أعـــمال الملائــكـــة
===================
الملائـكــة ومجـالـــس الـذكـــر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسـون أهل الذكر ,, فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنـادوا هَلمُّـوا إلى حاجتكم ,, قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السـماء الدنيا , قال : فيســألهم ربهم عز وجل وهو أعلم منهم : مـا يقول عبادي : قال : تقول : يسـبحونك ويكبـرونك ويحمدونك ويمجدونك ,, قال : فيقول : هـل رأوني ؟ قال : فيقولون : لا والله ما رأوك ,, قال : فيقول : كيف لو رأوني ؟ قال : يقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة ,, وأشد لك تمجيدا ,, وأكثر لك تسبيحا ,, قال : يقول : فما يسـألوني ؟ قال : يسـألونك الجنـة ,, قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ,, قال : فيقول : فكيف لو أنهم رأوها ؟ قال : يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة ,, قال : يقول : فمم يتعوذون ؟ قال : يقولون : من النار ,, قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : فيقولون : لا والله يا رب ما رأوها ,, قال : يقول : فكيف لو رأوها ؟ قال : يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال : فيقول : فأشـهدكم أني قد غفرت لهم قال : يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال : هم الجلساء لا يشقى جليسهم ))
وهـؤلاء الملائكة " زائدون على الحفظة وغيـرهـم من المرتبين مع الخلائق لا وظيـفـة لهـم إلا حلق الذكــر "
قال النووي : " وفي هذا الحديث فضيلة الذكر وفضيلة مجالسه ,, والجلوس مع أهله وإن لم يشاركهم ,, وفضل مجالسة الصالحين وبركتــهم " والله تعالى أعلم ..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من نَـفَـسَّ عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نَـفَـسَّ الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ,, ومن يَـسَّـرَ على معسـر يَسَّـرَ الله عليه في الدنيا والآخـرة ,, ومن سـتر مسـلماً سـتره الله في الدنيا والآخـرة ,, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ,, ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علما سَـهَّـل الله به طريقا إلى الجنـة ,, وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ,, ومن بَطَّـأ به عَمَله لم يسرع به نسبه ))
الملائـكـــة يصـلـون على العبد إذا جلس ينتظر الصــلاة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صـلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته ,, وصـلاته في سوقه بضعا وعشرين درجه وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسـن الوضوء ثم أتى المسـجد ,, لا ينهزه إلا الصـلاة ,, لا يريد إلا الصلاة ,, فلم يخط خطوة إلا رُفع له بها درجة وحُطَّ عنه بها خطيئته ,, حتى يدخل المسجد ,, فإذا دخل المسـجد كان في الصـلاة ما كانت الصـلاة هي تحبسـه ,, والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صَـلَّى فيه يـقـولـون : اللهم ارحمـه ,, اللهم اغـفـر لـه ,, اللهم تـب عليــه ,, مـا لـم يُـحدث فيــه ))
وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الملائكــة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه ,, تقول : اللهم اغفر له , اللهم ارحمه , ما لم يحدث ,, وأحدكم في صلاة ما كانت الصــلاة تحبســـه ))
وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يـزال العبد في صـلاة ما كان في مُصلاه ينتظر الصـلاة ,, وتقول الملائكة : " اللهم اغفر له , اللهم ارحمه " , حتى ينصرف أو يحدث ؟ قال : يَفسُو أو يَضْرِط ))
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أحدكم ما قعد ينتظر الصلاة في صلاة ما لم يحدث تـدعو له الملائكـة : " اللهـم اغـفــر لــه ,,, اللـهـم ارحــمــه " ))
الملائكــة يبلـغـون النبي صلى الله عليه وسلم ســلام أمتـه عليـه
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن لله ملائكـة سباحيـن فـي الأرض يبــلغــوني مــن أمـتــي الســـلام ))
الملائـكـة تصلي على من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم
عن عبد الله بن عامر يحدث عن أبيه قال : سمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يخطـب ويـقــول :
