رئيس
قال له الجرذ العجوز : ستبقى بيننا إلى أن تستعيد ذاكرتك , وفعلا اعتاد العيش مع الجرذان فكان يخرج , ويلهو معهم , كان يأكل من نفس الحاوية ويشرب من نفس المجرور , ولكن هاجس أن تعود له ذاكرته لم يفارقه , وحياته السابقة ظلت محط تساؤلاته , فكثيرا ما تساءل عن اسمه وكيف كان يعيش وماذا كان يعمل , كل هذه التساؤلات لم تكن تتركه يعيش مرتاح البال , ومقاطع من الصور المرعبة كانت تحضره بشكل دائم , وبقي على هذه الحال إلى أن سقط في - إحدى رحلات البحث عن الطعام – من أعلى الحاوية إلى الأرض وارتطم رأسه بقوة بالأرض , ففتح عينيه , وتذكر انه كان رئيساً.
تمييز
نبذ التمييز العنصري كان يأخذ معظم وقتي , فما معنى أن يكون الأبيض هو السيد والأسود أو الزنجي هو العبد , وما ذنب الإنسان إذا خلق اسود , وبسبب نشاطي في الدفاع عن حقوق الزنوج والدعوة إلى المساواة وإنهاء كافة أشكال التمييز العنصري , تخلى عني جميع أصدقائي , أما بخصوص ثروتي فقد جنيتها من عملي في نجارة الخشب , وتحديدا عندما بدأت بمشروع )بيتك أجمل مع المرأة الزنجية(, فقمت بصناعة تماثيل للمرأة الزنجية , ولاقت هذه التماثيل ترحيب واسع وإقبال لا مثيل له .
ظواهر
في الماضي كانت المرأة ذات البشرة البيضاء سيدة المنزل والمرأة ذات البشرة السوداء هي الخادمة بحسب ما تصوره القصص والكتب التاريخية وحتى الأفلام , وكانت تسمى هذه الظاهرة بالتمييز العنصري بحسب اللون . في الحاضر المرأة ذات البشرة البيضاء سيدة المنزل والمرأة ذات البشرة السوداء هي عبارة عن تمثال أو صمدية تزين زاوية من زوايا ذلك المنزل بحسب متاجر التحف والغاليري والأسواق , وتسمى هذه الظاهرة فن وإبداع وزينة ( حقاً لماذا لا يوجد تماثيل للمرأة البيضاء مثلاً) .
ديمقراطية أبي
الديمقراطية بمفهوم والدي لها شكل آخر , تربينا عليها بل استطيع القول بأننا رضعناها منذ الصغر , علمنا والدي بان الديمقراطية قبل أي شيء وفوق كل اعتبار , فمثلا إذا اتفقنا جميعا على شيء ما وكان رأي أبي مخالفاً , فطبعا رأيه يكون السائد وإذا اعترض احدنا يردد أبي هذه هي الديمقراطية , وإذا زاد الاعتراض يقول هذه الديمقراطية من وجهة نظر شرقية , وهكذا تربينا وكبرنا على الديمقراطية ولم نخالف والدي أبدا , حتى أصبحنا في كل مرة يقول فيها أبي ديمقراطية يردد احدنا من وجه نظر شرقية , وديمقراطية أبي تلك التي من وجهة نظر شرقية ما زالت متوارثة بين الأجيال , فكم أنت عظيم يا أبي .
قصيدة
قررت في احد الأيام أن اكتب شعراً , فتحت الكمبيوتر وجهزت صفحة الوورد واخترت لغة الكتابة وحجم الخط , وبأول قصيدة كتبتها , أطلقت صفارات الإنذار واستنفرت الحكومة وفروع الأمن والجنائية والجيش وأعلنت حالة الاستنفار وأغلقت المنافذ الحدودية وبدأ العمل بقانون الطوارئ , كان ذلك بعد أن أصدرت الحكومة قراراً باعتقال جميع الأقلام ومصادرة كافة الأوراق وخاصة البيضاء منها .