**نغـم** الإدارة
عدد المساهمات : 2165 تاريخ التسجيل : 29/08/2010
| موضوع: صحيفة صينية تحذر من لعبة أمريكية «محفوفة بالمخاطر» فى الشرق الأوسط الثلاثاء مارس 08, 2011 11:13 am | |
|
حذرت صحيفة «شينخوا ديلى تليجراف» الصينية فى تعليق نشرته الاثنين مما سمته «لعبة أمريكية محفوفة بالمخاطر فى الشرق الأوسط».
وأشارت إلى أنه مع الضغط العصبى للاضطرابات التى حدثت ولاتزال فى بعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. بدت الولايات المتحدة تتوق إلى الظهور فى دائرة الضوء وتقوم بدق طبول «الديمقراطية».
وأضافت «يبدو أن التدخل الأمريكى الواضح للغاية فى شؤون هذه المنطقة يطرح سؤالا مشروعا عن القصد الحقيقى للولايات المتحدة حول ماتسميه «تعزيز الديمقراطية».
وأوضحت الصحيفة أن مجرد متابعة لسجل المسار الأمريكى فى الماضى ينتهى بنا إلى نتيجة واضحة، مفادها أنه أيا كان القصد وراء حجة الولايات المتحدة من «مكافحة الإرهاب» أو«تعزيز الديمقراطية»، فإن ما تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه هو هدفها الوحيد والأبدى والمتمثل فى تعظيم مصالحها الذاتية خاصة أن منطقتى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لهما أهمية بالغة الحيوية بالنسبة لواشنطن.
وتابعت «من الناحية السياسية والأمنية، فإنه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 التى هزت العالم، أطلقت الولايات المتحدة حربين فى أفغانستان والعراق فى محاولة للقضاء على شبكة القاعدة الإرهابية والشبكات التابعة لها وإحباط أية محاولة مماثلة لشن هجمات إرهابية أخرى على الأراضى الأمريكية».
وعلى مر السنين، تحاول أمريكا جاهدة بيع قيم الولايات المتحدة وأنظمتها السياسية لشعوب هذه المنطقة، بأمل تقويض القوى المناهضة للولايات المتحدة وتدعيم قيام أنظمة جديدة هناك.
ومن الناحية الاقتصادية، يعد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مصادر حيوية للطاقة بالنسبة للولايات المتحدة، حيث تشكل احتياطيات النفط الخام والغاز الطبيعى فى المنطقة 60% و45% من الإجمالى العالمى على التوالى، وتستورد الولايات المتحدة حاليا أكثر من 4 مليارات برميل من النفط سنويا يأتى 45% منها من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن ثم فإن حماية مصالح الولايات المتحدة من النفط فى المنطقة كان لها دائما الأولوية فى سياساتها الخارجية، ولعل أقوى دليل على ذلك ما قاله رئيس بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى السابق «آلان جرينسبان» من قبل بأن الحرب التى تقودها الولايات المتحدة فى العراق ترتبط إلى حد كبير بالنفط.
وأوضحت الصحيفة «اليوم تحث الولايات المتحدة الزعيم الليبى معمر القذافى بشدة على التنحى، وللجميع كل الحق بأن يتشككوا فى الدوافع الأمريكية نظرا لأن ليبيا لديها أكبر احتياطى للنفط فى إفريقيا، ومن خلال نشر القيم والأنظمة السياسية على الطريقة الأمريكية تريد واشنطن استغلال الجانب الأخلاقى - من خلال ما يطلق عليه جهود بناء الديمقراطية - فيما تهدف إلى أخذ زمام المبادرة والحفاظ على وتعزيز مصالحها الخاصة هناك وتدعيمها».
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تتبع معيارا مزدوجا فى الدعوة إلى «الديمقراطية» فى المنطقة، فهى تهاجم بشدة حكومات الدول التى ليس لها علاقات جيدة تقليدية مع واشنطن مثل إيران وليبيا، فيما لاتتحدث كثيرا عن الدول التى تحتفظ بعلاقات أوثق معها على مدى السنين.
ولفتت الصحيفة الصينية إلى حقيقة يصعب تجاهلها، وهى أن تدخل الولايات المتحدة فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجة الديمقراطية يؤدى فقط إلى الاضطرابات فى المنطقة، ويعد العراق مثالا حيا على ذلك فقد شنت الولايات المتحدة حرب العراق عام 2003 وأسقطت نظام صدام حسين، ولكن العراق- دولة وشعبا- يعانى الكثير منذ نشوب تلك الحرب غير الشرعية.
وخلصت الصحيفة إلى القول «لاشك فى أن الاضطرابات فى بعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أدت إلى تأثير سلبى بالفعل على الاستقرار السياسى والتنمية الاقتصادية فى هذه المنطقة وفى العالم أجمع، لكن دروس التاريخ تؤكد أن أى تدخل أجنبى يقوم على المصلحة الشخصية - مهما كانت بلاغة الوعود والتصريحات - لن يفيد فى نهاية المطاف وعلى أى نحو الاستقرار لا فى تلك المنطقة ولا فى غيرها من سائر مناطق العالم الأخرى
| |
|