أدرك منذ مسكت القلم بأنّ الحروف التي تكتبين يشتاق بعضها لبعض منذ البداية...لبعد المسافات بينها وبين المعاني ...لكنّك تتعثرين كثيرا في وضع علامات الوقف وحروف المعاني الباكية... إذا كانت قراءاتك لها متصدعة، فكيف هو الحال عند الكتابة !!!؟...تتشابه لديك نقاط الحذف كهذه... وهذه...ربّما تجهلين إختلافها في اللون والشكل ومواضع النّصب والرفع والجرّ وحتى اللمس والذّوق، ويظل السكون نهايتك المحتومة...متبوعة دوما بإضافة معرّف ممنوع... في كلّ مرة أكتشف خبث الغراء ولواحق اللّصق بين الجمل والكلمات...و الفجوات بينها مفضوحة... لذا أريد أن أدرّبك على فنّ العفوية و صدق السير إلى الأمام و أعلّمك كيف تتركين الحروف تتداعى بلا نفاق...بدلا من استراق ألوان مزيفة و حروف مشوهة وكلمات تراكمت في كلّ بقعة...أنت لست صديقة الحروف إلا إدّعاء...حبيبتي ...أتذكرين حبيبتي ذات صيف عندما ألمّ بك وجع المعاني وكنت تهربين في كلّ جهة و الحروف تلاحقك حتى في جحرك الذي أحكمت منافذه الصغيرة وبات هاجسها يطاردك كاللّعنة...و كانت تعجبك مواقع اللبس والاختباء حتى لا يفضح أمرك...رأيتك كم من مرة و أنت تتلبسين...رأيتك تبحثين في نقاط الظل عن تحلل ماكر تغرين به العابرين وتصطادين كلّ شيء...الآن كلّ الحروف في أمان بعد أن اطمأنت على نفسها وصارت أوراقك مبعثرة في كلّ جهة...ابتلعتها شوارع مجهولة...أنت لا تعرفين كتابة الحب إطلاقا...هذه رسالتي.