**نغـم** الإدارة
عدد المساهمات : 2165 تاريخ التسجيل : 29/08/2010
| موضوع: خـــائن العشــــــرة الجمعة فبراير 25, 2011 1:37 pm | |
| كثيرة هي لحظات الدنيا العصيبة، ومن أشدها تأثيراً ووقعاً على النفس، أن تجد وعلى حين غرة أن رفيق العمر قد أدار ظهره في منتصف الطريق ليعلن بصمت غريب نهاية عشرة ورفقه دامت حين من الدهر، وقتئذ تتثاقل خطوتك، فتقف قليلاً لتقلب صفحات الماضي التليد، وبعد تفحص وتأمل تتأكد أن كل شيء كان على ما يرام، تمتزج الحيرة بالأسى، فتنادي ذلك الشخص عله يبوح بسر يخفى عليك، لتراه يلوح بيده من بعيد قائلا لا شيء يا صديقي، لقد آن الفراق، بعد هذا تدرك انك لا تملك من الأمر سوى اسطوانة ذكريات، أضحت تشكل عبئا ثقيلاً على مركز الذاكرة، حيث ان الخلاص منها أو محوها مستحيل، وأيضا تناسيها ووضعها جانبا يتطلب وقتاً وجهداً.
الحقيقة انها ذكريات جميلة يحن لها الفؤاد كثيراً، لولا نهايتها السقيمة التي ألقت بظلامها على مجمل ذلك التاريخ، الذي يحمل في طياته صفحات عديدة مليئة بالود والاحترام، قد تكون الصداقة والعلاقة موغلة في القدم، منذ أيام الطفولة وبراءتها، حيث صلة القرابة أو الجوار أو الحي أو المدرسة كان سبب تجذر وقوة روابط الألفة والمحبة، وتلك حقبة زمنية لا تحكمها المصالح والمآرب الدنيوية المختلفة، غير أن ما بعدها من المراحل العمرية المتقدمة أحياناً كثيرة يسودها تغيرا وتحولا من حال إلى حال، وأيضا قد تكون الصداقة نتاج زمالة في جامعه أو عمل، أياً كان نوع العلاقة الإنسانية، صداقة عادية أم حياة زوجية تحت سقف واحد، يبقى نكرانها من احد الطرفين خيانة للعشرة وهدم لصرح قام على المحبة والصدق والتناغم التام، ورغم أن بتر أواصر أي علاقة إنسانيه يقطع نياط القلوب المخلصة ويفجر دموع العيون المتألمة، إلا أن حدوث ذلك بين زوج وزوجته يبقى اشد مضاضة وقسوة.
عندما يتخلى عنك شخص شاركته الزاد والأفراح والأتراح والجد والمزاح وضحيت من اجله كثيرا، ولسان حالك يقول"إنني أعطيت ما استبقيت شيئا"، لأنك لم تعد مناسبا ولم تعد بالمستوى المطلوب، فالبعد عنك قرار بداء تفعيله والقرب من غيرك حان أوانه، إذا وصل المآل لهذا الحال، كن شامخا ولا تنكسر، لا تظل تبكي على الأطلال، بل واصل المسير، وحتماً سوف تصادف من يعيد لك الفرح والسرور من جديد، لكن إن عاد خائن العشرة يوما أدراجه، بعد أن صال وجال وغرته ابتسامة زائفة هنا وهناك، فاجعل شعارك واضحا يشاهده من بعيد، يختصر موقفك الصلب تجاهه، ويلقنه درساً يفوق طعنات غدره، ولن تجد شعاراً مناسباً يحقق ما تريده دون عنا، كهذا البيت الشعري الشعبي الذي أصبح مثلاً يردده الكثير.
من عافنا عفناه لو كان غالي*** ومن باعنا بالرخص بعناه بزهود | |
|
مدينة الحب عضو ماسى
الابراج : عدد المساهمات : 542 تاريخ الميلاد : 19/07/1979 تاريخ التسجيل : 27/12/2010 العمر : 45 الموقع : https://yones.7olm.org
| موضوع: رد: خـــائن العشــــــرة الخميس مارس 03, 2011 2:55 pm | |
| | |
|