(( من صـلى عليَّ صـلاة لـم تـزل المـلائـكــة تصلي عليه ما صلى عليَّ ,, فليقـل عبـد مـن ذلك أو ليكثر ))
الملائـكــة تضـرب مثــلا للنبي صلى الله عليه وسلم
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم ,, فقال بعضهم : إنه نائم وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ,, قالـوا : إن لصاحبكم هذا مثلا ,, قال فاضـربـوا له مثـلا ,, فقال بعضهم : إنه نائـم ,, وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ,, فقالوا : مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ,, ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة فقالوا : أولوها له يفقهها ,, فقال بعضهم : إنه نائم ,, وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ,, قالوا فالدار الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وســلم فمن أطاع محمدا صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله ,,, ومن عصى محمدا صلى الله عليه وســلم فقد عصى الله ومـحـمد فــرقُ بيــن النـــاس ))
الملائكــة يكتبــون أســماء الذين يذهبــون إلى صـلاة الجمعة مبـكرا
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المســجد ملائكـة يكتبـون الأول ,, فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يسـتمعون الذكــر ,, ومثل المُـهَـجِّر كمثل الذي يهدي البدنة ,, ثم كالذي يهدي بقرة ,, ثم كالذي يهدي الكبش ,, ثم كالذي يهدي الدجاجة ,, ثم كالذي يهدي البيـضة ))
الملائكــة تحف طالب العلم وتظلـه بأجنحتها
عن صفوان بن عسال رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله إني جئت أطلب العلم ,, قال : (( مرحبا بطالب العلم إن طالب العلم لتحف به الملائكة وتظله بأجنحتها فيـركـب بعضـهم بعضـا حتى تبلغ السـماء الدنيا من حبهم لما يطلب ))
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله له طريقا إلى الجنة ,, وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ,, وإن العالم ليسـتغفر له من في السماوات ومن في الأرض ,, حتى الحيتان في الماء ,, وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لـم يورثـوا ديـنارا ولا درهــما إنمـا ورثـوا العلم ,, فمن أخذ بـه أخذ بحـظ وافــر
الملائكــة والأجنـّـة في الأرحــام
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصـادق المصـدوق : (( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ,, ثم يكون في ذلك علقه مثل ذلك ,, ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يُرسَل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ,, فو الذي لا إله إلا غيـره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ,, وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ))
وعن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعيـن ليـلة ,, فيقول : يـا رب أشقي أو سـعيـد ؟ فيكتبان ,, فيقول : أي رب أذكر أو أنثـى ؟ فيكتبان ويكتب عمله وأثــره وأجلــه ورزقــه ,, ثـم تطــوى الصـحـف فلا يـزاد فيـها ولا ينقـص ))
عن أبي الزبيـر المـكي , عن عامر بن واثلة حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود قال : الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وُعِـظ بغيره ,, فأتى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال : " وكيف يشقي رجل بغير عمل ؟ فقال له الرجل : أتعجب من ذلك ؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا مَـرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة ,, بعث الله إليه ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ,, ثم قال : يا رب أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شـاء ,, ويكتب الملك ثم يقول : يا رب أجله , فيقول : ربك ما شاء ,, ويكتب الملك ,, ثم يقول : يا رب رزقه ,, فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ,, ثم يخرج بالصحيفة في يده ,, فلا يزيد على ما أمر ولا ينــقــص ) ,,, وعن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول : (( إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك )) ,, قال زهير : حسبته قال : الذي يخلقها ( فيقول : يا رب أذكر أم أنثى ؟ فيجعله الله ذكرا أو أنثى ثم يقول : يا رب أسوي أم غير سوي ؟ ثم يقول : يا رب ما رزقه ؟ مـا أجلـه ؟ مـا خلقـه ؟ ثـم يجعلـه الله شـقيـا أو سـعيـدا
