منذ أن قرأت الخبر على صفحة جريدة الاتحاد الاشتراكي المغربية عدد 10087 وأنا أفكر: هل أكتب لمجلة «ديوان العرب» الرقمية أم لا؟ هل أكتب لها لفضح التهميش الذي يطال أدباء أفنوا عمرهم في الكتابة وألّفوا العديد من الكتب في القصة والرواية؟ هل أكتب للدفاع عن حقّ الأديب المحلّي في الحلول في اللقاءات الأدبية؟ ثمان ساعات طوال قضَّيْتُها تفكيرا في هذه المسألة؛ ذلك لأنّ المعني الأول بهذا التهميش هو أنا، ولأنّني خفتُ أن أكون أنانياً طالباً لـ«حقٍّ» لا يحقُّ لأديب حقيقي أن يطالب به؛ إذِ الاعتبارُ بتعالي الأدب عن جميع أشكال الظهور والفوائد المادية والمعنوية. الخبر عن لقاء أدبي نظمته (رابطة أدباء الجنوب بأكادير) تحت عنوان (الفنطاستيك في الرواية)، واستدعت له (نخبة) من الأدباء العرب من الكويت وسلطنة عمان و الجزائر ومصر والسودان والمغرب، ومن بينهم كاتبة كنتُ أستاذا لها في الكتابة. وذلك بدعم من السلطة المحلّية (العمالة) والمجلس البلدي لأكادير والمديرية الجهوية للثقافة. اللقاء سيتم في أحد الفنادق الفاخرة بأكادير. فكّرتُ وفكّرتُ حينما تضاربتْ في نفسي أحاسيس التهميش لكوني لم أستدعَ لهذا اللقاء ومشاعر الافتخار لكوني لم أُستدع لهذا اللقاء: فأنا من طرح وسطّر لفكرة تأسيس (رابطة أدباء الجنوب) سنة 1997، وأنا الأديب المحلّي والإقليمي والجهوي صاحب أكبر عدد من المنتجات الفكرية والأدبية والتجديد في الرواية العربية المعاصر (انظر أطروحة الدكتور عبد المالك أشهبون:آليات التجديد في الرواية العربية الجديدة)، وأنا المقيمُ في أكادير منذ 15 سنة والكاتبُ عن خباياها والمؤلِّفُ لعدد من المجموعات القصصية والروايات عنها ومنه رواية (جُدْجُد:قصة نبي) التي نشرت إلكترونيا على صفحات هذه المجلّة، والتي ـ قرأها مدير اللقاء المذكور ـ لعرف بأنّها تتجاوز (الفنطاستيك) إلى ما هو أبعد وأعمق وأفـْيَد مما قد يكون المشاركون في اللقاء كتبوه أو حتى قرأوه. أمّا الافتخار الذي انتابني فلكوني ما زلتُ أتمسّك بموقفي في عدم الأكل على مائدة السلطة وما شابهها، ولكوني ما زلتُ قادراً على البوح بما يجول في خاطري بِعَكس من (يصمت اليوم لكي يستفيد غدا)، وقادرا على طرح موقفي للقارئة الأدبية والعربية طلباً للإنصاف الأدبي. فهل مازال المثل العامّي جاريا (مطرب الحيّ لا يطرب) أم أنّ عدم استدعاء مطرب الحيّ لعرس ثقافي ليس إلاّ شكلا من أشكال العقاب؛ ويا له من عقاب ذلك التي يأتي من مؤسسة عرجاء بعمود فقري أعوج وليس لها من همٍّ سوى استرضاء السلطة للأكل من فتات مائدتها. لم أكن لأرضى لفكرتي (رابطة أدباء الجنوب بأكادير/المغرب) بأن تأول لما آلتْ إليه من انحطاط والسير على درب جميع المؤسسات الثقافية المغربية التي لم تخدم سوى مصالحها. ولكن لا بأس؛ فإن همّشني المغرب فعندي مؤسسات ثقافية عربية وغير عربية تحترم أعمالي وهذا يكفيني. ولكم ـ أيّها القارئة ـ أن تلوموني على هذه المقالة أو تصطفّوا في صفّي... وشكرا.