مع حمدى بدين فى كل الاتهامات الموجهة له خلال الفترة الماضية وليس تكريمه بوظيفة فى موقع آخر أما مسألة اللعب بالألفاظ الحكومية الخاصة بالإقالة والإحالة ونقل الموظف من مكان لآخر وإلباس ذلك ثوب التغيير والبطولة فتلك أمور لم يعد يأكل منها شعب محترم مثل الشعب المصرى.
3 - «وفى الوقت الذى شاهدنا فيه أجانب فى الميدان يحملون لافتات تطالب بسقوط النظام، رأينا أيضا سيارات تحمل لوحات دبلوماسية تمد المعتصمين بالوجبات الساخنة، بينما اللجان الشعبية فى الشوارع تعتقل فى أكثر من واقعة أفرادا من جنسيات مختلفة فى سيارات مدججة بالسلاح والمال».
الكلام السابق جزء من مقال قديم لعبد الناصر سلامة الذى اختاره الإخوان لرئاسة تحرير الأهرام.. هل أدركت الآن كيف يحب الإخوان الثورة؟