متى يفرغ منك قلمي.. متى ينتهي أسْرُكَ لكلماتي.. وإلى متى أنفضح بك كتابةً.. أم هي عادة الكتّاب بإشهار نكباتهم حين يصبح النزيف أكبر من أن تحتويه الأوراق.. أو تستوعبه الظنون..
أظنّ أحياناً أنني أهذي.. وسأفيق بعد حين لتتلاشى كلّ خيباتي بك.. وفعلاً أفيق.. فأجد أحلامي مطعونةً في الصميم.. مضرّجة بدمائها.. تلفظ أنفاسها الأخيرة على فراشي وتهذي - لتبتدي من جديد دورة الهذيان - باسمك...
اسمك.. مرساة صوتي الوحيدة.. أنقى ما نطقَتْ به شفاهي.. أشهى حروف تختصر أبجدية أمّةٍ بأكملها وتطرحني صريعة الارتباك.. كلمةٌ تصلح شعلةً للذكورة حتى أكاد أنادي بها كلّ رجال الأرض.. حين أعجز عن مناداتك...
العجز.. شعورٌ لم أختبره إلا معك.. فها أنا الآن عاجزةٌ عن مناقشة حزني معك.. وها أنا أغدق بكلماتي على ورقةٍ لا تفقه شيئاً.. لن تصلك.. وقد أرميها حالما أخطّ سطرها الأخير.. منتهى السذاجة!...
انتهينا أنا وأنت.. أو فلنقل انتهيتُ أنا.. ولم يلقّنّي أحدٌ أنّ - وفي الحبّ فقط - خطَّ النهاية قد يستبِقُ البداية بأشواط...
شوط الحنين عندي انتهى.. وبدأ شوط الفجيعة.. فحولي جدرانٌ تضيق ليتّسع صدى همساتك.. والمدّ يحصد أفكاري ليتوهّج البحر برسمك.. فأرفع راياتي البيضاء علّها تقيني أوْجَ حبّك...
أحبّك.. وما زلتَ تطرق ذاكرتي ليلَ نهار.. وأنا - أمام ضيفٍ بهيبتك - لا أملك إلا أن أشرّع أعماري على مصراعيها...