قال النووي : " قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : ( ثم يرسل الملك ) ظاهره أن إرساله يكون بعد مائة وعشرين يوما وفي الرواية التي بعد هذا ( يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيقول : يا رب أشقي أم سعيد ) وفي الرواية الثالثة ( إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليه ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ) وفي رواية حذيفة بن أسيد ( إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ,, ثم يتصور عليها الملك ) وفي رواية ( إن ملكا موكلا بالرحم إذا أراد يخلق شيئا بإذن الله لبضع وأربعين ليلة وذكر الحديث "
وفي رواية أنس : ( إن الله قد وكل بالرحم ملكا , فيقول : أي رب نطفة , أي رب علقه , أي رب مضغة ) قال العلماء : طريق الجمع بين هذه الروايات أن للملك ملازمة ومراعاة لحال النطفة , وإنه يقول : يا رب هذه علقه , هذه مضغة في أوقاتها , فكل وقت يقول فيه ما صارت إليه بأمر الله تعالى وهو أعلم سبحانه , ولكلام الملك وتصرفه أوقات , أحدها : حين يخلقها الله تعالى نطفة , ثم ينقلها علقة , وهو أول علم للملك بأنه ولد , لأنه ليس كل نطفة تصير ولدا , وذلك عقب الأربعين الأولى , وحينئذ يكتب رزقه وأجله وعمله وشقاوته أو سعادته , ثم للملك فيه تصرف آخر في وقت آخر وهو تصويره وخلق سمعه وبصره وجلده ولحمه وعظمه وكونه ذكرا أم أنثى , وذلك إنما يكون في الأربعين الثالثة وهي مدة المضغة , وقبل انقضاء هذه الأربعين وقبل نفخ الروح فيه لأن نفخ الروح لا يكون إلا بعد تمام صورته
أما قوله في إحدى الروايات : ( فإذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها وعظامها ثم قال : يا رب أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك , ثم يقول : يا رب أجله , فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك وذكــر رزقــه ) ,,, قال القاضي وغيره : " ليس هو على ظاهره , بل المراد بتصويرها وخلق سمعها إلى آخره أن يكتب ذلك ثم يفعله في وقت آخر ,, لأن التصوير عقب الأربعين الأولى غير موجود في العادة وإنما يقع في الأربعين الثالثة وهي مدة المضغة كما قال الله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة . فخلقنا العلقة مضغة . فخلقنا المضغة عظاما . فكسونا العظام لحما ) ,, ثم يكون للملك فيه تصوير آخر وهو وقت نفــخ الروح عقب الأربعين الثالثة حين يكمل له أربعة اشـــهر .. واتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة اشهر ,, ووقع في رواية البخاري : ( إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ,, ثم يكون علقه مثله ,, ثم يكون مضغة مثله ,, ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات ,, فيكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد ,, ثم ينفخ فيه : ثم يبعث ) ,, بحرف " ثم " يقتضي تأخير كتب الملك هذه الأمور إلى بعد الأربعين الثالثة ,, والأحاديث الباقية تقتضي الكتب بعد الأربعين الأولى ,, وجوابه : أن قوله : ( ثم يبعث إليه الملك فيؤذن فيكتب ) معطوف على قوله : ( يجمع في بطن أمه ) ومتعلق به لا بما قبله وهو قوله : ( ثم يكون مضغة مثله ) ويكون قوله : ( ثم يكون علقه ومثله ثم يكون مضغة مثله ) معترضا بين المعطوف والمعطوف عليه ,, وذلك جائز موجود في القرآن والحديث الصحيح وغيره من كلام العرب ,, قال القاضي وغيره : والمراد بإرسال الملك في هذه الأشياء أمره بها ,, والتصرف فيها بهذه الأفعال ,, وإلا فقد صرح في الحديث بأنه موكل بالرحم وأنه يقول : يا رب نطفة يا رب علقه قال القاضي : وقوله في حديث أنس : وإذا أراد الله أن يقضي خلقا قال : يا رب أذكر أم أنثى ؟ شقي أم سعيد ؟ لا يخالف ما قدمناه ,, ولا يلزم منه أن يكون ذلك بعد المضغة بل ابتداء للكلام ,, وإخبار عن حالة أخرى فأخبر أولا بحال الملك مع النطفة , ثم أخبر أن الله تعالى إذا أراد إظهار خلق النطفة علقه كان كذا وكذا ,, ثم المراد بجميع ما ذكر من الرزق والأجل والشقاوة والسعادة والعمل والذكورة والأنوثة أنه يُظهر ذلك للملك ,, ويأمره بإنقاذه وكتابته وإلا فقضاء الله تعالى ســابق على ذلك , وعلمه وإرادته لكل موجـود في الأول ... والله تعالى أعلــم .
