الأخ الكريم مصطفى أدَمين،
أنا أيضا ترددت قبل التعليق عما جاء في «مقالتك» (تهميش الأديب في أكادير)، ولكنني في الأخير انصعت لفكرة الرد عليها. تقول:«فإن همّشني المغرب فعندي مؤسسات ثقافية عربية وغير عربية تحترم أعمالي وهذا يكفيني». طيب، إذا كان الأمر كذلك فلماذا تستنكر عدم دعوتك إلى «العرس» المذكور (اللقاء الأدبي)؟ ثم إنني أتساءل أيضا: لو تمّت دعوتك إليه هل كنتَ ستقبل هذه الدعوة وأنت تعلم مسبقا ـ كما كتبت بنفسك ـ بأن تلك المؤسسة «مؤسسة عرجاء بعمود فقري أعوج وليس لها من همٍّ سوى استرضاء السلطة للأكل من فتات مائدتها»؟
تمنيتُ لو صيغت «صرختك» الاستنكارية هاته بشكل آخر محتواه نفس المضمون. تبدو لي وكأنك تركت للطفل فيك أن يستيقظ وأن يعلو صوتُه على المبدع فيك، المبدع الذي تعرفت عليه هنا في «ديوان العرب» وأعجبت بكتاباته (رغم ما يشوبها أحيانا من هفوات سهو إملائي أو صرفي من مثل «سوى» التي يكون الاسم بعدها مجرورا، و«ذلك» عوض «ذالك» و «استمريتُ» عوض «استمررتُ» ومسألة الهمزة والواو الخ... وهذا موضوع آخر).
التهميش يا أخي لصيق ببلاد «غرباتيا» ولا يجب أن تستغرب. ثم ماذا أقول أنا في منفاي عن التهميش؟ (أعرف أنك لا تحب من يعيشون في الخارج وتجنسوا... هه هه هه). أما بالنسبة للرابطة التي «تنكرت» لك فبودي أن أعزيك قائلا:«أنت نفخت في البالون من أنفاسك وطار هذا البالون (النفاخة) في الفضاء كما تشتهي الريح! يكفيك فخرا أن أنفاسك هي التي تملأه».
أتساءل أيضا:«ماذا كان سيحصل في ذلك الفندق الفاخر أصلا؟ قراءات؟ استمناءات فكرية؟ الطاسة في الليل وهلم جرا؟... إن أشد ما يضحكني في بلاد «غرباتيا» هو موضة قراءة القصص بعد أن كان الشعر هو الذي يُقرأ على الملأ (كإرث قديم وعادة تمتد إلى العصر الجاهلي) الشيء الذي يذكرني بـ «الطُّلبة». صدقني أنت لست في حاجة إلى كسكس هولاء لأنك لستَ «صاروخ طعام». استمر ولا تغضب بهذه الطريقة التي لا تليق بمبدع من طينتك.
تقول:«ولكم ـ أيّها القارئة ـ أن تلوموني على هذه المقالة أو تصطفّوا في صفّي...». لا ألومك بل أتفهم موقفك ولكنني لا أوافقك على الطريقة التي كتبت بها «صرختك» (صرخة الطفل فيك).
عذرا إن جاء في تعليقي هذا أشياء لا تروقك وتقبل تحياتي.