بين نعمة الإنجاب وبين نقمته، تكمن مشيئة الله وحكمته، فالمولود إما ودود وإما جحود، ولأن الواحد المعبود جل فى علاه، قدر للحاجة (سعدية) النجاة من تلك النقمة أو النعمة أياً ما كانت النتائج والأسباب، فقد حرمها بشكل تام من الإنجاب ....
عاشت راضية بحكم ربها رضاء المؤمنات، ورضى (الحاج على) زوجها بما كان وبما هو آت، فكانت زوجته بحر من حنان فياض، إعتاض بها وبحنانها عن الأبناء، فملأت حياته بالسعادة والفرح والهناء، فهى الأخت والإبنة والصديقة والأم والزوجة النموذج المثالى للعطاء والوفاء ....
مرت السنوات على الزوجين وشاءت الأقدار أن تعوضها بعاطفة أمومة تراها رؤية العين، وتمارسها ممارسة الأمهات، فقد رُزقت باثنين (توأم) تركتهما الأم لها، بعد أن قضت نحبها، لتكمل هى الرسالة، وتؤدى عنها الأمانة ...
فقامت بإرضاعهما اللبن بحنان، وأغدقت الاهتمام بأحوالهما بشكل تام، وأطلقت على الأول إسم (جيمى) والآخر (تومى)...
علمت جارتها بالخبر السعيد، فأحضرت من الملابس ما هو مناسب وجديد، للتوأم الوليد، وخاتمين من الذهب كتبت عليهما إسميهما بشكل بديع وفريد، وذهبت إلى الحاجة سعدية، بنية تهنئتها، وإدخال السعادة والسرور على قلبها، ونظرت حتى ترى المولودين، النائمين فى السرير، فإذا بصوت مواء ينطلق من الفراش الوثير .