الرعــد ملك من ملائكــة الله عز وجل موكــل بالســـحاب
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاســم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك ,, فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا : الله على ما نقول وكيل , قال : " هاتـوا " ,, ,, قالوا : أخبرنا عن علامة النبي ؟ قال : ( تنام عيناه ولا ينام قلبه ) قالوا : أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر ؟ قال : ( يلتقي الماآن فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت ,, وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل آنثت ) قالوا : أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه ؟ قال : ( كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا .. " قال بعضهم : يعني : الإبل فحرم لحومها ) ,, قالوا : صدقت ,, قالوا : أخبرنا ما هذا الرعد ؟ قال : ( ملك من ملائكة الله عزوجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمر الله ) قالوا : فما هذا الصوت الذي يُسمع ؟ قال : ( صوته ) ,, قالوا : صدقت ,, إنما بقيت واحدة وهي التي نبايعك إن أخبرتنا بها فإنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك ؟ قال : ( جبـريـل عليـه الســلام ) ,, قالوا : جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا ,, لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان ... فأنزل الله عزوجل : ( من كان عدوا لجبريل ) إلى آخر الآية الكريمة
الملك المـوكــل بالجــبــال
عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله هـل أتى عليك يوم كان أشـد من يوم أحـد ؟ فقال : ( لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ,, إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت ,, فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ,, فلم أستفق إلا بقرن الثعالب ,, فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فتاداني فقال : إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم قال : فناداني ملك الجبال وسلَّم عليَّ ثم قال : يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك , وأنا ملك الجبال , وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليه الأخشبين , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا )
الملائــكــة تظــل الشـــهيد بأجنحتــها
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : ( جيء بأبي يوم أحد قد مُـثِّـلَ به حتى وضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سُـجِّـيَ ثوبا ,, فذهبت أريد أن أكشف عنه فنهاني قومي ,, ثم ذهبت أكشف عنه فنهاني قومي فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفِع ,, فسمع صوت صائحة فقال : من هذه ؟ فقالوا : ابنة عمرو . أو أخت عمرو قال : فلم تبكي ؟ تـبكي أو لا تبـكي فما زالـت الملائـكــة تُـظَـلِّـلُـه بأجنـحتـها حـتى رفــع )
الملائـكــة يؤمنــون على دعـاء من حضــر الميــت
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا حضرتم المريض أو الميت ,, فقولوا خيـرا ,, فإن الملائـكــة يؤمنـون على مـا تقولــون ) ,, قالت أم سلمة : فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات ,, قال : قولي : ( اللهم اغفر لي وله واعقبني منه عقبة حسنة )
قالــت : " فأعقبــني الله مـن هـو خيــر لي منــه محمـدا صلى الله عليـه وســلم "
الملائـكــة يؤمنـون على دعـاء المســلم لأخيـه بظهـر الغيـب
عن أم الدرداء . عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مـا مـن عبـد مسـلم يدعـو لأخيه بظهـر الغيـب إلا قـال ملك ولك بمثــل ) ... وعنها رضي الله عنها قالت : حدثني سيدي ( تعني زوجها أبا الدرداء ) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من دعـا لأخيه بظهـر الغيـب , قال الملك الموكل به " آمين ولك بمثـل " ))
وعن صفوان ( وهو ابن عبد الله بن صفوان ) وكانت تحته أم الدرداء قال : قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء , فقالت : أتريد الحج العام ؟ فقلت : نعم .. قالت : فادع الله لنا بخيـر ,, فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( دعـوة المـرء المسـلم لأخيه بظهر الغيب مسـتجابة عند رأسـه ملك موكل ,, كلما دعـا لأخيـه بخيــر قال الملك الموكل به : آميـن ولك بمثـل )) ,, قال : فخرجت إلى السـوق فلقيـت أبا الدرداء ,, فقال لي مثـل ذلك يـرويـه عـن النبــي صـلى الله عليـه وســـلم ..
