الفرق بين المؤمن وغير المؤمن فرق كبير جدًا:
أحيانًا يرغب المرء أن يعرف كم هي المسافة بين
الإيمان والكفر، بين الاستقامة والانحراف، بين الطاعة والمعصية، بين
الإقبال والإدبار، الحقيقة أن المسافة كبيرة جدًا، للتوضيح أحيانًا هناك
سجاد من أرقى أنواع السجاد، قد يكون ثمن الواحدة بالملايين، وهناك
سجاد آلي، صوف، وشكله جميل، ويؤدي الوظيفة، فالفرق جمالي فقط،
لكن الفرق بين سجادة وبين قنبلة، الفرق كبير جدًا، هنا تجلس عليها
وترتاح، وهنا يموت الإنسان، أنا أتمنى من خلال المثل القرآني حينما
يقول الله عز وجل:
{ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ
هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }
[ سورة هود عمران: 24 ]
أنت حينما تعلم أن المسافة بين المؤمن وغير المؤمن كبيرة جدًا،
كبيرة إلى درجة يصعب تصورها، فأنت عرفت الحقيقة:
{ قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ
فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }
[ سورة هود عمران: 28 ]
الفرق بين المؤمن وغير المؤمن كبير جدًا، إنسان بصير و آخر أعمى،
إنسان سميع و آخر أصم، إنسان يتقلب في رحمة الله، و آخر يتقلب في
غضب الله، إنسان أموره ميسرة،
والدليل قوله تعالى :
{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى *
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى *
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }
[ سورة الليل الآيات : 1-10 ]