داعبت نسمات الهواء الباردة الستائر بخجل فتراقصت اطرافها سامحة لضياء الشمس بغزو عتمة الغرفة. أمتد الشعاع ليصل عينيه. تململ. استرسل بالنظر الى سقف الغرفة. اطلق تنهيدة قصيرة. ونهض مسرعا صوب النافذة .وقف خلف الستارة بعد ان رفع طرفها بتؤدة. حدق للخارج وارتسمت ابتسامة رضا على محياه. استدار صوب بقايا الخبز الذي قد أدخره بالأمس. تناوله ورجع الى الشباك. القى بنتف الطعام الى الحمامة الماثلة خلف الزجاج وقد بادرته بالهديل حين رؤية قطع الخبز المنثورة امامها .ومثل كل صباح كان يبدأ يومه بإطعام تلك المخلوقه حتى حسبها جزء من واجباته اليوميه. كان يستمتع بطريقة التقاطها لنثار الخبز المسجي امامها ويحب الوانها الزاهية حين انعكاس اشعة الشمس على ريشها المصقول .وبعد ان يطمئن انها انهمكت بتناول الطعام يعاود مسير ساعاته. يقصد الحمام, يصلي, يتناول افطاره, يغادر للعمل, ويعاود جلسته المسائية امام النافذة ليراقب اسراب الحمائم ويحلم بيوم آخر من هدوء البال. إلا ذلك اليوم حين غط بالنوم اثر بقاؤه لوقت متأخر مع اصدقاؤه بقت الحمامة امام نافذته تنتظر وتموسق هديلها عله ينتبه. نقرت زجاج النافذة لكنه استمر بالنوم . اخيرا نهض متا خر عن العمل فأسرع بالخروج ولم يبالي لها.
أستمر السهر وكَثُرَ الاهمال. إلا انه وفي ذلك الفجر تذكر حمامته فوقف امام النافذة وبيده فتات الطعام لكنها لم تك موجودة بالانتظار كما ديدنها. وقف مطولا يرى انعكاس صورته وشعور بالذنب والأمل يحف به ان تأت وتعاود الهديل على تلك النافذة الخاوية ...