الملائـكــة تبســط أجنحتـها على بــلاد الشــام
عن ابن شماسة أنه سمع زيد بن ثابت يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن عنده : ( طوبى للشام ) قــال : (( إن ملائـكــة الرحمــن لبـاســـطة أجنحتـــها عليــه ))
الملائـكـــة تحـرس مكـة والمدينــة مـن الدجــال
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس من بلد إلا سـيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكــة صافين يحرسـونها ,, ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفـات فيـخرج الله كــل كــافـر ومـنـا فـق )) .. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( على أنقــاب المديـنة ملائـكــة لا يدخلها الطاعــون ولا الدجـــال ))
وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الإيمــان يمان والكـفر من قبل المشرق وإن السكينة في أهـل الغنـم وإن الريـاء والفخر في أهل الفدَّادين أهل الوبر وأهل الخيل ويأتي المسـيح " أي : الدجال ) من قبل المشرق وهمته المدينة حتى إذا جاء دبر أُحد تلقته الملائكـة فضربت وجهه قبل الشام هنالك يهلك هنالك يهـلك
الملائـكــة يؤمنــون خلـف الإمـام
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد ,, فإنه من وافق قوله قول الملائكة غُـفِر له مـا تقـدم مـن ذنبــه )) وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا أمَّنَ الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ))
وعن أبي هريـرة رضي الله عنه أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا قال أحدكم في الصـلاة آمين والملائكة في الســماء آميـن ,, فوافق إحداهما الأخـرى ,, غفـر له مـا تقدم من ذنـبـه )) .. وعنه رضي الله عنه أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا قال القارئ غيـر المغضـوب عليهم ولا الضــاليـن )) فقال من خلفه : آميـن ,, فوافـق قـوله قـول أهـل الســماء غفر له ما تقـدم مـن ذنـبـه )) .. وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين ,, فإن الملائكة تقول آمين وإن الإمام يقول آميـن ,, فمــن وافـق تأميـنه تأميـن الملائـكــة غفـر له مـا تقــدم مـن ذنبــه ))
قال الحافظ ابن حجر : " وهو دال على أن المراد الموافقة في القول والزمان خلافا لمن قال : المراد الموافقة في الإخلاص والخشوع كابن حبان : فإنه لما ذكر الحديث قال : يريد موافقة الملائكة في الإخلاص بغير إعجاب ,, وكذا جنح إليه غيره ,, فقال نحو ذلك من الصفات المحمودة , أو في إجابة الدعاء ,, أو في الدعاء بالطاعة خاصة أو المراد بتأمين الملائكة استغفارهم للمؤمنين ,, وقال ابن المنير : الحكمة في إيثار الموافقة في القول والزمان أن يكون المأموم على يقظة للإتيان بالوظيفة في محلها ,, لأن الملائكة لا غفلة عندهم ,, فمن وافقهم كان متيقظا ,, ثم أن ظاهره المراد بالملائكة جميعهم واختاره ابن بزبزة وقيل : الحفظة منهم ,, وقيل : الذين يتعاقبون منهم إذا قلنا غير الحفظة ,, والذي يظهر أن المراد بهم من يشهد تلك الصلاة من الملائكة ممن في الأرض أو في الســماء ... قوله : ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) ظاهره غفران جميع الذنوب الماضية وهو محمول عند العلماء على الصغائر ,, وأما الكبائر فـلا تُكفَّـرُ إلا بالتوبـة
الملائـكــة تلعـن المــرأة التي تغضـب زوجــها
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رســول الله صلى الله عليه وسلم
(( إذا دعـا الرجـل امرأتـه إلى فـراشــه فأبت ,, فبات غضـبان عليـها لعنتـها الملائـكــة حتى تصبـح ))
الملائـكــة تـرد الســلام على آدم عليـه الســلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( خلق الله آدم وطوله سـتون ذراعـا ,, ثم قال : اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة ,, فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك ,, قال : فذهب ,, فقال : السلام عليكم فقالوا : السلام عليك ورحمة الله ,, قال : فزادوه : ورحمة الله ,, قال : فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ,, وطوله ستون ذراعا ,, فلم يـزل الخلـق ينقـص بعـده حتى الآن ))
الملائـكــة تلعــن من أشــار بالســلاح إلى مســلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال أبو القاسم : (( من أشـــار إلى أخيـه بحديـدة ,, فإن الملائـكة تلعـنـه حتى وإن كان أخـاه لأبيـه وأمـه ))