دخلت بعد أن أطلقت مفاتن جسدها تتغنج شبقا أمامها، نثرت رائحة العطر الذي أرتده رغبات مكبوتة، عيون شخصت نحوها مفترسة جسدها، تحول البؤبؤ فيها إلى الاستطالة، خرج لعاب غرائز عبر ألسنة تذوقت أريج عطرها الذي ينادي هل من رغبة في اشتهاء جسد غرورا، كانت براعم أنفها قد شمت فرز الرجال الحاضرين اشتهاء في ممارسة الحب، طغت خصوصا من مراد الذي منع وبصعوبة غريزة الشهوة والرغبة فيها، والتي كانت فيفي ذات يوم حبيبته، لكن وبعد أن تربع على عالم الشهرة، أخذ يقيم العلاقات العاطفية دون أن يشبع، لدية القوة على فعل ذلك، أنه فحل في ممارسة الحب، قوته العضلية، كثرة التمارين الرياضية ساعدته على بناء جسمه، ليصبو لا يقاوم في عالم النساء، ما أكثر الرغبة المحرمة في دهاليز عُلقت الأضواء الخافتة على جوانبها، منعا لكشف عيوب, لكن؟؟ أية عيوب يمكن لتلك الدهاليز أن تمنعها بعد مشاركتها مع ألسنة قدرها العمل على نشر الفضائح، لم تكترث فيفي لكل العيون التي نهشت جسدها، بعد أن أطلقت هي مفاتنها بنات هوى يبحثن عن فرائس سهلة، إنها حفلة رأس السنة الجديدة، وقد طلب منها فؤاد وهو رجل أعمال كبير، وصاحب نفوذ، أن تشاركه الاحتفال بتوديع عام انصرم، حاملا كل أذيال فعله ومجونه ليطويه في سفر القدر، الغريب !!! أن فؤاد هذا هو من أصطاد جسدها في بركة عكرة ساعة ندم، سارع فيها لمواساتها فنال ما يريد نكاية بغريم شهرة، بالنسبة له انتصار على كل من لم ينلها، الجمال والأنوثة إلى جانب الرغبة المكبوتة لدى كل الرجال الذين يعرفونها، جاء برفقتها ذلك اللا رجل مومو، الذي تشدق أنوثة أكثر منها حبا بها، بل كان يلحس بقايا تساقطت من فتنتها، عله يكون شبيها بها، يوزع الابتسامات بشكل راق لمن يطالب رغبة في مغريات محرمة ضيقة، التصق بها كثيرا هذا المومو حتى بات ظلاً لها، هي تعودت علية كحقيبة يدها، مجرد نوع من الأدوات التي جلبتها الأضواء معها، لتكون أنموذجا لسقوط الحياة في عالم الرقيق الملون، بزخرف مبهرج، كثيرا ما تطلق الضحكات حين تراه يهز جسمه متى ما نادت عليه لحظة فقده، مومو أين أنت.. أين كلبي الحبيب؟ فتراه يقفز أمامها يداعبها يلثم يدها قُبلا رغبة فيها، من بقايا رجولة ترسبت في قعر سحيق، يريد أن يتذوق طعم جسدها بكل مساحاته وزوايا تضاريسه، التي طالما أجرى أنامله عليها حين فرك وتدليك بمستحضرات زيتية، كم تمنى أن يكون هو الزيت الذي يلاصق جسدها إلى الأبد، كثيرا ما ينتصب لديه عِرق الرجولة، فيستغرب لذلك، كان اعتقد إن الأنوثة التي رغب فيها، قد سكنت كل مجسات جسده، لكن جمالها وفتنتها هما من أيقظا تنين الغريزة، هو كبت كل ذلك، رضي أن يكون كلب حراسة يلعق الشهوة ببراعم انفه، لتكون مهدئ أعصاب لجنون رغبة، الجميع اقترب نحوها ليعبر عن رغبته بغمزه، أو بقبلة في الهواء، أو بهمسة فاضحة تقول... لي رغبة فيك، كاد هذا الأمر أن يحدث تعكير صفو الاحتفال، حين فضح البعض من الحاضرات تملق الرجال وأزواج البعض منهن تهافتهم عليها، كالنحل يطارد ملكته، ومنهم من نسي نفسه معها، فأقترب ليقبل يدها لا شعوريا، وهي تسير بينهم كأنها توزع أكسير الرغبة في مطارحة الغرام مع الجميع، إلا أن راعي الحفل أنقذ الموقف قائلا: عذرا أحبتي لا شك أن الجميلات الحاضرات في حفلنا الليلة لا يخلين من فتنة ورونق، فالجمال له معايير مختلفة عند الرجال، ولكن تبقى الغريزة هي المسيطرة في اغلب