عفوك سيّدي
أنا لا أتجاهلك
بل هي نفسي التي أتجاهلها............ معك
انتهى الفيلم
عذرًا إنه لم يكن مسلسلاً تركيًا....بل مسلسلا سوريًّا عدد حلقاته محدود ونهايته متوقعة. وكان.... يتلاعب الصّدق في مشاعرنا فيحولها لمشاعل لا تنطفئ، في زمن اعتذر به الحبّ، وغابت نسائم الثّقة، فبين هذا وذاك أراها ترقص لا طربًا لا ولا نشوة بل ترقص حزنًا على زمن مضى وأبقاها في جوّ تنتظر به أن تكون فرحة تراقصها السّعادة وتراقص هي حبّها، وعند غصن شجرة متشابكة الفروع متدلية الأغصان كانت سُهاد تتخذ من الجذع سندًا لعامودها الفقري، ومن الأوراق غطاء لجسدها الواهن الذي يُشعرها بقشعريرة الحياة. ومع يقظة الفجر وصحوة الشّمس فتحت عينيها وأكدت لنفسها أنها منذ الصّباح تنتظر الصّباح، لترسم مع الشّمس المشرقة حكاية حبّ لحبّة حنطة حكى حكايتها ثرى بلادي وجمع عناصرها الدّرويش.
ولكن لوحدي اتخبط في يمّ عميق فقد غابت الشمس وذهب المنقذ بعد أن انتهت ساعات عمله. لا اعرف فنّ العوم....وخاصّة في المحيط وأردفت تحكي...
حكايتنا....قصيدة مكتوبة في أعمق أعماقنا
قصيدة...كالمعلقات طويلة....عُلقت على ستائر أفئدتنا
بلا مقدمة غزليّة...لا ولا بكاء على الأطلال
قصيدة....لا تسألوني عن اسمها
نتركها للزمان...ليختار لها العنوان
قصيدة قافيتها ساكنة حزينة
قصيدة حرّة لا تؤمن بالأوزان
تحكي حكاية الروح وقصة الذات المتوارية خلف الاحزان
ثمّ همست... هي حلقة مفرغة....دائرة حياتنا...حين يطغى عليها الرّوتين
كم كنت بحاجة اليوم....لذاك الضّوء الأحمر الذي استوقفني في الطريق، خوفًا من اصطدام نتائجه وخيمة.
وتنهدت مرّة أخرى سُهاد تُبعد آلآم مخاضها وقالت:
أنا لا أتوجع.....هو ألم الطّعنة يؤلمني
وكان صوت : أنا لم أطعن.....هو خنجر الغريزة أجبرني
فبين الطّعنة والألم.....نبتت مسرحية ضغينة
بطلتها الشهوة..... أداتها الخنجر.....جمهورها طفل لقيط إلاّ من الشّائعات
ومسرحها....دموع المسكينة.
بين نور الشّمس....ورائحة النّرجس.....سطع الأبيض
وهمست إذ ذاك لوليدها
عفوك طفلي الممتدّ من الجذور إلى الأعماق
أنا لا أبكي بل أتجمل.....فبعض العيون في البكاء أجمل.
وتمتمت لُسُهاد يؤرقها... بين غفوة المساء....وأرق اللّيل ألف تنهيدة وتنهيدة
وانتهى الفيل