مبروك..
تقوليها بابتسامةٍ وامضة المكر وتمضين، يتهادى خطوكِ الراقص على التياج الانفاس المنتفضة في صدري، موج أنوثتك المستأسد في خفاء ينثر رذاذه في حدقات العيون، فيتلوى مع اهتزاز جسدك سعير غيرتي بين الطاولات، تتعالى من جديد سيفا يشرعه ذات الهوس القديم بخفق فتنتك العابث بصلابة الحجر، وقد يستحيل بلمسةٍ خاطفة من حنو يديكِ فتاتا ينتثر في طريقك، ينسج سجادة من حرير مطرزة بوقع أقدامك...
(ماذا تريدني أن أفعل، أتحجب... فقط لتستريح وتبرأ من جنونك؟...)
ولو تلفع حسن وجهك بالنقاب ما أظنه بقادرٍ على مداراة وهج بهائه المقتنص تكتم شهوات خبر ذكاؤك ركام ظلماتها بسرعةٍ تتهم كل شيء بالتباطؤ والمراوغة، ارتباك تصرفاتي أمامك، تلاطم كلماتٍ خجلى يتعثر بها لساني، حتى بعد أن أزاح عنه عبء مصارحتك بقسَم حبٍ لم أحلق بغير فضائه، زوغان نظراتي في حدقتي عينيك الصقريتين المستكشفتين جسارة خواطر لم تواتني من قبل، لم تؤنبيني عليها إلا بسخريةٍ تمتص رحيق افتتاني أكثر فأكثر، كانت يداي ترتعشان، يراودهما شلل تام، فيما يستحثهما اقترابنا المحموم على تمزيع بقايا قناع ما عدت أطيق لجهامته احتمالا...
أشفقةٌ كانت نحو مغرمٍ لم يلهج بحب أخرى ولو في الخفاء، أم شبق تجربة لم يتسنَ لك خوض غمارها مع أخر، تتحدين مخاوف فقدان سطوتك عليها، كما أخذتكِ نزعة التحدي المجنونة للمجيء إلى هنا، تتصفحين أوراقك المهملة الممهورة بتبرئك المباغت من كل حلم أولجتني إليه، بشهادة غمز ولمز هذا وتلك، إيماءات وضحكات مستترة، تقطعت بي سبل التهرب منها، واصلت جلدي ليالٍ ما ظننت لها فجرا، تستحلفني بالانتقام من تباريح لهوك، ولكني ما استطعت سوى كتم غيظٍ يحتدم حينا ويتلاشى مني آحايين أخر في طلاسم سحر تشربته أوردتي قطرات من شهد تحيل كل ما أدعيه هراءً لا جدوى منه... هأنا أركمه ورائي جانب العروس، يعيد إليها جفلتها الخجول من كل لمسة أو كلمة التقطتِها من بين جوراحي، أحث الخطا، غير مبالٍ بهمهمات المدعوين ولا بحلقة العيون، لا أراها سوى حواجز تحاول اعتراض طريقي نحو ثقة وقفتك المعهودة، شبق ووعيد يتناميان مع كل خطوة ادنوها من باب قاعة الحفل، أتلفت من حولي عدة مرات، ألهج بإسمك في الرواق الواسع، أكاد أسأل كل من أصادف عن مواصفات امرأة تلاشت من أمام ناظري في لمح البصر...