الأحيان، كل النساء فاتنات بطريقة أو بأخرى، فالجمال عند المرأة يبدأ من اللاشيء وينتهي بكل شيء، هبا دعونا نناجي الجمال أي جمال بكل ما نملك من رغبات، ضج الجميع، تقارعت الكؤوس بعد أن ملئت بمختلف المشروبات الملونة بخمور معتقة، إلا هي!! فقد أخذت جانب كاد ينأى عن الجميع، فقد نالت كفايتها من الشرب قبل أن تحضر إلى الحفل، شاركها مومو.. ومن ثم قال لها: ما الذي يعكر صفو من غادر العام دون أن يشم أريج أنفاسها للحياة من جديد، أظنه أودع كل ذكريات خيبته مع من خاب لهاثهم من الجري بهمسة حب وخلوة، التفتت نحو وهي ترسم ابتسامة كاذبة، أووه مومو لا أدري من أين لك هذا الكلام الجميل، أراك قد أمسيت شاعرا، قفز ما أن سمعها تعلق على كلامه مقبلا يدها من باطنها، أي صخر؟ أو أي جماد ؟حين يراك أو يجلس معك ينطق شعرا، فأنت آلهة الجمال أما أنا فعبدك المطيع إلى الأبد.... لم يستمر الحديث طويلا، فقد دخل على الخط مراد، الذي جاء يحمل بيده كأسين من الشراب، مد يده إليها قائلا: إليك مع اعتذاري ملفوفا بباقة ورد حملت على ورقها قطرات من الندى ندما على ما فعلت، فيفي... هل تقبلين اعتذاري؟؟؟
لم يكن في بالها إن مراد صاحب الغرور الكبير يمكن أن يقدم على الاعتذار، راق لغرورها الأنثوي ما فعل، كانت تنتظر الفرصة لترد له الصاع صاعين وها هي قد جاءت، شعر مومو بالغيض، فقد كانت اللحظة مواتية لأن يعبر عن ما يحس به نحوها، لكن هذا الشخص السمج قد حطم لحظة الخلود بالنسبة له، جلس مراد بقربها دون الاكتراث لوجوده، أمسك بيدها وقبلها بشفاه رطبة، ثم اقترب من وجهها محاول تقبيلها، تراخت هي شعرت أن هرموناتها باتت على وشك الانهيار له، وتذكرت كم كانت قبلته بركانا يثيرها لممارسة الحب معه لأكثر من مرة، هرعت إلى شفاهها آهات تتوسل الوصل، وغريزة تدفع بنهديها للوقوف إجلالا لرقصة التانغو، أغمضت جفنيها، استسلمت دون شعور له، ببساطة... ترنحت سكرا بحرارة أنفاسه، وفجأة!!! صرخ مومو، فيفي... حبيبتي هيا لقد اقتربت عقارب الساعة من تنطبق على بعضها البعض، إنها قريبة من العام الجديد، فالسيد فؤاد والآخرين ينتظرونك للاحتفال، أفاقت من تلك الحالة، دفعت بمراد إلى الخلف وقالت: هل ظننت أني أستسلم لك بسهولة... إنك لاشك مغرور، حقد مراد على مومو، أراد قتله بل سحقه فهذا الفيروس عار على جنس الرجال، حنق وامتعاض وفشل محاولة، جعلت الدم يصعد إلى رأسه، حطم الكأس الذي كان في يده كردة فعل، لاحظ ذلك عدد من الفتيات والسيد فؤاد، أدرك من شاهد ردة فعلة أن فيفي غرزت بصدر غروره ورجولته إسفين، خَرَق رجولته، ساعد مومو فيفي على النهوض معلقا، حبيبتي فيفي هلا نذهب إلى الحمام لإصلاح من زينتنا.. ما رأيك؟؟
كانت فرصة مواتية للهرب من الموقف، إضافة إلى امتصاص ثورة جسدها الذي بات ورديا بعد أن طفقت الحرارة، حمم الرغبة في المطارحة، فردت دون تفكير... لم لا هيا بنا، كان الحمام مليء بالسيدات واللاتي ما أن رأين مومو حتى ضحكن، فمثله لا يجب الحياء منه، أنه لا يكاد يفرق عنهن سوى بما يملكه الرجال، هذا إن كان كما يعتقدن، صفق مومو للجميع... هيا يا جميلات فالعام بات على الأبواب، الجميع ينتظر على السطح في الخارج هيا يا حبيباتي، كن يضحكن وهن يرينه يتراقص بخصره النحيف وشعره، أما الزينة فلم تكن كما جاء مع فيفي، خرجن كلهن دفعة واحدة، أغلق الباب خلفن مومو، اخرج من حقيبة اليد