..ألقي بفرشاة الألـوان جانبا وقـد زم شفتيه..
لم تعجبه الرتوش وخطوط اللوحـة التي رسمها.. دق بيده علي اللوحة الخشبية..
قفـزت ابتسامة من مكمنها..
سار وراء الضحكة وعيناه تمسحان المكان.. خيل إليه أن الفرشاة تتراقص فـوق اللوحة.. أقترب منها،أحس بمن يقرص أذنه أليسري..أدار رأسه وهو يتأوه..
.. ما هذه التهيؤات يا رجل..؟
.. ماذا تريد أن تقول..؟ .. أنت في حاجة إلي قصة حب جديدة..!!
في الضوء الخافت كانت ترتدي غلالة رقيقة.. كان ينفث دخان سيجارته لأعلي.. تداخلت دوائر الدخـان فأحاطت بصدرها المغرور ثم اختفت داخـل خصلات شعرهـا الغجرية.. العبير الفواح كان يدغدغ أنفاسه فتوقفت أفكاره عن السريان..
أحس بنظرات نارية تخترق كيانه.. أصابه القلق كان يخشى أن يضبطهما متلبسين..
راح ينظر حوله بتوجس.. كانت هي فقـط
والنظرات الشبقه تتركز علي السرير المخملي
كان يدخن سيجارته بنهـم.. عض شفته..
شعر برحيقها المصفي يكسو شفتيه ويطغـي علي أخيلته المنطلقة..
رائحتها النفـّاذة كانت تسلل إلي أعماقه بقوة..
..آه كم أحبك..هل تتزوجني يا ماهر..؟
.. وماذا
ستقولين لزوجك..؟
..لا شئ..فقط سأحول حياته إلي جحيم..!
أحس بضحكات ساخرة تخترق أذنيه..
قفز الخـوف من نظراته..
دقات قلبه تردد..
..من هناك..؟
أطل من حلقات الدخان علي المكان..أرهف أذنيه.. حاول الوقوف..
كانت هي فقط تضع رأسها علي صدره
رنين الهاتف يتوالى..تنهد آه من هذه المجنونة..كنت معها منذ لحظات فقط..
تردد هل يذهب إلي الحمـام ليطفئ ناره بدش ماء بارد أم يكلمها..
رفع السماعة لم يسمع صوتا..
شعر بشئ من الخـوف..القلق ينتابه وتدافعت الوساوس تحيط به...
هل اكتشف زوجها شيئا..؟
.. هل حدث لها مكروه أم هو الدلال..؟
.. هل تحبني حقا..؟
تعلو نبضات قلبه ويتحرك كل شئ في جسده..أصبحت لا أستطيع الاستغناء عنها..آه..آه ..لكن كيف سأتزوجها..؟
شعر بتيار هـواء بارد يتسلل إلي وسط الغرفة..كانت الستائر تتحرك بخفـة.. توقفت نظراته..
رأي طيفـا يقترب من النافذة..
..أغمض عينيه ثم فتحهما..
هز رأسه لا يصدق ما يراه..
.. أسرع إليها..
وجد السكون يسود المكان وفرشاة الألـوان ملقاة علي الأرض
جلس إلي لوحة الرسم..حاول إفراغ خواطره مع الألوان..كيف سيكون لون ورقة التوت..؟
توقفت الفرشاة في يده..
..كيف وعدتها بالزواج يا رجل..؟
..وكيف أستطيع الحياة بدون لياليها..؟
آه كم هي مثيرة وصديقتها مني جميلة أيضا..!
عادت قرصة أذنه اليسري تؤلمه..
..أنت محتاج إلي قصة حب جديدة..!!
غمس الفرشاة في باليتة الألوان وراح يرسم خطوطا كثيرة وقد تضاربت أفكاره..
قطب جبينه.. ابتسامتها تتسع..كانت صفراء..
أسرع بغمس الفرشاة في اللون الأبيض ليغيرها..يكفي أن تكون ورقة التوت حمراء..
توقف أمام الصورة.. داعب شاربه الكث..
تراقصت ابتسامته علي شفتيه وقـد
خطـر له أن يرسمها بشارب وحواجب كثيفة..
أضاف كمية كبيرة من اللون الأسود إلي الفرشاة.. سقطت علي الأرض..التقطها ورفع رأسه إلي اللوحة..
جحظت عيناه.. وقد استنكرت ما تراه