كأنك لم تنم قبل هذا اليوم، تحاول أن تقنع نفسك بالنعاس كي تقلع عن سطوة السقوط في دوامة تشلّ أعصاب العقل والمنطق .. لاجدوى من محاولاتك الفاشلة، تسدل الستار على عينيك رغم أنك لا تستقبل الليل إلا بالضوء والزغاريد الخافتة، تحاول أن تحرّك يومك بملعقة الصواب والخطأ.. لا طريق يفضي إلى نتيجة تؤجل قيام ساعتك قبل موعدها، لا مفر إذن من السقوط .. تعلن انهزامك أمام القمر وتُشهد النجوم على ذلك، علّ شيئاً ينقضي فيقضي على ما يفضّ فراشك، كارتعاش الوسادة تحت رأسك المثقل بالنوايا المبيتة، أخيراً يغلبك النعاس فتسقط في النوم كشهيد سقط في معركة، أيّ قدر ينتظرك، أيّ حلم، أيّ نثر، أيّ شعر.. تتشابك الصور وتتزاحم الأفكار في مخيلتك دون أن تمسك طرف خيط واحد، يا إلهي.. كم يلزمك من الصبر كي تقطع الحد الفاصل بين غروب العقل وشروق الشمس؟ كم يلزمك من الإيمان كي تصدق وعد الصباح؟ تصحو كأنك لم تنم .. دون صرخة تعلن استيقاظك من كابوس ما.. دون شهقة تضع حداً لهذا التداخل بين الحلم والواقع، تصحو لتنجو ولا تنجو مادمت ستقنع نفسك من جديد بالنعاس كي تقلع عن سطوة السقوط في دوامة تشلّ أعصابك.. هو الحب إذن، بشراسة أسد وطنين بعوضة يدقّ بابك كأنك لم تفتح له قلبك قبل هذا اليوم، كأنك ما ولدت إلا لهذا الشبق العاطفي وهذه اللحظة المباركة، فسلام عليكَ حين تصبح عاشقاً وسلام عليّ حين أمسي غارقاً، وألف سلام على من يَهديني إليَ!!