بعض المناديل الورقية، ماسحا العرق المتصبب من وجه فيفي، كانت حرارة جسدها قد فارت بقطرات عرق كبخار فورة هيجان بركان، وقف خلفها يمسح بيده رقبتها، وهو ينظر إليها بالمرآة، هي بعيدة كل البعد عن ملاحظته، كانت تستعيد تلك اللحظة مع مراد،استغل سرحانها ورغبتها، مد يديه نحو إبطيها، كانت هي قد رفعت يديها لترفع شعرها، لا مس مومو ولأول مرة منطقة لم يكن قد شعر بالإحساس إنها قد تكون مثيرة، دفع بيده الأخرى من الجهة الثانية، مررهما إلى نهديها امسك بهما، تاهت هي بصورة مراد، ذاب هو، حتى شعر أن رجولته قد ثارت لكبتها طلية تلك الفترة، أطبق بجسده عليها حضنها بقوة، أدلف بيده إلى خصرها ومن ثم وصل إلى ما أن امسك به حتى وقف شعر جسمه كالقنفذ، كل شيء فيه وقف منتصبا، أما هي فقد حال وضعها، وحالة السكر، الهيام والشبق في التمييز، كل ما كان يثيرها ما كان يلامس جسدها، وبين غمز ولمز، وفرك وقُبل لهاث طارحها مومو الغرام معها، ولأول مرة يشعر انه رجل بمعنى الكلمة، أما هي فقد طارحته الغرام كما لم تطارح أحد من الرجال، مضت لحظة الاحتفال، و فيفي ومومو في عالم شيطان رغبة، لحظات كانت مليئة بزمهرير مغطى بعسل الحرام، ذهب السكرة وجاءت الفكرة، التفتت لتجد مومو إلى جانبها، جن جنونها، فقالت: ما الذي حدث؟؟؟ أجابها مومو مستغربا لا أدري!! لم أكن في عالم الواقع، لكني متأكد أني أقوى وأسعد رجل في الكون، نظرت إلى حالتها معه ... انبهرت فقالت: هل هذا يعني أننا قد تطارحا الهوى؟ رد عليها لا.. لكني تطارحت الحياة معك، فيفي روحي دعيني أكون عبدك، خادمك، أي شيء تشائين، فقط لا ترمين بي خارج فراشك، سأكون كما تريدين، أني مجنون بك إلى حد الموت في سبيلك. هناك وعلى السطح في لحظة الاحتفال، لاحظ الجميع عدم وجود فيفي ومومو، لقد عادت السيدات للحفل لحظة انطفاء التيار الكهربائي، لحظة العد للدخول إلى بداية العام الجديد، علم راعي الحفل ومراد أنهما لا زالا في الحمام، وقد طرقا الباب أكثر من مرة دون أي يكون هناك رد، فعمد مراد إلى دفع الباب، ليجد مومو وهو بين أحضان لينا يقبلها، جن جنونه، أما فؤاد فوقف مستغربا الحالة!! سمع الجميع صراخ مراد وهو يسحب مومو إلى خارج الحمام، مكيلا له الضرب، وهو يصرخ... أنت!!! يا نكرة ، يا خنثا ، أنت!! هو الرجل الذي قلبت الموازين بيني وبينها، وهي كيف لها أن ترتكب هذه الخطيئة مع أشباه الرجال؟؟!! في وقتها فقد مومو النطق والحركة، أما فيفي فخرجت شبه عارية، ضحك الجميع على منظرها ومومو، عاد مراد ليمسك بها بعد أن فقد السيطرة على نفسه، صافعا إياها بقوة، ومن شدتها سقطت، ارتطمت بحافة حادة، فقدت الحركة على أثرها، شهق الجميع على ما حدث، البعض منهم حاول الهرب خلسة، والبعض الآخر أنتظر ليرى نهاية الحدث، كان مومو قد بدأ يصحو على نفسه، فوجد فؤاد ومراد وهما منكبان على فيفي يحاولان إسعافها، إلا أن سقوطها كان شديدا، ففارقت الحياة، سمع مومو فؤاد يقول لمراد... لقد قتلتها يا مجنون!! قتلتها بغيرتك من مومو، طار عقل مومو، أمسك بقنينة الخمر، حطمها على رأس فؤاد وغرز بقيتها في رقبة مراد أكثر من مرة، وهو يصرخ من أجلك لينا سأقتل كل الرجال، هرب اغلب الحاضرين، نظر إلى نفسه وهو مغطى بدم مراد، حرك جسد فيفي مرة وأخرى، ولكن لا حياة فيها حملها، ذهب إلى حافة سطع البناية، رمى بنفسه معها من سطحها، صارخا عام سعيد يا حبيبتي فيفي.